تواصل فعّالية "ليالي الشعر"، إحدى أهم فعّاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في دورته الـ 33 استضافة أبرز نجوم الشعر النبطي في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذين أسهموا في إثراء الثقافة وحافظوا على التراث المحلي، حيث يقوم مركز أبوظبي للغة العربية، المنظّم للحدث، بالاحتفاء بهم وتكريمهم ودعمهم في كافة المجالات.
فقد شهدت "صالة منف" في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث تقام فعّاليات المعرض لغاية 5 أيار الحالي، أمسية شعرية تحت عنوان "عذب المعاني"، أدارها الإعلامي حامد بن محمدي واستضاف فيها الشاعر والإعلامي سعادة بطي المظلوم، والشاعر والإعلامي عبيد بن قذلان المزروعي في سهرة أدبية غنية بالمعلومات الثقافية. تحدث الشاعران عن مسيرة الشاعر الكبير عوض بن راشد السبع الكتبي، شاعر الجمال والغزل العفيف، الذي تميّز بأشعاره وفنونه التراثية مثل الغناء البدوي الأصيل كالشلات والطارج وبعض القصص والأهازيج الشعبية. وأعلن عبيد عن إعداد كتاب جديد يوثّق فيه مسيرة الشاعر وأعماله وتجربته الشعرية، وذلك بدعم من مركز أبوظبي للغة العربية.
وتحدّث عبيد بن قذلان عن تجربة الشاعر عوض بن راشد السبع الكتبي الشعرية الثريّة، التي أسهمت إلى حدّ كبير في الحفاظ على الموروث الثقافي الإماراتي، كما أنها وثّقت لحقبات مهمّة من تاريخ الإمارات. كما تحدّث عبيد عن علاقته الإنسانية بالشاعر، وهو صديق والده، مشيراً إلى أنه يتميّز باللطف والذوق والأخلاق الرفيعة والتواضع ما جعله يتعامل معه كأنه والده. أما عن الجانب المهني لدى الشاعر فقد أوضح عبيد بأنه فوجئ بمهنية الشاعر وقوة ذاكرته وحرصه على التحقّق من صحة المعلومات والأبيات الواردة في الكتاب الأمر الذي ساهم في خروج العمل على أكمل وجه وأفضل صورة.
من جانبه تحدث سعادة الشاعر والإعلامي بطي المظلوم عن علاقته الوطيدة بالشاعر عوض بن راشد، وأخلاقه الرفيعة وتواضعه في التعامل مع الآخرين، ووصفه بأنه كان محبوباً من قبل الجميع. أما على الجانب المهني فقد تميّزت أشعاره بأنها ذات لغة بسيطة وسلسة وسليمة، وأشار إلى تجربة الشاعر في المجال الإعلامي والبرامج الإذاعية والتلفزيونية التي شارك فيها ولاقت حضوراً مميّزاً. فالشاعر كان يتميّز بعذوبة ونقاء الصوت وله شلات مميّزة وينفرد بلحن جميل، موضحاً أن الكتبي كان شاعراً يحاول أن يرقى بمفرداته ويعطي القصيدة قيمتها ووقتها حتى تظهر كالدرر النادرة. لكن الشاعر، بحسب المظلوم لم يأخذ حقه إعلامياً حيث ظهر في فترة الإعلام التقليدي.
وفي النهاية تقدّم الشاعران المظلوم والمزروعي بالشكر الجزيل لمركز أبوظبي للغة العربية على ما يقوم به من جهود في تكريم الشعراء والاحتفاء بهم، وتوثيق تجاربهم في هذا المجال، وكذلك في الحفاظ على الموروث الشعري الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو إرث غنيّ وجزء لا يتجزّأ من تاريخها وحضارتها العريقة.