الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الانتقام كلمة السر.. ولعوا فيها وقفلوا عليها الباب.. تفاصيل حرق طالبة بالبنزين على يد 4 أشخاص.. البحث الجنائى: هناك خصومة ثأرية بين أسرة الفتاة وعائلة أخرى بالقرية

الضحية
الضحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


دفعت طالبة بالمرحلة الإعدادية حياتها ثمنا للخلافات الثأرية والانتقامية بين عائلتها وعائلة أخرى فى بلدة كحك بحرى دائرة مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم.
الطالبة «جهاد شعبان عبد الرحمن» ١٥ عاما، كانت تستعد لأداء امتحانات الشهادة الإعدادية خلال أيام قليلة، وكانت تكافح من أجل مصدر لقمة عيش أسرتها الوحيد وهو محل الفراخ المملوك لوالدها والتى كنت تقف به طوال مدة تغيب والدها.

مشهد مأساوى
محل مغلق بابه، تخرج من أسفله ألسنة لهب نيران شديدة، وفى الداخل أصوات عويل واستغاثات لطفلة يبدو أنها تختتم حياتها بطريقة بشعة ومأساوية، هذه الكلمات ربما هى أقرب وصف لمشهد مقتل الطالبة «جهاد» على يد ٤ متهمين من جيرانها.

أحرقوها حية
تبين من التحقيقات التى أجرتها النيابة العام بالفيوم، أن الفتاة تدعى جهاد شعبان (١٥ عاما)، كانت تقف داخل المحل الخاص بوالدها لبيع الدواجن لمساعدته، ففوجئت بأشخاص يسكبون البنزين من جركن كانوا يحملونه على المحل وأشعلوا النيران فيها وفروا هاربين.
المتهمون منعوها من النجاة
سارعت الفتاة بالهرب من المحل إلى الطريق العام لكن أحد المتهمين دفعها مرة أخرى إلى داخل المحل، وقام بإغلاق باب المحل من الخارج لكى لا تتمكن من الخلاص بحياتها لتخر قواها وتسقط داخل المحل دون مقاومة.
وأسرع الأهالى إلى فتح باب المحل من الخارج بعدما علموا بالحادث، وحاولوا إطفاء النيران التى اشتعلت بها، إلا أن إصابتها بالحروق كانت شديدة.
على الفور نقلت الفتاة إلى مستشفى الفيوم العام، ونظرا لشدة الإصابة، تم نقلها إلى مستشفى الحروق بالقاهرة لاستكمال علاجها، إلا أن درجة الحروق كانت كبيرة وتوفيت بالقاهرة متأثرة بالإصابات التى لحقت بها.
خلافات قديمة
إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الفيوم أوضحت من خلال تحقيقاتها أن هناك خصومة ثأرية بين أسرة الفتاة وعائلة أخرى بالقرية، وكان الدافع وراء جريمتهم هو الانتقام.
وكشفت تحريات وحدة البحث الجنائى بمركز شرطة يوسف الصديق، إنه فى غضون عام ٢٠٢٣ نشبت مشاجرة كبيرة بين عائلة «جلال الدين»، وعائلة «فضل»، بسبب لعب الأطفال وخلافات الجيرة.
وحينها أصيب أحد الأشخاص من عائلة «فضل»، بعاهة مستديمة، وتم ضبط عدد من طرفى المشاجرة العائلتين وتولت محكمة الجنايات القضية.
صدور حكم الجنايات
أصدرت محكمة جنايات الفيوم حكمها بإدانة الجانى وقتها بالسجن لمدة ١٠ سنوات، كما أدانت متهمين آخرين بالسجن لمدة ٣ سنوات، كما صدر الحكم ببراءة متهمى العائلة الأخرى من بينهم والد الطالبة المجنى عليها ، براءة هذا الرجل كانت سبب فى اشتعال الغضب تجاه أفراد وأقارب عائلة المدانين لذلك قرروا الانتقام منه، وبمجرد خروجه على الفور وصدور الحكم ببراءته، توجهوا إلى منزله وافتعلوا معه مشكلة تحولت إلى مشاجرة، لكن سرعان ما تدخل الأهالى والجيران إلى فض المشاجرة.

العزم على الانتقام
أوضحت التحريات أن أفراد عائلة «جمال الدين» قرروا الانتقام لأبنائهم الثلاثة  الذين عوقبوا بأحكام رادعة، فعقد ٤ من العائلة المذكورة العزم على الانتقام من عائلة «فضل»، فتربصوا بطالبة الإعدادى التى تقف فى محل والدها لبيع الدواجن، وعندما شاهدوها بمفردها، اقتحموا المحل، وشل أحدهم حركة الفتاة، وسكب الآخرون جركن بنزين عليها، ثم أشعلوا النيران فى ملابسها، وفروا هاربين.

بداية الواقعة
كانت عندما تلقى اللواء ثروت المحلاوي، مدير أمن الفيوم، إخطارا من شرطة النجدة، بقيام ٤ أشخاص، بقرية كحك بحري، التابعة لمركز يوسف الصديق، بمحافظة الفيوم، بإضرام النيران فى فتاة تدعى "جهاد شعبان عبد الرحمن" ١٥ سنة، داخل محل لبيع الدواجن بقرية كحك بحري، عن طريق سكب مادة البنزين عليها، ثم إشعال النيران فيها، ما أسفر عن إصابتها بحروق خطيرة فى أنحاء متفرقة من جسدها ادى لوفاتها.
على الفور؛ انتقلت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الفيوم، إلى مكان الواقعة، وتبين من التحريات الأولية أنه أثناء قيام الفتاة بعملها داخل محل دواجن الخاص بوالدها، قام ٤ أشخاص بإضرام النيران فى الفتاة انتقاما من أسرتها إثر خلافات سابقة بين العائلتين.
وتم نقل الضحية إلى مستشفى الفيوم العام لتلقى العلاج اللازم، وتم تحويلها إلى مستشفى الحروق بالقاهرة، فى محاولة لإسعافها، إلا أنها لفظت أنفاسها.
وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت الجهات المختصة التى صرحت بتسليم جثمان الفتاة لأسرتها فور الانتهاء من استخراج تصريح الدفن لدفنها فى مقابر أسرتها.
كما أمرت جهات التحقيق بسرعة ضبط المتهمين مرتكبى الواقعة، ونشرت مديرية أمن الفيوم قوات للفصل بين العائلتين، حتى لا تتجدد المناوشات مرة أخرى.