أقيمت فعاليات "المنبر الثابت" بأوقاف الفيوم، بالتعاون مع علماء الأزهر الشريف تحت عنوان: "التنمر وخطورته على الفرد والمجتمع"، وذلك برعاية من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وبتوجيهات من وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم الدكتور محمود الشيمي، وبحضور نخبة من كبار العلماء والأئمة المتميزين، وذلك في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية.
وخلال هذه اللقاءات أشار العلماء إلى أن التنمر سلوك عدواني يهدف للإضرار بشخصٍ آخر عمدًا؛ سواء كان العدوان جسديًّا أو نفسيًّا؛ وهو بهذا الوصف عمل مُحَرَّم شرعًا؛ وذلك لأنَّ الشريعة الإسلامية حَرَّمت الإيذاء بكل صوره وأشكاله، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58]، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ؛ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا» متفق عليه.
كما أكد العلماء أن الشريعة الإسلامية جاءت لحماية الإنسان مِن كل ما يمكن أن يصيبه بالضرر، ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه في "السنن" عن ابن عباس (رضي الله عنه) أَنَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»؛ فحَرَّمت الشريعة إيصال الضرر إليه بشتى الوسائل، والإيذاء والاعتداء الحاصل من المُتَنَمِّر تجاه الآخر هو من الإضرار بالغير الممنوع شرعًا.
كما أَنَّ التَّنَمُّر يشتمل على السخرية واللمز والاحتقار، وهي أفعال مذمومة، جاء الشرع الشريف بالنهي عنها صراحة في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات: 11]، فهذا نهيٌ عن السخرية، وهي في معنى الاستهزاء والاحتقار.