الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

تحت غطاء المنح الدراسية.. مخطط حوثى - إيرانى لتطييف المجتمع وتجريف الهوية الوطنية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حذرت الحكومة اليمنية من مغبة إقدام نظام طهران على استقدام المئات من عناصر ميليشيا الحوثى الإرهابية، تحت غطاء المنح الدراسية، والزج بهم فى معسكرات تابعة للحرس الثورى لتدريبهم على إعادة تجميع الأسلحة من صواريخ باليستية وموجهة وطائرات مسيرة، وصناعة الألغام والعبوات الناسفة، وتحويلهم لأدوات لقتل اليمنيين وإهلاك الحرث والنسل.


وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمنى معمر الإريانى "قام النظام الإيرانى وقبل سنوات من الانقلاب الحوثى الغاشم، باستقبال المئات من عناصر الميليشيا، وغسل عقولهم بالأفكار الطائفية ومسخ هويتهم الوطنية والعربية، وتدريبهم على القتال، واستخدمهم أدوات لتنفيذ سياساته التدميرية ونشر الفوضى والإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار فى اليمن والمنطقة، وتهديد المصالح الدولية".


وأكد الإريانى فى تغريدة له على منصة "إكس" أن المؤهلات الصادرة عن جامعات إيرانية، ضمن ما أطلق عليه "منح دراسية" غير معترف بها، كونها أنشطة مشبوهة تمت مع ميليشيا انقلابية لا تمتلك الصفة القانونية وغير مخولة بإجراء التبادل الثقافي، كما أنها تمثل انتهاكا صارخا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة التى تؤكد على مبدأ عدم التدخل واحترام السيادة الوطنية، والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية.
وأضاف الإريانى "أن اشتراط ميليشيا الحوثى إجادة "اللغة الفارسية" للتقدم لتلك المنح، بالتوازى مع إغلاق أقسام ومعاهد تدريس اللغات الحية كاللغة "الإنجليزية" يهدف للدفع بأكبر عدد من اليمنيين لدراستها، كما أن إشراك "خبراء إيرانيين" فى عملية المفاضلة بين المتقدمين، وإجراء المقابلة الشخصية لهم فى مقر السفارة الإيرانية بصنعاء، يؤكد أنها مجرد غطاء لأنشطة مشبوهة وإرهابية".


وطالب الإريانى المجتمع الدولى والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن بمغادرة مربع الصمت عن سلوك النظام الإيراني، والتوقف عن تقديم الدعم لميليشيا الحوثى فى خرق فاضح لقرار مجلس الأمن الدولى رقم (٢٢١٦)، والشروع الفورى فى تصنيف الميليشيا "منظمة إرهابية"، وتكريس الجهود لدعم الحكومة لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضى اليمنية.


وكانت ميليشيا الحوثى المدعومة إيرانيًا، أعلنت عن فتح باب التقديم لـ٤٧٣ منحة دراسية مقدمة من إيران، وقيدت التنافس للذكور فقط وإجادة اللغة الفارسية. يأتى هذا الإعلان فى إطار جهودها للتأثير فى المجتمع اليمنى وتشويه هويته ودينه، وتعميق التبعية للأجندات الإيرانية.


وبحسب بيان وزارة التعليم العالى فى حكومة الحوثيين، تشمل المنح الدراسية المعلن عنها درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه للعام الجامعى ٢٠٢٤/٢٠٢٥، وفقًا للشروط المحددة فى الموقع الرسمى للوزارة. 


وعلى الرغم من زعم وزارة التعليم العالى فى حكومة الحوثيين بأن المنح الدراسية مخصصة لطلاب جميع محافظات اليمن، بما فى ذلك المحافظات المحررة، إلا أن الشروط المحددة لهذه المنح حصرت التقديم على الذكور فقط فى ١٠ فئات محددة. وتتضمن هذه الفئات الشروط التى تمنح الأولوية لأفراد الميليشيات فى معظمها.


ومن بين الفئات التى حددتها وزارة التعليم العالى فى حكومة الحوثيين، فئة الأقارب من الدرجة الأولى لمن وصفتهم بـ"شهداء العدوان"، أى الأشخاص الذين قتلوا فى الحرب، بالإضافة إلى الفئة التى وصفتها بـ"الشهداء"، أى الأشخاص الذين قتلوا فى صفوف الميليشيا. واشترطت الوزارة أن يتم رفع اسم الطالب من قبل "مؤسسة الشهداء" التابعة لها، بطريقة مشابهة للمؤسسات الإيرانية، مما يعنى تقييد هذه الفئة لعناصر الميليشيا.


الوزارة حددت أيضًا فئتين أخريين هما جرحى الحرب وجرحى المقاتلين الذين أصيبوا فى الجبهات وأقاربهم من الدرجة الأولى. ولكن بشرط أن يكونوا مسجلين لدى وزارة الصحة التى تديرها الحكومة الحوثية فى صنعاء.


واشترطت الوزارة أيضًا على المتقدمين الحصول على شهادة فى دراسة اللغة الفارسية، وتقديم ضمانة تجارية، بالإضافة إلى اجتياز اختبار المقابلة الشخصية لدى سفارة طهران فى صنعاء، وتهدف هذه الشروط إلى زيادة عدد الملتحقين فى قسم اللغة الفارسية الذى تأسس فى جامعة صنعاء عام ٢٠١٦، والذى شهد إشرافًا من قيادى إيرانى يُدعى مرتضى عابدين المقيم فى صنعاء فى ذلك الوقت، بهدف تعليم اللغة الفارسية، ويُعتبر هذا جزءًا من مشروع التوسع الإيرانى فى اليمن باستخدام نفوذ ميليشيات الحوثي.


وهددت وزارة التعليم الطلاب المتقدمين للمنح بأنها ستقوم بإلغاء المنحة فى عدة حالات من بينها "ممارسة أى سلوك محظور بموجب القوانين والأنظمة واللوائح المقرة ‏لمؤسسات التعليم العالى فى بلد الدراسة (إيران).‏


وتعد هذه الخطوة الإيرانية-الحوثية بحسب المراقبين، جزءًا من التدخلات والتعديات السافرة للنظام الإيرانى فى الشئون اليمنية، ويشمل ذلك الدعم المتواصل من طهران لجماعة انقلابية مسلحة تصنف ضمن المنظمات الإرهابية، مما يشكل خطرًا لليمن والإقليم والعالم بأسره.


من خلال إرسال مئات الشباب اليمنيين، الأغلبية منهم من السلالة، للدراسة فى الحوزات العلمية الشيعية فى إيران والعراق سنويًا، بواقع حوالى ٨٠٠ مبتعث بمنح مقدمة من إيران، وتسعى طهران لانتزاع اليمن من دائرة نفوذها العربية، سواء سياسيًا أو عسكريًا أو اقتصاديًا وثقافيًا، الأمر الذى يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الفكرى والثقافى واللغوى للمجتمع اليمني، حيث يتم تنفيذ هذا الخطة فى إطار استراتيجية لتطييف واستبدال وتجريف الهوية الوطنية اليمنية، بغية إحلال الهوية الفارسية بديلًا لها.