في عزبة جعفر الهادئة، بقرية برمبال الجديدة التابعة لمركز منية النصر بالدقهلية ، سقطت قنبلة من الحزن والألم على أهالي المنطقة، وخيمت سحب من الدخان الأسود على أحلام عائلة سعيدة، تاركة وراءها قصة مأساوية حفرت عميقاً في ذاكرة من شهدوها، حيث لقيت أم وأطفالها الثلاثة مصرعهم إثر انفجار إسطوانية غاز أثناء شويها للسمك.
صرخاتٌ من تحت الرماد
كانت منال، الأم الحنونة، على موعد مع القدر، حيث انفجرت إسطوانة غاز أثناء شويها للسمك على سطح منزلها، لتتحول لحظات هادئة إلى جحيمٍ من النيران، صرخاتٌ مدوية ملأت المكان، ودخان كثيف حجبت الرؤية، وهرع الجيران لنجدتها، لكنّ النيران كانت أسرع، تاركة وراءها جروحاً عميقة في أجساد منال وأطفالها الثلاثة،عبد السميع، ومروان، ومنه.
رحلة معاناة
نُقلوا جميعًا إلى مستشفى جامعة المنصورة، ليبدأ رحلة صراع مع الموت، فالأطباء بذلوا قصارى جهدهم لإنقاذهم، لكنّ الحروق كانت قد أكلت أجسادهم، تاركةً لهم أوجاعاً لا تُطاق، واحداً تلو الآخر، فاضت أرواح الأطفال الثلاثة، تاركين وراءهم أمّاً مفجوعة، تقاوم الموت بكل ما أوتيت من قوة.
الوداعٌ الأخير
ظلّت منال تصارع الموت، وتتشبث بأمل شفاءٍ قد لا يأتي، لكنّ القدر كان قاسياً، فبعد أيامٍ قليلة، لفظت هي الأخرى أنفاسها الأخيرة، لتلحق بأبنائها، تاركةً وراءها زوجها المكلوم، الذي نجا من الحادث بفعل القدر، ليفقد عائلته دفعة واحدة.
الحزنٌ يلفّ العزبة
ساد الحزن الشديد أهالي عزبة جعفر، الذين فقدوا عائلة بأكملها في لحظة قاسية، وسيطرت حالة من الصدمة على الأبّ المفجوع، الذي لا يزال يحاول استيعاب ما حدث.
وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى مدير أمن الدقهلية، إخطارًا الاسبوع الماضى من مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود إشارة لمأمور مركز شرطة منية النصر من المستشفى المركزي، بوصول كل من: منال علي أحمد عبد العال، 35 عامًا، وأطفالها مازن عبد السميع مصطفى، 12 عامًا، ومروان، ويبلغ من العمر 7 أعوام، ومنه، وتبلغ من العمر 10 أعوام، مقيمين بعزبة جعفر التابعة لقرية برمبال الجديدة دائرة المركز، مصابين بحروق من الدرجة الثانية بعموم الجسم.
وباتتقال ضباط وحدة مباحث المركز إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين أنه أثناء قيام الأم بشوي السمك بمنزلها، انفجرت اسطوانة الغاز، ما تسبب في نشوب حريق هائل وإصابتها وأطفالها بحروق متفرقة بالجسم.
وتم تحويل المصابين لمستشفى جامعة المنصورة لتلقي العلاج، ولفظ الأطفال أنفاسهم الأخيرة واحدًا تلو الآخر، فيما ظلت الأم داخل المستشفى في حالة حرجة حتى لفظ أنفاسها اليوم وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.