بانَ الشَبابُ وَأَمسى الشَيبُ قَد أَزِفا
وَلا أَرى لِشَبابٍ ذاهِبٍ خَلَفا
عادَ السَوادُ بَياضاً في مَفارِقِهِ
لا مَرحَباً هابِذا اللَونِ الَّذي رَدِفا
في كُلِّ يَومٍ أَرى مِنهُ مُبَيِّنَةً
تَكادُ تُسقِطُ مِني مُنَّةً أَسَفا
لَيتَ الشَبابَ حَليفٌ لا يُزايلُنا
بَل لَيتَهُ اِرتَدَّ مِنهُ بَعضُ ما سَلفا
ما شَرُّها بَعدَ ما إِبيَضَّت مَسائِحُها
لا الوُدَّ أَعرِفُهُ مِنها وَلا اللَطَفا
لَو أَنَّها آذَنَت بِكراً لَقُلتُ لَها
يا هيدَ مالِكِ أَو لَو آذَنَت نَصَفا
لَولا بَنوها وَقولُ الناسِ ما عُطِفَت
عَلى العِتابِ وَشرُّ الوُدِّ ما عُطِفا
فَلَن أَزالَ وَإِن جامَلتُ مُضطَّغِناً
في غَيرِ نأَرَةٍ ضَبَّا لَها شَنَفا
وَلاحِبٍ كَحَصيرِ الرامِلاتِ تَرى
مِنَ الَمَطِيِّ عَلى حافاتِهِ جِيَفا
وَالمُرذِياتِ عَلَيها الطَيرُ تَنقُرُها
إِمّا لَهيداً وَإِمّا زاحِفاً نَطِفا
قَد تَرَكَ العامِلاتُ الراسِماتُ بِهِ
مِنَ الأَحِزَّةِ في حافاتِهِ خُنُفا
كعب بن زهير