علق الدكتور وسيم السيسي، الباحث في تاريخ مصر القديمة، على الجدل المثار الذي تعرض له الدكتور زاهي حواس وزير الآثار السابق، بسبب تصريحاته التي شكك فيها في واقعة انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى عليه السلام، والتي لاقت انتقادات واسعة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعض رجال الدين.
وقال "وسيم" في مداخلة هاتفية لبرنامج "حديث القاهرة" على فضائية "القاهرة والناس" ، إن الدكتور زاهي حواس لم ينكر ما جاء في الكتب المقدسة ولكنه باختصار يرغب أن يقول إن التاريخ كعلم والعلم يبحث في الموجودات سواء بردية أو جدرية أو تمثال، وأن العلم يبحث في الموجودات والدين يبحث في الغيبيات وكل منهما له ميدان بحث.
وتابع، أن الدكتور زاهي حواس يقول إنه لا ينكر ما جاء في الكتب المقدسة ولكن يقول أن ما بين أيدينا من جداريات وحفريات أو مقابر لا يوجد بها ما يؤيد ما جاء في الكتب المقدسة، موضحًا أن هناك مبدأ جيد في العلوم أن الذي لا يقدر أن يثبته العلم ليس له الحق في أن ينكره.
وأردف، الباحث في تاريخ مصر القديمة، أن الدكتور زاهي حواس يقول إن ما يقوله ليس إنكارًا ولكنه انتظارًا لما قد يأتي به المستقبل ويؤيد ما جاء في الكتب المقدسة، موضحًا أنه ينبغي أن نتضامن مع التصريحات العلمية وليست الدينية ولا ينكر زاهي حواس ما جاء في الكتب المقدسة واليهود لم يكونوا داخل مصر حتى يخرجوا منها، وقصة شق سيدنا موسى البحر الأحمر غير صحيحة.
وشدد، على أن الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر، مُشيرًا إلى أن الدين والإيمان يعتمدان على العقيدة والمشاعر، بينما يعتمد العلم على الأدلة الملموسة والبراهين القاطعة.
وأردف "وسيم" أن القول الفصل في التاريخ ينبغي أن يُبنى على معايير البحث العلمي، لا على الاعتقاد الديني أو النصوص الدينية الموروثة، منتقدًا طريقة تناول بعض القصص الدينية والتاريخية دون إخضاعها للبحث والتحليل النقدي، مُحذّرًا من مخاطر ذلك على إمكانية خلط الأمور والوقوع في مغالطات وتشويه للتاريخ والحقائق.
يذكر أن الدكتور زاهي حواس قد أكد أنه لم ينكر صحة قصة انشقاق البحر الأحمر، بل يؤمن تمامًا بمدلولها الديني والإيماني، لكنّه يرى صعوبة إثباتها تاريخيًا بالمنهج العلمي، نظرًا لكونها من الأمور الغيبية.