في تقرير لصحيفة الجارديان، جرى تفصيل الوضع المزري الذي يتكشف في الفاشر، أكبر مدينة في منطقة دارفور بالسودان. وبدأت الإمدادات الأساسية مثل الماء والغذاء والوقود في النفاد مع تطويق قوات الدعم السريع شبه العسكرية للمدينة، مما يزيد من حدة الصراع المستمر.
ووفقاً للتقرير، فإن الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على الفاشر قد ترك سكانها، وكذلك النازحين داخلياً، محاصرين ومعرضين للخطر، ويؤدي هذا الحصار إلى تفاقم الوضع المحفوف بالمخاطر بالفعل بالنسبة للسكان، والعديد منهم ناجون من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها ميليشيات الجنجويد، والتي تطورت فيما بعد إلى قوات الدعم السريع.
وتؤكد صور الأقمار الصناعية سيطرة قوات الدعم السريع على الطرق الرئيسية داخل وخارج الفاشر، حيث تزعم المجموعة شبه العسكرية أنها صدت هجمات متعددة شنها الجيش، وتُظهر لقطات من مجموعات الناشطين اشتباكات بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، مما يشير إلى تصاعد العنف داخل المدينة.
إن الأثر الإنساني للحصار شديد، مع محدودية الوصول إلى الإمدادات الأساسية مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة، وأفاد السكان عن نقص في الغذاء والمياه والوقود والأدوية، في حين أن شاحنات المساعدات غير قادرة على الوصول إلى المدينة بسبب المخاوف الأمنية.
وتحذر المنظمات الطبية مثل منظمة أطباء بلا حدود من ارتفاع مستويات سوء التغذية بين الأطفال في مخيمات النازحين، حيث تعاني نسبة كبيرة منهم من سوء التغذية الحاد، وتؤكد منظمة أطباء بلا حدود على الحاجة الملحة لوصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين لمعالجة الأزمة المتفاقمة.
ويصف السكان الأوضاع المتدهورة في الفاشر، حيث تكافح الأسر لتوفير الضروريات الأساسية وتواجه تهديدات بالجوع والعطش بسبب حصار قوات الدعم السريع، ويخشى مراقبو حقوق الإنسان من تصاعد الفظائع إذا تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على المدينة، نظرا لتاريخها في استهداف المجموعات العرقية وارتكاب المجازر في جميع أنحاء دارفور.
ويشدد الخبراء على أهمية التدخل لمنع المزيد من إراقة الدماء والفظائع، ويحثون على اتخاذ إجراءات لوقف تقدم قوات الدعم السريع وضمان سلامة المدنيين. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف بشأن نوايا قوات الدعم السريع واحتمال وقوع المزيد من العنف إذا تركت دون رادع.