قال بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسيّة للأقباط الكاثوليك، البطريرك ابواهيم اسحق في عظته في قداس القيامة المجيد اتوجه بالسلام والتحية الي المطارنة والأساقفة، وإلى أبنائنا الأعزاء القمامصة والقسوس، الرهبان والراهبات والشمامسة، وإلى أبناء الكنيسة القبطيّة الكاثوليكيّة في مصر وبلاد المهجر السلام والنعمة والبركة في المسيح القائم من الأموات
واضاف قائلا أرجو أن يحمل لكم هذا العيد ولعائلاتكم كلّ بركة روحيّة وفرحة سماويّة وقيامة حقيقيّة.
لا تخافا… أعلم أنّكما تطلبان يسوع المصلوب… إنّه ليس ههنا، فقد قام كما قال". (متى 28:
”هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج فيه“
أن نكون ضمن المؤمنين بقيامة السيد المسيح من بين الأموات … يا لها من نعمة عظيمة. فما عسى للإنسان أن يتمنّى ويبتغّى عوضًا عن الحياة الأبديّة مع المسيح!
”المسيح قام“ خبر يحمل إلى متلقيه الفرحة والدهشة والخوف أيضًا. لذلك يطمئن الملاك النسوة بقوله:
”لا تخافا… أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب… إنّه ليس ههنا، فقد قام كما قال“ (متى 28: 5-7)
أوّلًا: مخافة الربّ تطرد كلّ المخاوف الأخرى
نحن نعيش في عالم يتسم بالخوف بشكل متزايد. الخوف على سلامتنا، الخوف على صحتنا، الخوف على مستقبلنا. والأخطر من ذلك: الخوف من قول ما نفكر فيه، أو الخوف من إعلان الإنجيل، أو الشهادة للمسيح.
”لا تخافا“. أريد أن أتأمّل معكم حول موضوع الخوف وكيفيّة التعامل معه على نور احتفالنا بقيامة ربنا يسوع المسيح. من منّا لم يختبر الخوف؟ مما نخاف؟ نخاف من الفشل، من الرفض ”تكونونمبغضين من الجميع لأجل اسمي“ (متى ٢٢:١٠) ونخاف أيضًا من الخيانة والوحدة والموت وإلخ… ونخاف من اتّخاذ قرار اتباع ربّنا يسوع (الزواج أو التكريس)!
يا ترى كيف نواجه مخاوفنا؟
تجنّبها: نستخدم طرقًا عديدة لتجنّب الخوف، على سبيل المثال:
- الانغماس في الأنشطة، حتى لا نشعر بالخوف العميق في داخلنا.
- الانكار ومحاولة السيطرة على مخاوفنا، بتناول أدوية مهدئة. وللعلم انكار المخاوف يزيدها قوةً وانتشارًا في كافّة مجالات الحياة اليوميّة.
- الهرب منها... (الخوف من الخوف). والهرب يحرمنا عيش ملء الحياة. ولن يسمح الخوف لحياتنا أن تتطوّر إلى ما وعد به الربّيسوع ”جئت لكي تكون لهم الحياة وتكون لهم أفضل.“ (يو 10: 10).
لا بدّ من مواجهة مخاوفي حتى تتحرّر نفسي من الخوف. والواقع أن كثيرين لا يريدون مواجهة خوفهم.
بتأكيد صلاة الإيمان تساعد على مواجهة المخاوف وطردها. أسأل نفسي أوّلا ما الذي أخاف منه فعلًا؟ من أين يأتي خوفي؟ وإلى أين يتّجه؟
إنّ الاحتفال بقيامة المسيح اليوم، يذكّرنا أنّنا لا نتّجه نحو العدم، بل سنقوم مع المسيح في نور الحياة.
فالخوف من الموت الجسديّ لا يغيّر شيئًا في حياتنا، إنّما المخيف حقّا هو موت الروح.