الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

تامر أفندي يكتب.. «5 أمواه وحديث الشفاه وغمد الحُسام»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


لا أُخفي عليكم أنني رغم محاولتي عدم الانشغال بواقعة "البوسة" واعتبارها أمرًا شخصيًا، إلا أنني لم أستطع كلما مر عليٌ "الفيديو" أو الصورة أن أتجاهلهما.. لست مع أو ضد ولكن عادتي حينما يقع أمر ما، أعدو إلى حيث أستطيع في المستقبل ثم أعود المسافة التي قطعتها أٌقابل السنوات والأشخاص والأحداث.. لذلك قرأت خلال الأيام الماضية في علم التقبيل.. وما تخبرنا به شفاهنا في البوس والتعنيق، وطٌفت في عالم القُبلة.. وقرأت كل الآراء التي قدحت ومدحت، والتي نسبت "البوسة" للصوفية.. والتي غالت فاستدعت واقعة "بغلة" زيد بن ثابت وعبد الله بن عباس. 

في الواقع لقد بحثت وسألت إذا كان صاحب الواقعة سبق وفعلها مع أحد امتنانًا وتقديرًا أو رحمة وشفقة، ولم أصل لشئ قاطع!.. ولست أُنُكرها على صاحبها.. فوارد أن أفعلها أنا أو أنت ولكن لمن؟.. ألـ..نصل السيوف أم لـ..وصل العزوف؟.. هذا هو "الخلاف"!.. 

أنا أسمعك ومعك.. أن الأمر لا يخلو جزءُ فيه من المؤامرة ممن صور ومن سرب ومن أذاع ومن اختار التوقيت.. "لا خلاف" "وخاصة أن منهم فيهم.. المصور في الفرح معروف ولديهم مونتير ومقص وشريط وشريك".. لكن وجهة نظري حول الواقعة لا تتعلق بالـ"ميكروفيلم" ولا بشخص ولا بوضع سيفُ في غمده.. ولكن ألست معي أن بعد التصرفات لا تُمحى؟.. تبقى وتعيش وتتناقلها ذاكرة الأجيال.. بل إن بعضهم يأخذها ليُدلل بها على وجهة نظر ما، ربما في زمان غير زماننا.. 
 

ألست معي أن الكثير من مواقف العلماء تُنسى بعد موتهم ويسير منهم أجزاء حتى نهاية الحياة، من تلك الأجزاء.. ابتسامة ودمعة وشموخ وانكسار!.. 

ألست معي أنه سيأت شاب في زمن بعيد لن نراه، سيستخدم حاسوبه الملعون.. وسيبحث بعنوان "بوسة العلم والمال" كما كنا نبحث عن "العلم والإيمان" ولم نجده.. ولكنه سيجدها ولن نكون لا أنا ولا أنت هناك لنشرح الموقف له.. لأن الزمان والأيام وحدهما من يأخذان من الموقف العام ما يضعناه في خزانة ذكرياتهما.. وهذا الـ"جوجل" اللعين لا يُخفي "إسقاطاتنا" بل يتلاعب بها وبنا في كل محركات "البحث".. ويعرضها مجانًا وكلما نسينا "عايرنا" بها وأخرج لسانه.

أمر آخر أؤمن به ويُؤمن به كل من مست قلبه ولو مسحة من التصوف، أن هذا الكون لُه مُدبر، وأن كل ما حولنا رسائل من الله لكن لا يفهمها إلا القليل، أكانت تلك "القٌبلة" رسالة!.. أكان الله يُريد أن يٌقول لنا ولطابعها ولمشاهدها أمر ما!.. 

أظُن أن الأقدار سخرت الجميع حتى من سربها بقصد الإيذاء لإيصال رسالة ما..  وأظن أن سطرًا من هذه الرسالة أن "صلاة الفجر تٌقربنا إلى الله.. لكنها ليست دواء من الجلطات وإلا مات أصحاب الديانات الأخرى "مجلوطين".. وأن
حزن المهاجمين والمُحبين على واقعة "البوسة" لا لشئ إلى أنهم خلطوا بين "الدكتور" و"الشيخ".. بين القٍبلة والقُبلة.. بين الصور المتحركة والمصنوعة والأخرى الطبيعية.. بين عالم يُعرض عليهم بتوقيتات وأنماط مُعدة سلفًا وبين واقع يحاولون الهروب من واقعه مع أبطال يصنعونهم من الخيال..
وإني لأسأل الحزانى من واقعة "البوسة".. أهذا الُحزن على "الطبيب" أم على "الشيخ".. أم على ورقة "البنكنوت" التي طُبعت عيها الٌقبلة.. 
وإني لأتعجب من الحزن على "قٌبلة" وقد بيعت "الشفاه".. فيا أيها الذي مع أو الذي ضد.. هناك أماكن للأولياء والعلماء.. يُطلبوا فيها ولا يُعرضوا.. فإذا ما خرجوا من محاربهم تزاور عنهم هبة الله.. فلا تدري لهم قٍبلة من دبرة من قٌبلة.. من خمسة أمووواه.