علق الباحث عبدالرحيم التاجوري المتخصص في العلاقات الدولية، على إقالة وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق، قائلاً: « قرار الإقالة يأتي ترجمة لحالة الفوضى التي تُعانيها البلاد منذ فترة».
وقال ، إن تدخل الإسلاميين في المشهد السوداني يهدف للعودة إلى السلطة، لذلك يجب استبعادهم بشكل نهائي من المشهد ومعاقبة الضباط المحسوبين على التيار الإسلامي في حال تأكد تلقيهم تعليمات من خارج القيادة العامة للقوات المسلحة.
وأضاف التاجوري، خلال لقائه على شاشة «الحدث»، أنه قد نشبت مؤخرًا خلافات داخل المؤسسة العسكرية السودانية بسبب محاولة بعض الإسلاميين السيطرة على الجيش، حيث يعارض الفريق أول شمس الدين الكباشي أن يكون للإسلامين أي دور في المشهد.
وتابع التاجوري، أنه لا زالت الخلافات الداخلية تحت السيطرة ولم تتجاوز حد الاختلاف في وجهات النظر، لكن الاختلاف الجوهري بالتوجه العسكري والسياسي قد ينتهي بطريقة سيئة على القوات المسلحة في ظل الحرب الدامية مع قوات الدعم السريع.
وأوضح ، أنه لم يتضح حتى هذه اللحظة موقف القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، من الخلافات بين مساعديه، ولكن هناك بعض المؤشرات التي ترجح عدم رضاه على تأثير التيار الإسلامي أو محاولة إظهار ذلك، كما دعا الى أن تكون جميع المكونات العسكرية تابعة للقوات المسلحة وتلتزم بتعليماتها، وقام بإقالة وزير الخارجية علي الصادق بعد ذلك.
من جهته، قال المحلل السياسي السوداني مرتضى الغالي، إن قرار إقالة علي الصادق ترجمة لحالة الفوضى التي تُعانيها البلاد، حيث جاء بآخر المشكلات والأزمات الكبيرة مع العالم الخارجي، في مقدمتها دول في الاتحاد الأفريقي.
وأضاف الغالي أن يبرهن على أن إدارة هذه الوزارة ليست لها علاقة بالدبلوماسية أو الخبرة، وأصبحت أسيرة لحسابات مجموعات تتناحر للسيطرة على السلطة وسط انقسامات واسعة داخل الجيش، والحركة الإسلامية أيضا.
وأشار إلى أنه يعتبر وزير الخارجية المقال علي الصادق من أبرز المسؤولين المحسوبين على نظام الرئيس السابق عمر البشير، ومن المقربين جدًا من الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي.
كان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، قد أصدر يوم الأربعاء الماضي، قرارا بإقالة وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق، بالإضافة الى كل من ولاة كسلا والقضارف، في الوقت التي يخوض فيها الجيش إشتباكات مسلحة عنيفة مع قوات الدعم السريع في مختلف أنحاء البلاد.