أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في الأيام الماضية، أنها بدأت بإجراء مناقشات مع حكومة دولة النيجر، بشأن سحب ما يقرب من ألف جندي أميركي من قوات مكافحة الإرهاب في النيجر.
وفي حال انسحبت القوات الأمريكية من النيجر، سيكون له تأثير سلبي كبير على الوضع الأمني هناك.
يأتي هذا القرار بعد قرابة 12 عامًا من وجود قوات أمريكية في النيجر.
تأثير القرار على الإرهاب
حدوث انسحاب امريكي في هذا التوقيت يعد أمرا مخيف للغاية، لأنه سوف يزيد من تصاعد الإرهاب في المنطقة، وفي الأساس غرب أفريقيا شهدت في الشهور تنامي عدد من الجماعات المتطرفة.
وبحسب صحفية «التايمز»، النيجر تعتبر منطقة استراتيجية لمكافحة الإرهاب في غرب أفريقيا، ونية امريكا بالانسحاب، خطأ سياسي وأمني كبير، وسيعطي فرصة للجماعات المتطرفة بالأخص تنظيم داعش للتوغل.
يأتي ذلك بالتزامن زيادة قوة داعش في منطقة غرب أفريقيا.
تقول الصخيفة، أن هذا الأمر سيكون له تأثير سلبي على أمن المنطقة العربية، لأن النيجر والتشاد قريبتين للغاية من ليبيا والانفلات الأمني في منطقة غرب أفريقيا، سوف يصدر عددا كبيرا من العناصر الإرهابية للأراضي الليبية ومنها إلى المنطقة العربية وشمال إفريقيا.
بالإضافة إلى أن الانسحاب الأمريكي، من المؤكد أنه قد يؤدي إلى تغيير التوازنات والتحالفات في منطقة غرب إفريقيا.
وقد يحدث في الفترة المقبلة تحالفات جديدة مع روسيا أو دول أخرى لمكافحة الإرهاب، وستكون روسيا في المنطقة بدون أي منافس.
كما أن القرار سيجعل النيجر مسئولة عن أمنها بشكل كامل، في حين أنها تفتقر للإمكانات الأمنية اللازمة التي تجعلها تحمي نفسها.
كيف ستتعامل حكومة النيجر وحكومات أفريقيا مع القرار؟
يقول فريد نعمان، الباحث في الشأن الإفريقي، إن انسحاب امريكا من النيجر في التوقيت الحالي، دليل على بداية فقدان امريكا لنفوذها في المنطقة، وحكومات النيجر و دول غرب إفريقيا، شكلت تحالف قوي بينهم و بين بعضهم، وتعاونوا مع روسيا بشكل كبير، لذلك هم لا يخشون انسحابها.
وأكد نعمان في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه خلال الفترة الماضية حدثت تظاهرات كبيرة من قبل المواطنين ضد القوات الأمريكية مطالبين برحيلها من البلاد.
وأشار، إلى أن أمريكا ظنت أنها وضعت النيجر في مأزق بعد تعاونها مع روسيا، التي وعدتهم بتزويدهم بالأسلحة والتدريبات العسكرية.
وأضاف، أن النيجر كانت محطة مهمة بالنسبة لأمريكا وفرنسا لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، لكن الآن فقدت سيطرتها، وستكون روسيا هي البديل الأمن لحكومات الساحل الإفريقي.
وواصل قائلا: الولايات المتحدة الأمريكية لم تحقق أي نجاح من محاربة الإرهاب منذ عام 2012 في النيجر.