منذ القدم، كانت مصر تحتل مكانة مميزة بين الدول العربية والإسلامية، ليس فقط بسبب تاريخها العريق وحضارتها القديمة، ولكن أيضًا بفضل موقعها الاستراتيجي وثقافتها الغنية وتعتبر مصر أحد أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، وتشهد زيادة ملحوظة في عدد السكان تجاوزت 106 ملايين نسمة، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على البنية التحتية والخدمات الأساسية في البلاد.
حيث أعلنت الساعة السكانية، بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أولى التحديثات لعدد سكان مصر السبت الماضي، حيث أكدت الساعة زيادة عدد السكان إلى 106 ملايين و275 ألفا و300 نسمة تقريبا، بزيادة بلغت حوالي 415 ألف نسمة خلال أربعة أشهر فقط.
عدد سكان مصر في بداية العام 105.8 مليون نسمة
وأوضحت الساعة السكانية، أن عدد سكان مصر مع انطلاق العام الجاري في أول يناير 2024 سجل حوالي 105 ملايين و856 ألف نسمة تقريبا، مما يعني أن معدل زيادة عدد السكان في اليوم الواحد تتراوح من 4 إلى 5 آلاف نسمة تقريبا، وفي الساعة 140 تقريبا وفي الدقيقة 2.4 مولود تقريبا.
ورصد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المرتبط بتسجيل الوفيات والمواليد بوزارة الصحة والسكان خلال آخر ساعة حوالي 1000 حالة ولادة جديدة بما يقارب ١٧ مولودا في الدقيقة، وبذلك يبلغ عدد سكان جمهورية مصر العربية بالداخل 106.276.470 نسمة.
وبلغ عدد سكان محافظة القاهرة "10.324.607 نسمة"، ويبلغ عدد السكان في محافظة الجيزة "9.611.028 نسمة"، ويبلغ عدد السكان في محافظة الشرقية "7.992.775 نسمة"، بينما وصل عدد سكان محافظة جنوب سيناء "116.645 نسمة"
وفي هذا السياق تقول الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع السياسي، أن الزيادة السكانية هي موضوع شائك لأنه يؤثر على العديد من المجالات المختلفة مثل الاقتصاد، والسياسة، والصحة العامة وغيرهما لذلك فإن هناك دراسات عديدة حول تأثيرات الزيادة السكانية على المجتمعات والبيئة، لذلك طالبنا مرات عديدة بوجود حلول للتعامل مع التحديات التي قد تنشأ نتيجة للنمو السكاني السريع.
وأضافت خضر في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، تتنوع الآراء حول الزيادة السكانية ما بين الإيجاب والسلب ففي الكثير من الأحيان تكون الزيادة السكانية فرصة للنمو الاقتصادي، وفي أوقات أخري نجد أن تلك الزيادة تحديًا للموارد والبيئة خاصة في دولة بحجم مصر في ظل قلة الموارد الموجودة لدينا وارتفاع فاتورة الاستيراد بسبب ضعف المنتج المحلي وعدم تغطيته للسوق.
وفي نفس السياق يقول الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، أن الزيادة السكانية يمكن أن تؤثر على المجتمع والبيئة بعدة طرق، من أبرزها زيادة في استهلاك الموارد الطبيعية مثل المياه العذبة والغذاء والطاقة، مما قد يؤدي إلى نقص في هذه الموارد إلى جانب ضغط على البنية التحتية لأن زيادة السكان تتطلب بناء مزيد من البنى التحتية مثل المدارس والمستشفيات والطرق ووسائل النقل، مما يمكن أن يكون عبءًا على الحكومة في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم وليس مصر فقط.
وأضاف الشافعي، أن زيادة السكان تؤثر بالسلب علي على سوق العمل بسبب زيادة الطلب على الوظائف، مما قد يؤدي إلى زيادة في معدلات البطالة وأوضح الشافعي أن تلك العوامل تؤثر بالسلب علينا لذلك لابد من اتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع تحديات الزيادة السكانية.