الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

بسحب «أيزنهاور».. هل فشلت أمريكا في وقف هجمات الحوثيين البحرية؟

حاملة الطائرات أيزنهاور
حاملة الطائرات أيزنهاور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا زالت أحداث التصعيد الجارية في المنطقة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تحظي باهتمام واسع على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصة بعد تدخل وكلاء إيران المنتشرين بدول المنطقة، على غرار ميليشيا الحوثي الانقلابية في الأراضي اليمنية وقيامها بهجمات على السفن الإسرائيلية والداعمة للاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن ومضيق باب المندب، وهو ما دفع أمريكا للتدخل بإنشائها في البلدية "تحالف الازدهار" في ديسمبر الماضي، الذي ضم عدد من الدول، لصد الهجمات البحرية للقوات الحوثية، بل وشنت أمريكا بالتعاون مع بريطانيا عدة غارات جوية على مناطق سيطرة الحوثيين، ورغم ذلك، فقد أعلنت واشنطن في 26 أبريل 2024، سحب حاملة الطائرات "أيزنهاور" ومدمرة من البحر الأحمر،ونقلها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.

 

سحب «أيزنهاور»

وهذا القرار الأمريكي أعلنه  قائد الأسطول البحري الأمريكي  الأدميرال «داريل كود»، مشيرًا إلى عبور حاملة الطائرات «يو إس إس دوايت دي أيزنهاور» المعروفة اختصارًا بـ «أيزنهاور»، والمدمرة «يو إس إس غريفلي»، قناة السويس إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وذلك بعد نحو أربعة أشهر من وجودهما في البحر الأحمر، إلا أنه في الوقت ذاته كشف «كود» بأن السفينة  «يو إس إس هاري ترومان» ستبحر نحو البحر الأحمر  خلال الفترة من 5 إلى 12 مايو 2024 لتحل محل «أيزنهاور» وذلك لتخفيف الضغط على طاقم الأخيرة إضافة لإجراء عملية صيانة على حاملة الطائرات التي تستغرق عدة أشهر.

 

جديرًا بالذكر أن واشنطن أرسلت حاملتي الطائرات  "جيرالد آر فورد» و«أيزنهاور» واحدة إلى البحر الأبيض المتوسط والأخرى إلى الخليج وتحديدًا إلى البحر الأحمر بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023،  وذلك بناء على أوامر الرئيس الأمريكي «جو بايدن» لتوفير الحماية للاحتلال الإسرائيلي من هجمات وكلاء إيران في المنطقة وخاصة الحوثيين وحزب الله اللبناني.

رد حوثي

تجدر الإشارة أن قرار سحب أمريكا لحاملة الطائرات «أيزنهاور» جاء بعد ساعات قليلة من إعلان زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي» في 25 أبريل 2024 استهداف 102 سفينة أمريكية وبريطانية وإسرائيلية منذ بدء الحرب على غزة، وأفاد بأن هجمات القوات الحوثية حققت إنجازًا بتراجع حركة السفن الأمريكية في البحر الأحمر بنسبة 80%، كما دفعت أمريكا لاستبدال حركة سفنها التجارية إلى طرق بعيدة عن البحر الأحمر مثل المحيط الهندي، وهو ما أثر على الاقتصاد الأمريكي في تأخر البضائع وكلفة الشحن وتأمين النقل البحري وارتفاع الأسعار، حيث بلغت عمليات التأمين على السفينة الواحدة لبعض الشركات في أمريكا 50 مليون دولار، وأكد «الحوثي» على استمرار عمليات الحوثيين البحرية والسعي لتوسيعها وتقويتها في مسرحها الجديد بالمحيط الهندي.

 

وفيما يخص قرار سحب حاملة الطائرات الأمريكية، فقد أكد عضو المجلس السياسي الأعلى «محمد علي الحوثي»  إن القرار الأمريكي الهدف منه "حفظ ماء وجهها" وإيصال رسالة لشركات التأمين مفاداها انخفاض عمليات القوات الحوثية في البحر الأحمر، ووصف الحوثي هذا القرار بأنه "خداع ذاتي إيجابي"، ولذلك توعد أمريكا وغيرها من الداعمين للكيان الإسرائيلي باستمرار عمليات القوات الحوثية في البحرين الأحمر والعربي حتى رفع الحصار عن قطاع غزة، وطالب أمريكا وإسرائيل بالإبحار مجددًا ليتم استهدافهم من قبل قوات صنعاء. 

 

ويريد المسؤول الحوثي إرسال رسالة لأمريكا مفاداها أن عمليات الميليشيا الانقلابية في البحر الأحمر لم تتوقف، وأنه إذ أردت التأكد من ذلك فعليها محاولة الإبحار، وفي هذه الحالة ستكون هدف لقوات صنعاء، وهذه التصريحات ما هي إلا محاولة من الحوثيين لإثبات نجاح عملياتهم البحرية والقول أنهم في نهاية الأمر انتصروا على امريكا لدرجة دفعت الأخيرة لسحب حاملة طائراتها.

 

فشل حوثي

وحول ما تقدم، يمكن القول أنه بسحب أمريكا لحاملة الطائرات «أيزنهاور» فإن ذلك يعني أن منطقة القيادة المركزية الأمريكية ستكون بدون مجموعة حاملة طائرات ضاربة أو مجموعة برمائية جاهزة لأول مرة منذ أكتوبر الماضي، وهو ما يثير تساؤلًا حول أسباب الانسحاب وهل فشلت أمريكا في صد هجمات الحوثيين لذلك قررت الانسحاب"؟

وللإجابة عن هذا التساؤل، يقول الدكتور «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني، أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة نجحتا في وقف هجمات الحوثي، ولم تستطع المليشيا المصنفة على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية بإصابة أي سفينة منذ أكثر من شهر، وتسقط دائما هذه الدول الصواريخ البالستية والطيران المسير الذي يسعى لاستهداف تلك السفن.

 

ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن سحب حاملة الطائرات جاء بعد أيام قليلة من إعلان القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط،  إن الهجمات الحوثية على السفن التجارية، تراجعت في الفترة الأخيرة؛ نظرًا لفاعلية الضربات الجوية، غير أن الحوثيين يؤكدون أن ضربات “تحالف حارس الإزدهار” بقيادة واشنطن لم تؤثر على قدراتهم العسكرية وعلى عملية تطويرها، ولكن الحقيقة أنهم فشلوا مؤخرًا في استهداف السفن باستثناء إصابة طفيفة لناقلة نفط تملكها الصين، وذلك بعد إطلاق الحوثيين خمسة صواريخَ نحوها.