ظهرت الاحتفالات بأعياد الربيع منذ زمن بعد لأول مرة في عهد المصريين القدماء فهم أصحاب الفضل في الكثير مما توصلت إليه الحضارات من بينهم الاحتفالات في الكثير من المناسبات السنوية التي مازال البشر يحتفلون بها، وظل الاحتفال بعيد الربيع ينتقل عبر السنين وعبر القارات وانتشر في دول العالم، فالكثير من دول العالم يحتفلون بعيد الربيع بشكل أساسي سنويا ولكن تختلف مظاهر الاحتفال من دولة لأخرى، ولذلك فأعياد الربيع تمثل أهمية خاصة عند الكثير من الناس حول العالم .
يقول الأديب مصطفى صادق الرافعي في كتابه "وحي القلم" عن الربيع خرجت أشهد الطبيعة كيف تُصبح كالمعشوق الجميل، لا يُقدم لعاشقه إلا أسباب حبه !، وكيف تكون كالحبيب، يزيد في الجسم حاسة لمس المعاني الجميلة ! وكنت كالقلب المهجور الحزين، وجد السماء والأرض، ولم يجد فيهما
سماءه وأرضه .
وتابع الرافعي : يقف الشاعر بإزاء جمال الطبيعة، فلا يملك إلا أن يتدفق ويهتز ويطرب، لأن السر الذي انبثق هنا في الأرض، يُريدُ أن ينبثق هناك في النفس، والشاعر نبي هذه الديانة الرقيقة التي من شريعتها إصلاح الناس بالجمال
والخير .
أوضح الرافعي أنه في الربيع تظهر ألوان الأرض على الأرض، وتظهر ألوان النفس على النفس . ويصنع الماء صُنْعَه في الطبيعة فتُخْرِجُ تهاويل النبات، ويصنع الدم صنعه فيُخرج تهاويل الأحلام، ويكون الهواء كأنه من شفاء متحابة يتنفس بعضها على بعض، ويعود كل شيء يلتمع لأن الحياة كلها ينبضُ فيها عرق النور، ويرجع كل حي يغني لأن الحب يُريد أن يرفع صوته وفي الربيع لا يضىء النور في الأعين وحدها، ولكن في القلوب أيضاً.
ولا ينفذ الهواء إلى الصدور فقط، ولكن إلى عواطفها كذلك.