في خّضم مرحلة "تصحيح المسار" التي تخوضها الكويت تحت قيادة الأمير الجديد الشيخ «مشعل الأحمد الجابر الصباح» التي تولى مقاليد الحكم أواخر ديسمبر 2023، وتوعده بمكافحة الإرهاب والفساد؛ فقد حاول موالين لـ «تنظيم داعش» الإرهابي زعزعة الأمن والاستقرار في الدولة الخليجية، وذلك بالتخطيط تارة لاستهداف دور عبادة تخص الطائفة الشيعية في يناير 2024، وتارة أخرى بمحاولة تفجير قاعدة عسكرية أمريكية في مايو 2024، إلا أن الأجهزة الأمنية الكويتية وقفت لهم بالمرصاد، ونجحت في إحباط هذه المخططات الإرهابية قبل تنفيذها بل واستطاعت القبض على بعض عناصر التنظيم الإرهابي.
وهو ما يؤكد على يقظة وكفاءة الداخلية الكويتية تحت قيادة الوزير الشيخ «فهد اليوسف الصباح» الذي علق على واقعة محاولة استهداف "داعش" لدور عبادة شيعية، قائلًا، "أمن الكويت خط أحمر ورجال الأمن بوزارة الداخلية جاهزين لردع وضبط أية محاولات إرهابية وضربها بيد من حديد".
مخطط إرهابي
يأتي هذا في سياق إعلان النيابة العامة الكويتية في بيان على حسابها الرسمي بموقع "إكس" في 1 مايو 2024، القبض على مواطن لاتهامه بالانضمام إلى تنظيم محظور (لم تذكر اسمه) والتخطيط لتفجير معسكرات أمريكية داخل البلاد،وأفادت بأن الشخص الذي ألقى القبض عليه تعلم صناعة المتفجرات وساعد غيره على تعلمها، بهدف تفجير المعسكرات التابعة للقوات الأمريكية، كما اعترف بعلاقته هو وشقيقه بالتنظيم الإرهابي في سوريا، وأعلنت قيام المتهم بنشر تسجيلات مرئية ومسموعة لأعمال ذلك التنظيم وأخباره على مواقع التواصل الاجتماعي لحشد الدعم.
ورغم أن النيابة الكويتية لم تعلن اسم التنظيم، إلا أن مصادر أمنية مطلعة كشفت لصحيفة "الجريدة الكويتية" أن الشخص الذي تم القبض عليه "كويتي الجنسية" وينتمي لتنظيم "داعش" الإرهابي وكان يخطط لاستهداف أبرز وأكبر وأهم معسكرات للجيش الأمريكي داخل "قاعدة عريفجان" جنوب الكويت، التي يتواجد فيها نحو 9 آلاف جندي.
محاولة إرهابية
وفيما يخص محاولة استهداف دور عبادة شيعية، فقد أعلنت الإدارة العامة للعلاقات والإعلان الأمني بوزارة الداخلية الكويتية أعلنت في 26 يناير الجاري، عن تمكن الأجهزة الأمنية ممثلة في جهاز أمن الدولة من إحباط مخطط لخلية إرهابية، كانت تنوي استهداف دور عبادة تخص الطائفة الشيعية وقتل أشخاص، مشيرة أن رجال الأمن تمكنوا من متابعة الخلية ومراقبة تحركاتها، وإلقاء القبض على 3 عناصر من جنسية عربية ينتمون إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وأحيل المتهمين إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، لاتهامهما بالانضمام إلى جماعة محظورة والتخطيط لأعمال إرهابية داخل البلاد.
وقد أثارت هذه الواقعة تفاعلًا كبيرًا بين الناشطين الكويتيين على منصات التواصل الاجتماعي، الذين أجمعوا على يقظة وكفاءة الأجهزة الأمنية الكويتية في إحباط هذه العملية، وأبرزت حرص القيادة الكويتية الجديدة على تفكيك دوائر التشدّد الديني وإزالة الأرضية الفكرية للمتشددين، ودحض محاولات التنظيم الإرهابي لاستغال بعض الفئات الاجتماعية وخصوصا فئة الشباب لتجنيدهم ودفعهم لارتكاب أعمال متطرفة.
وجديرًا بالذكر أن الكويت بإحباط هذا المخطط الإرهابي تفادت تكرار السيناريو الدموي لحادثة تفجير «مسجد الصادق الشيعي» بمنطقة الصوابر التي وقعت قبل 8 سنوات وقام بها انتحاري وتبناه تنظيم داعش ونجم عنها 27 قتيلًا و227 جريحًا، وقد أشرفت النيابة العامة الكويتية أواخر يوليو 2023، على تنفيذ حكم الإعدام بحق 5 مدانين في جرائم مختلفة، أحدهم ينتمي لتنظيم داعش وشارك في تفجير مسجد الصادق.
استراتيجية «داعش»
وحول محاولة التنظيم الإرهابي استهداف قاعدة عسكرية أمريكية ودور عبادة عيشية بالكويت، يقول «هشام النجار» الباحث في شؤون حركات التيارات الإسلامية، أن الأمر يرجع لاستراتيجية الخليفة الجديد للتنظيم الذي يوسع العمليات ضد الشيعة في أكثر من مكان ليظهر متمايزا عن القاعدة. المنافس الأول له الذي يداهن الشيعة ويتحالف مع إيران.
ولفت «النجار» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن النقطة الأخرى أن «داعش» يرغب في التخفيف من حدة الهجوم الواقع على الجهاديين بشأن عدم مشاركتهم في الدفاع عن فلسطين وغزة وهم الذين صدعوا رؤوس المسلمين بالجهاد وأنهم هم من يدافعون عن المسلمين ضد من ظلمهم واعتدى عليهم لذلك يرغب قادة داعش في صرف الأنظار عن عجزهم وخذلانهم لقضية المسلمين والعرب الاولى في ظل اعتداء صهيوني غاشم على غزة من خلال القيام ببعض العمليات الدعائية ضد الطائفة الشيعية في أكثر من بلد وهي اهداف رخوة وسهلة بالنسبة للتنظيم وغير مكلفة له بعكس إذا ما فكر الانخراط في نشاط عسكري في غزة ضد إسرائيل.