تبدأ حكاية قناة السويس أو فكرة توصيل البحرين الأحمر والأبيض مع قدوم الحملة الفرنسية على مصر في العام 1798.
ففى 14 نوفمبر 1799 وأثناء وجود الحملة الفرنسية بمصر كُلّف أحد المهندسين الفرنسيين (لوبيير) بتشكيل لجنة لبيان جدوى حفر قناة اتصال بين البحرين إلا أن التقرير الصادر ذكر أن منسوب مياه البحر الأحمر أعلى من منسوب مياه البحر المتوسط؛ مما أدى لتجاهل تلك الفكرة كانت الأيام قد مرت بداية من حضور الأسطول الإنجليزى لضرب الأسطول الفرنسى فى الموقعة المعروفة أبى قير البحرية.
وحتى حدث صلح أميان في 25 مارس 1802 واتفاقهما إنجلترا وفرنسا على الخروج من الولاية العثمانلية مصر آنذاك وعودة مصر للصراع بين المماليك والعثمانيين على عرشها حتى تمكن المصريون فى العام 17 مايو 1805 من فرض اللواء محمد علي باشا حاكما لها.
قبلها وفي 7 مارس 1803 كان تعيين (ماتيو ديليسبس) مفتشا عاما على الشئون الفرنسية فى مصر (قنصلا عاما لفرنسا في مصر) .
ثم تاليا 1805، محمد علي يتولى حكم مصر ويتعرف بقنصل فرنسا وتنشأ صداقة بينهما.
ثم يرحل ماتيو ديليسبس إلى تونس قنصلا عاما لبلاده حتى توفى فى العام 1832 هناك.
وفى العام 1831، كان قد تم تعيين (فردينان) ديليسبس ابن ماتيو ديليسبس في منصب مساعد قنصل فرنسا.
ورحب محمد علي به باعتباره إبن صديقه قنصل فرنسا السابق ماتيو ديليسبس.
ويعهد محمد على باشا إليه بتعليم ابنه (سعيد) ركوب الخيل وتنشأ صداقة بين (سعيد) و(ديلسيبس)
وفجأة يقع بحث المسيو لوبير كبير مهندسي الحملة الفرنسية عن وصل البحرين في يد فرديناند ديليسبس
وفى العام 1840، المهندس الفرنسي (لينان دى بلفون) بك والذي كان يعمل مهندسًا بالحكومة المصرية يضع مشروعًا لشق قناة مستقيمة تصل بين البحرين الأحمر والأبيض ويزيل التخوف السائد من تقرير لجنة لوبيير الفرنسي بعلو منسوب مياه البحر الأحمر على البحر المتوسط.
وفى العام 1846، تألفت لجنة دولية فنية لدراسة مشروع حفر قناة السويس وانتهت إلى صلاحيته بعد أن كان يظن أن البحر الأحمر أعلى من الأبيض، وأن ذلك يعيق التنفيذ.
محمد علي يراوغ ويضمر الإعراض، ويخشى العواقب الوخيمة لتوصيل البحرين، وخطر ذلك على الأمن القومي للبلاد، ويرفض توصيل البحرين بحجة أن توصيلهما يزيد الموقع التهابا ويعرض مصر للاحتلال من إنجلترا.
فى عام 1848، محمد علي يمرض، ويتولى الحكم ابنه إبراهيم ويموت إبراهيم.
حفيد محمد علي وابن طوسون (عباس حلمي الأول) يحكم مصر ولا يزال محمد علي حيًا.
يعرض ديلسيبس المشروع علي عباس عن طريق قنصل هولندا في مصر ويرفض عباس.
فى عام 1854، يتولى سعيد بن محمد علي الحكم وهو الصديق الحميم لدليسبس ويحضر دليسبس إلى مصر لتهنئته ويعرض المشروع عليه، ويمنحه سعيد امتياز تأسيس شركة عامة لحفر قناة السويس واستثمارها لمدة 99 عامًا.
تبدأ من تاريخ افتتاحها للملاحة على أن تحصل الحكومة المصرية علي 15% من أرباحها في مقابل الأراضي والامتيازات الممنوحة للشركة.
فى عام 1858، يعرض ديليسبس أسهم الشركة للاكتتاب العام برأسمال 8 ملايين جنيه موزعه على (400 ألف سهم) قيمة السهم 20 جنيها، وتشتري مصر 176602 ألف سهم بنسبه 7/16 من أسهم الشركة.
فى عام 1859، يبدأ الحفر ويستمر 10 سنوات بطول 164 كيلو متر.
فى عام 1863، يفارق سعيد الحياة وعمره 42 عامًا نتيجة مرض عضال ألم به. ويتولى إسماعيل بن إبراهيم حفيد محمد علي الحكم ويغرق البلاد في الديون وفوائدها.
فى عام 1869، ينتهي الحفر وتفتح القناة للملاحة.
فى عام 1875، اسماعيل يبيع حصة مصر من أسهم شركة قناة السويس 176602 سهم بمبلغ (4 ملايين تقريبًا) للإنجليز ويبيع حصة مصر من الأرباح 15% للبنك العقاري الفرنسي بمبلغ 880 ألف جنيه.
فى عام 1879، يعزل السلطان العثماني إسماعيل خديوي مصر، وينفي إلى إيطاليا، ويتولى ابنه توفيق حكم البلاد.
فى عام 1881، يقود عرابي ثورة الضباط المصريين المفصولين، ويهدد حكم توفيق، ويطلب عزل رياض رئيس الوزراء الذي يعطي نصف ميزانية مصر لسداد الدين ارضاءًا للدائنين ويطلب عودة مجلس النواب. ويطلب زيادة عدد الجيش.
فى عام 1882، يصر عرابي على توقيع المادة الخاصة بالميزانية في الدستور والتي تعطي للمجلس المنتخب حق تعديلها. ويستقيل رئيس الوزراء شريف باشا ويتولي محمود سامي البارودي الوزارة ويتحرك الأسطولان الفرنسي والانجليزي وتحتل مصر 72 عامًا من قبل انجلترا وكيل الدائنين.
فى عام 1888، يتم الإقرار بمعاهدة تقضي بحيدة القناة
فى عام 1910، ترفض الجمعية العمومية مد امتياز قناة السويس
فى 1948، أعلنت إسرائيل فى 15/ 5/ 1948 قيام دولة لها على أرض فلسطين وفقًا لقرار الأمم المتحدة رقم 181 الصادر فى 29/11/1947، والذى رفضه العرب جميعًا، مع أنه كان يقرر قيام دولتين فى أرض فلسطين، دولة عبرية ودولة عربية؛ وهو ما يرغب أغلب العرب فى تحقيقه الآن، وبعد حروب عدة.
فى 1951 وفى 1 سبتمبر صدر قرار الأمم المتحدة ليلزم مصر فتح المرور فى قناة السويس أمام السفن الإسرائيلية، لكن مصر لم تنفذ القرار وإنما خففت بعض القيود فترة، ثم أغلقت قناة السويس فى وجه السفن الإسرائيلية. والنحاس باشا يلعن إلغاء المعاهدة مع بريطانيا من طرف واحد فى 7 أكتوبر.
فى 1954، يعقد الزعيم جمال عبد الناصر اتفاقية الجلاء مع بريطانيا.
فى 1956، يخرج آخر جندي بريطاني من مصر، ويتخذ الرئيس عبد الناصر قرارًا بتأميم شركة قناة السويس التي تمتلك انجلترا معظم اسهمها قبل نهاية الامتياز بـ12 عامًا فى (1968)على أن يقوم بتعويض أصحاب الأسهم الإنجليز، ونسبتهم 44% من حملة الأسهم.
تعود إنجلترا مرة أخري إلي مصر ويقع العدوان الثلاثي إنجلترا / فرنسا / إسرائيل.
يصدر إنذاران أحدهما روسي والآخر أمريكي للدول المعتدية بالرحيل عن مصر.
إسرائيل تشترط وضع قوات دولية في سيناء وتحويلها إلي منطقة محايدة.
مجلس الأمن الدولي يصدر قرارا في 8 نوفمبر 1956 بوضع قوات دولية بين مصر وإسرائيل على حساب مصر، ويأمر بعبور السفن إلى إسرائيل من مضايق تيران المصرية، ويعطي إسرائيل مرة أخرى حق الملاحة في خليج العقبة.
مصر تدفع التعويضات لأصحاب الأسهم الإنجليز، وقد ترتب على التأميم أن اضطر نظام الحكم وقتها إلى قبول أمرين كلاهما مرّ.
ذلك أنه بعد العدوان الثلاثى قبل القرار الصادر من مجلس الامن فى 8/11/1956 بوضع قوات دولية للطوارىء، على أرض مصر وعلى حسابها ايضا، حتى ينتهى النزاع بينها وبين اسرائيل؛ كما قبل اعطاء حق مرور السفن الاسرائيلية فى مضايق تيران وخليج العقبة، وهو ماتم سرا دون علم الرأى العام
فى 1958ونتيجة أخطاء قانونية في قرار التأميم فقد اضطررنا إلى شراء الأسهم التي كانت معروضة للبيع من حملة الأسهم في بورصة باريس، والدخول في مفاوضات مع باقي حملة الأسهم، بدأت في روما بتاريخ 19/12/1958، وانتهت إلىموافقة الحكومة المصرية على دفع تعويض لباقي حملة الأسهم قدره 81.2 مليون دولار أمريكي، يُسدد على ستة أقساط، وحدد لسداد آخر قسط فيها تاريخ الأول من يناير 1963
وحسب كتاب دكتور على الحفناوى تاريخيات مصرية التعويض لاصحاب الاسهم كان عبارة عن مبلغ إجمالى مقطوع قدره 28.3 مليون جنيه يسدد على مراحل هى «خمسة ملايين وثلاثمائة ألف جنيه استلمته الشركة فعلا من الشركات الملاحية بعد 26 يوليو 1956.. خمسة أقساط سنوية قدر كل منها 4 ملايين جنيه تسدد الأول فى يناير 1959.. ثلاثة ملايين تسدد بآخر قسط فى يناير 1964، وفى حالة إفراج بريطانيا عن الأموال المصرية المحتجزة لديها، تسرع مصر بسداد أول قسطين، وتم ذلك بالفعل عام 1960.
النكسة بعد النكبة
فى 23 مايو 1967 وتحت تأثير هجوم بعض وسائل الإعلام العربية عليه عام 1967 أغلق الرئيس جمال عبد الناصر أغلق خليج العقبة ومضايق تيران، فوقعت حرب 5 يونيو 1967،
فى 5 يونيه 67 اسرائيل تحتل سيناء بالكامل وتحتل كل الاراضى العربية فى فلسطين وتقيم ساترا ترابيا منيعا علي القناه (خط بارلييف) وتضرب مطاراتنا العسكريه.
فى 1968تبدأ مصر حرب استنزاف ضد اسرائيل
فى 1973 يمسح الرئيس البطل محمد أنور السادات عار الهزيمة ويسترد الكرامة المصرية والأرض المصرية جزء بالحرب وجزء بالسلام ولكن تشترط اسرائيل وضع قوات دولية في سيناء مرة آخري وتشترط عدم رحيلها إلا بموافقة الطرفين مصر / اسرائيل هذه المرة
فى 1975 يفتتح الرئيس السادات القناه للملاحه العالميه بعد توقف دام ٨ سنوات
فى 2014 يعلن الرئيس السيسي عن شق قناه جديده من اجل ازدواج القناه ويشترط ان تكون الاسهم هذه المره من المصريين فقط ويقرر عودتها لهم مرة اخرى ويضع مادة فى الدستور المصرى للحفاظ على القناة تحمل رقم 43 تلزم الدولة بحمايتها وتنميتها وتنمية المنطقة الاقتصادية لها
فى 2015 وبالتحديد في 6 اغسطس يفتح الرئيس السيسي القناه الجديده ويوقع عقد تشغيلها بحضور بعض زعماء العالم وعلي رأسهم الرئيس الفرنسي اولاند
فى 2015 وفى 11 اغسطس أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا جمهوريًّا رقم ٣٣٠ لسنة ٢٠١٥ بإنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بمساحة 460، كيلومتر مربع، وحدودها ميناء غرب بورسعيد وميناء شرق بورسعيد والمنطقة الصناعية شرق بورسعيد والمنطقة الصناعية بالقنطرة غرب ووادي التكنولوجيا.
فى 2022 الرئيس السيسى يطالب الحكومة والبرلمان بعمل صندوق مالى خاص لهيئة قناة السويس يستهدف التطوير الدائم للقناة والتنمية المستدامة للقناة والحكومة تعد مشروع القانون ومجلس النواب يوافق بشكل إجمالى على الفكرة.