رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

طهران تتجنب الحرب.. أولوية إيران حماية مصالحها.. ووكلائها فى المنطقة لم يستخدموا نفوذهم ضد الكيان

الهجوم الإسرائيلى
الهجوم الإسرائيلى على إيران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان الهجوم الذى شنته إيران ضد إسرائيل هى المرة الأولى فى التاريخ، التى ينطلق فيها هجوم مباشر من الأراضى الإيرانية لاستهداف الأراضى الإسرائيلية، ورغم أن الهجوم الإيرانى نفسه ليس إلا ردًا على قصف إسرائيل للسفارة الإيرانية فى دمشق، فلا تزال منطقة الشرق الأوسط تعيش حالة من الغموض حول حق الرد وطبيعته وتوقيته ودلالاته العسكرية والاستراتيجية، وسط تحذيرات من انزلاق تدريجى إلى حرب إقليمية شاملة لا تحمد عقباها، ولكن لا يزال هذا السيناريو غير مرجح لأن كلا من إسرائيل وإيران لن يستفيدا من صراع شامل.

تعتقد صحيفة الجارديان البريطانية أن إيران تسعى لتجنب حرب شاملة مع إسرائيل، رغم التوترات المتصاعدة والمواجهات الأخيرة.

وتقول الصحيفة إن أولوية إيران هى حماية مصالحها، بما فى ذلك برنامجها النووى ونفوذها الإقليمى من خلال وكلائها مثل حزب الله، وترى أن إيران نفت علمها بهجوم حماس على إسرائيل فى ٧ أكتوبر لتجنب استهدافها من قبل إسرائيل وحلفائها، وعلى الرغم من نفى إيران، تؤكد الصحيفة أنها داعم رئيسى لحماس ويتحمل جزءًا من المسؤولية عن أفعالها.

وتشير الصحيفة إلى أن إيران تدعم أيضًا ميليشيات أخرى فى المنطقة مثل الحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان ومجموعات مسلحة فى سوريا والعراق.

إيران فى موقف دفاعي
تلاحظ الصحيفة أن وكلاء إيران لم يستخدموا كامل قوتهم ضد إسرائيل، مما يشير إلى أن طهران تتخذ موقفًا دفاعيًا، وتعتقد أن إيران تدرك التهديد الذى تشكله إسرائيل عليها، لكنها تفتقر إلى القدرة على خوض حرب شاملة.

فى حين تشن إسرائيل هجومًا شاملًا على حماس فى غزة، فإن ردها على هجمات وكلاء إيران الآخرين كان استراتيجيًا، حيث استهدفت قادة حزب الله فى لبنان ومستودعات الأسلحة والقواعد العسكرية فى سوريا.

وتوضح الصحيفة أن قدرة إسرائيل على استهداف وكلاء إيران بدقة تبعث برسالة قوية لطهران بأنها عرضة للاستخبارات والمراقبة الإسرائيلية، مما يحد من استعداد إيران للتصعيد.

ويظهر هذا الرد الاستراتيجى أن إسرائيل لا تحتاج إلى استخدام القوة الشاملة لمحاولة إضعاف الجماعات المدعومة من إيران فى أماكن مثل سوريا ولبنان.

تؤكد الصحيفة أن دعم حلفاء إسرائيل، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، يعزز موقفها ويضعف إيران ووكلائها الذين يفتقرون إلى دعم مماثل.

وبعد ٧ أكتوبر، طلبت إيران من وكلائها فعل شيء؛ لأن مؤيديهم وخصومهم على حد سواء كانوا يتوقعون منهم خطوة ما، بعد الخطوة الدراماتيكية التى قامت بها حماس.

وكان يمكن أن يزيدوا الضغط على إسرائيل عبر عمل جماعى مهم، لكن إيران لم تطلب منهم انتهاج هذه الطريق، وإن دافع إيران الأساسى من وراء تدخلهم هى تقديم صورة عن نفسها كزعيمة فى مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما.

وبحسب الصحيفة، فإن استخفاف إيران بالهجوم اللاحق على أصفهان فى ١٩ أبريل، والذى يُنسب على نطاق واسع إلى إسرائيل، يتماشى مع رغبتها فى الحد من المواجهة المباشرة مع إسرائيل.

وتعرف إيران أن إسرائيل باستهداف أصفهان بالقرب من المنشآت النووية، تبعث لها برسالة حول ما يمكن لإسرائيل أن تفعله وإلى أين يمكن أن تصل.

كما ترى الصحيفة أن تدخل وكلاء إيران بعد هجوم حماس كان مدفوعًا بالحاجة إلى حفظ ماء الوجه وإظهار صورة القوة، وليس بالرغبة فى تصعيد الصراع.

تختتم الصحيفة بالقول إن تجاهل إيران للهجوم على أصفهان، الذى يُنسب إلى إسرائيل، يؤكد رغبتها فى تجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل، مع إدراكها لقدرة إسرائيل على استهداف منشآتها الحساسة.