الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

ماذا تعرف عن واحة القصيمة بوسط سيناء؟.. تضم أعظم عيون جوفية طبيعية في مصر.. و"الجديرات" نبع مائي شاهد على التاريخ

واحة القصيمة
واحة القصيمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تنقسم أرض وسط سيناء بمحافظة شمال سيناء إلى مدينتين؛ هما مدينتي نخل والحسنة وهي منطقة صحراوية وجبلية تتميز بمناخها الصحراوي الجاف مما يجعل المياه المتوفرة فيها أكثر أهمية وندرة، وتعتمد هذه المنطقة على المياه الجوفية ومياه الامطار الموسمية اللازمة للشرب والزراعة ورعي الأغنام لتوفير بيئة مناسبة للحياة لأهالي المنطقة .

ففي مدينة الحسنة بوسط سيناء توجد واحة صحراوية خلابة تسمي واحة القسيمة أو القصيمة حسب حسب نطق سكانها البدو وهي قرية وقسم إداري يتبع مركز الحسنة في محافظة شمال سيناء  كانت في الأصل واحة زراعية يسكنها البدو حيث أنها تضم إحدى أكبر عيون المياه الجوفية الطبيعية في سيناء وهي عين القديرات أو عين الجديرات، فتتميز منطقة وسط سيناء بجمالها الطبيعي الفريد وثرواتها المائية الهامة حيث تعد عين الجديرات وعين قديس من بين أبرز هذه الموارد المائية الطبيعية بالمنطقة.

وعين الجديرات وعين قديس تمثلان مصدرا رئيسيا للمياه الجوفية في المنطقة وتساهم هذه المياه في توفير المياه للنباتات والحيوانات البرية مما يحافظ على التوازن البيئي في الصحراء ويعزز التنوع البيولوجي كما تلعب المياه المتوفرة من عين الجديرات وعين قديس دورا حيويا في دعم الاقتصاد المحلي  حيث تستخدم في الزراعة ورعي الحيوانات وتوفر فرص عمل للسكان المحليين تحديدا في الزراعة ورعي الأغنام.

  كما تشكل عين الجديرات وعين قديس جزءا لا يتجزأ من حياة سكان المنطقة خاصة قبيلة الجديرات التي تسكن المنطقة حيث توفر المياه الشرب وتلبي الاحتياجات المنزلية الأساسية  كما أن لها أهمية ثقافية كبيرة حيث تعتبر محطة للعديد من القصص والأساطير المحلية كما تواجه عين الجديرات وعين قديس تحديات بيئية متزايدة مثل التصحر ونقص المياه الناتج عن التغير المناخي والنشاط البشري مما  يتطلب حماية هذه العيون وتبني استراتيجيات فعالة لإدارة المياه وتحسين جودة المياه وتقليل الاستنزاف.

واحة القسيمة التي تقع فى مدينة الحسنة بوسط سيناء وتنبع داخلها "عين القديرات" وهي من بين أقدم عيون المياه التى تتدفق من باطن الأرض كمياه صالحة للشرب وتم استخدام جزء منها لري أشجار الواحة كالزيتون والعنب خلال بحيرة المياه العذبة المحتجزة  خلف السد الرومانى القديم الذى تمت أعمال إعادة إنشائه وترميمه وتضم الواحة بقايا قلعة بيزنطية كما تتيح الواحة للهواة فرصة تسلق الجبال المحيطة بها .

ويُعتقد أن أهل المنطقة من البدو أطلقوا اسم القُصيمة عليها نسبة إلى نبات القيصوم الذي ينمو بكثرة فيها وفي العهد القديم ذُكرت المنطقة باسم عصمون بحسب التوراة وهو موقع توراتي في أرض إسرائيل يشير إلى الجزء الغربي من الحدود الجنوبية لمملكة يهوذا كما  ورد ذكر عصمون في سفر العدد وسفر يشوع كما ظهرت على خريطة مادبا البيزنطية في القرن السادس باسم عِصمونة  باليونانية وفي العصر الحديث كانت القسيمة المحطة الجنوبية للسكة الحديدية الشرقية التي مدها العثمانيون ضمن جهود حملة سيناء وفلسطين إبان الحرب العالمية الأولى 1915-1917.

وتقع عين القديرات في القصيمة  التي تعود إلى قبائل القديرات بوسط سيناء  وعين القديرات كما يقول أهل المكان عين ماء خرجت من وسط الجبال بشكل جمالي طبيعي بمياه عذبة استعمرها الرومان والاغريق فترة كبيرة من الزمن وأقاموا عليها قلعة كبيرة لحراسة الجبهة الشرقية وعلى ضفاف القديرات مرت أقدم الحضارات ومن مائها شربت جيوش عديدة طافت سيناء  اما غازية وفاتحة أو مندحرة خلال فترة تعاقب الحكم على المنطقة التي كانت ممرات للجيوش والهجرات المختلفة.

والقديرات منبع مائي صغير خرج من سفح جبل مرتفع ثم مع مرور الزمن وجرف السيول للتربة واصل الماء الخروج إلى السهول والوديان فخرج المنبع المائي الموجود إلى يومنا هذا والذى يروى المنطقة بالكامل ويعد شريان الحياة لواحة القصيمة والمنطقة بالكامل.

ومن أهم الروايات التي يتناقلها أهل المكان من أبناء قبيلة التياها والقديرات والترابين، أن الإغريق هم أول من أنشأ قلعة العين القريبة من عيد الجديرات  ويؤكد ذالك حجارة القلعة وطريقة بنائها التي تعود إلى الحقبة الإغريقية  بحسب النقوش الأثرية على المكان وقد  رمم القلعة في الماضي جيش صلاح الدين الأيوبي وعدل مجرى عين المياه  وحصن القلعة بسور كبير وكانت القلعة أهم حصون جيش صلاح الدين الأيوبي في تلك المنطقة المهمة بالقرب من حدود مصر بفلسطين ومن بعدها جاء العثمانيون ليستكملوا البناء واقاموا السدود ومن الأناضول جلبوا العديد من أشجار سرو المتوسط والصنوبر وزرعوها حول القلعة وما زالت خضراء ساحرة .

وفي عين الجديرات  4 خطوط لنقل المياه أولها خط حجري أو قناة مائية ربما كانت تنقل المياه إلى القلعة وثانيها خط أنابيب من الحديد الزهر بسمك 8 بوصات ينقل المياه من العين إلى أبعد من حدود القلعة ربما مسافة تتجاوز  40 كيلومترا وثالثها خط مواسير مصنوعة من القرميد بسمك 6 بوصات شيدها الإنجليز كما هو مدون عليها وتجاوزت أيضا حدود القلعة ولا يعرف إلى أين انتهت لكنها لم تبتعد كثيرا على الأرجح لأن آثارها انتهت داخل وادي العين و تهالكت مع الزمن  لعدم وجود اهتمام بها أما الخط الرابع أنشأته الحكومة المصرية في عهد قريب كما يقول أهل المكان وهو من مواسير الحديد بسمك 4 بوصات ويمتد حتى قرية القسيمة بطول 5 كيلومترات وكثيرا ما تحدث فيه أعطال وتعاد مرة أخرى للعمل.

وتتخذ الحكومة المصرية  والمنظمات غير الحكومية إجراءات لحماية عين الجديرات وعين قديس من التلوث والاستنزاف  بما في ذلك توعية السكان المحليين بأهمية الاستخدام المستدام للمياه وتطبيق ممارسات الزراعة الصديقة للبيئة.

وكانت عين الجديرات احدى أربع عيون وهي عين قديس و عين الجديرات وهي أكبرها وتعطي نحو 10000 جالون الماء في الساعة وعين القصيمة أو القسيمة، وعين المويلح وكانت تقع في واحة قادش على بعد نحو خمسين ميل جنوب غرب بئر سبع وخمسين ميل من البحر المتوسط، و66 ميل من الطريق الجنوبي للبحر الميت، ويوجد كذلك عين قديس وتقع جنوب شرق القسيمة وهي مصدر للمياه الشرب وتصل درجة ملوحتها نحو 500 جزء في المليون وتخلو تماما من الملوثات الكيمائية وتعطي تصرف 120 م3 يوم ويعتمد الأهالي مصائد المياه الفاقدة من العين في الزراعة .

كما يوجد عين طابا على بعد 3 كيلو متر من طابا، وهي عبارة عن بئر طبيعية نتيجة سريان مياه الأمطار الموسمية على حوض الوادي وكذلك عين حمام فرعون والمعروف منذ القدم وتبلغ درجة حرارته به حوالي 70 درجة مئوية وعين قرطاجة التي تقع قرب مصب وادي وتير وهي أكبر العيون الطبيعية المنتجة للمياه في جنوب سيناء بمتوسط نحو 800 م3 يوميا.

كما تعد عين الجديرات موقعا للدراسات العلمية لطلبة الكليات كما تمثل العيون الطبيعية في سيناء عصر السياحة البيئية الغير تقليدية والتي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام للانطلاق إلى أفاق جديدة تتيح فرص عمل للشباب واستغلال المناطق الصحراوية.

ويرجع  اسم عين الجديرات إلى اسم قبيلة القديرات التي تعيش بقرية القسيمة في المنطقة حيث كانت العين يتدفق منها  المياه وتنتشر حولها الخصب والعشب وكانت مصدر للحياة للحياة في عهود الرومان، ولكنهم عمدوا إلى دفنها بالرمال وإخفاء معالمها عندما زحفت الجيوش الإسلامية بقيادة عمر بن العاص ولم يتم انتشالها إلا منذ عام 1920 م من خلال الأغنام التي كشفت وجودها عندما حاولت الأغنام تروي عطشها حتي أكتشفها من جديد أهالي المنطقة

كما قام الرومان ببناء خزان صخري لتجميع المياه و آثاره موجودة حتى الآن كما يوجد بئر مياه بمنطقة القسيمة في وسط سيناء تم حفره عن طريق قوات الجيش التركي أثناء وجودها في مصر في عام 1915 م وهي عبارة عن خزان مياه تتجمع فيه مياه عين القديرات في القسيمة وهي موجود حتى وقتنا الحالي .

وتوجد آثار بالمنطقة للأميرة هيلانا الرومانية    الي جانب وجود تنوع بيولوجي للنباتات الطبية المتنوعة و الطيور المهاجرة مثل الشنار والحيوانات البرية.

واللافت ان مياه عين الجديرات في الصيف تكون باردة جدا  وفي الشتاء تكون المياه دافئة  دون أن يعرف أحد حتي الان كيف تخرج هذه المياه من باطن الجبال وما مصدرها .

ويوجد كذلك عين قديس، وتقع جنوب شرق القسيمة وهي مصدر للمياه الشرب وتصل درجة ملوحتها نحو 500 جزء في المليون وتخلو تماما من الملوثات الكيمائية وتعطي تصرف 120 م3 يوم ويعتمد الأهالي مصائد المياه الفاقدة من العين في الزراعة.

وسبق أن نفذ فرع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بشمال سيناء: «مشروع تنمية منطقة عين الجديرات»، بقرية القسيمة مركز الحسنة بوسط سيناء، بالتعاون مع جمعية عين الجديرات بهدف تخزين المياه وإعادة استخدامها في الشرب وري الزراعات، حيث تم  زيادة المساحة الزراعية من 600 فدان إلى 850 فدانا، علاوة على توطين البدو بالمنطقة من خلال ارتباطهم بمصدر مياه دائم وتحويل المنطقة لمنطقة جاذبة للسكان.

ويضم المشروع إنشاء سد خرسانى لحجز مياه العين المتسربة، وترميم 20 غرفة تفتيش، وإنشاء 26 غرفة جديدة، وترميم 3 كيلومتر من القنوات الأسمنتية، وإنشاء خطوط ناقلة للمياه قطر 4، بطول 4 كيلومتر من مصدر مياه خزان “الدبة” وصولا للأراضي الزراعية، وإنشاء خط مزدوج 4 ناقل للمياه من السد حتى خزان “الدبة”، بطول 12 كيلومترا،  وإنشاء مبنى الجمعية المنفذة للمشروع، وبلغت التكاليف الإجمالية 921.056 ألف جنيه.

وتضمن المشروع مد خطوط مياه بطول 13.5 كيلومتر للمناطق المحرومة من المياه، وهي «الجايفة»، و«البريكات»، و«العزازمة»، وتم في وقتها تنفيذ 4 خزانات مياه لخدمة هذه المناطق.

ووفر وجود خزانات  المياه  نحو 50 متر مكعب مياه في اليوم لكل تجمع من هذه التجمعات، والتي كانت من قبل محرومة من المياه، مما ساعد على تحقيق استراتيجية توطين الأهالي في المكان واصبحت من اهم عوامل الجذب والاستقرار للسكان.

كما تمثل العيون الطبيعية في سيناء واجهة جديدة للسياحة غير تقليدية و السياحية البيئية التي تحتاج إلي مزيد من الاهتمام وتبني هذا النوع من السياحة للانطلاق إلى آفاق جديدة تتيح فرص عمل للشباب واستغلال المناطق الصحراوية والبيئية.

تتمتع المنطقة بتوافر الإمكانات لإقامة تجمع سياحي بيئي على طراز بدوي للاستمتاع بجمال الطبيعة، وهي مدخل جديد لتنشيط السياحة السفاري وتسلق الكثبان الرملية والجبال إلى جانب السياحة الدينية، كما توجد آثار بالمنطقة للأميرة هيلانا الرومانية وتنوع بيولوجي للنباتات الطبية المتنوعة وللطيور المهاجرة مثل الشنار والحيوانات البرية.

وفي تصريحات   لـ"البوابة نيوز، قال أحد كبار قبيلة الجديرات التي تعيش علي ضفاف عيد الجديرات بواحة القسيمة ، إبراهيم أبو يوسف القديري: “عين القديرات يعيش حولها قبيلة القديرات التي لاتزيد عن ألف نسمة كما تعيش حول عيد القديرات ثلاثة تجمعات رئيسية وهي تجمع العين وتجمع أولاد حسين وتجمع قبيلة الجديرات التي تنحدر أصولها تاريخيا من الاردن وفلسطين وعاشوا في العصر الحديت كمصريين علي ارض سيناء وتعتمد قبيلتنا التي تعيش حول عيد الجديرات علي الزراعة ورعي الاغنام ونركز علي زراعة أشجار الزيتون والنخيل والعنب والرمان التي تعمد في ريها علي مياه عين الجديرات التي تروي حاليا قرابة 200 فدان فضلا عن اعتمادنا في زراعة الشعير والقمح علي مياه الامطار الموسمية”.

وأضاف القديري: “أتذكر عندما كنت سن الثامنة من عمري خلال فترة الاحتلال كنت أري وفودا سياحية من كل العالم كانت تأتي لزيارة عين الجديرات والمناطق الأثرية الموجودة حول عين الجديرات منها الاثار العثمانية والرومانية لكن السياحة توقفت بعدها لأسباب عديدة منها الارهاب الذي قضت عليه الدولة لاحقا وعاد الهدوء بعدها للمنطقة ولكن تحتاج المنطقة لترويج ودعاية دولية لجذب السائحين الأجانب للمنطقة خاصة وان المنطقة تتمتع بسياحة بيئية وسياحة سفاري وسياحة علاجية ايضا فضلا عن المناظر الخلابة حول عيد الجديرات”.

وتابع القديري:  الزراعة الحالية حول عيد الجديرات تتركز علي زراعة الزيتون ولكن اشجار الزيتون تواجه حاليا ظهور مشكلات فطرية بالاشجار لم تفلح جهود مركز البحوث حتي الان في ايجاد حلول لها وهي اصابة اشجار الزيتون حول عين الجديرات باصابات فطرية مجهولة تتلطب مزيد من الابحاث والحلول كما تعتمد الزارعة حول عيد الجديرات علي الري الغمري المباشر من عين الجديرات والري المستحدث حاليا وهو الري بالتقيط فهناك حوالي 100 فدان تروي حاليا بالغمر ومائة فدان اخري تروي بالتنقيط خاصة للاراضي القريبة من عين الجديرات ومشروع الري بالتنقيط بدء في الثمانينات من خلال مشروع بناء خزان مياه قريب من العين يبعد عن العين حوالي 7 كم تم إنشاؤه بمنحة ألمانية بشراكة مع جهاز التعمير وقتها وارتفاع خزان المياه حوالي 50 متر من سطح الأرض تنحدر عليه مياه عين الجديرات ويقوم بتخزينها واستغلال تلك المياه المخزنة في الري بالتنقيط".

وأردف القديري: “هناك عين مياه جوفية طبيعية أخري لاتقل أهمية عن عين الجديرات وعي عيد قديس تبعد عن عين الجديرات بحوالي 10 كم لكنها في منطقة تقع بالقرب من خط الحدود الدولية مباشرة ما يجعل استغلال مياهها متوقف حاليا لوجودها بمنطقة حدودية يصعب وصول المواطنين اليها واستغلال مياهها الا بعد تعديل موقعها الجغرافي كما تسعى الدولة حاليا لازاحة الطريق الحدودي  الملاصق لعين قديس مباشرة وإبعاده عن مكان العين  من خلال وصلة طريق أخري جاري تنفيذها حاليا من قبل الدولة بعيدة عن العين  حتي يتم استغلال عين قديس في الشرب والزراعة وتعتبر مياه قديس مياع عذبة طبيعية معدنية رائعه لا تستغل حاليا ويمكن الشرب منها مباشرة بدون معالجة كما طالب القديري من مركز مدينة الحسنة اعادة ترميم بعض أجزاء طريق عين الجديرات والذي يربط بين قرية القسيمة ومنطقة عين الجديرات بحوالي 10 كم تعرض بعض أجزائه للتلف بفعل السيول ويحتاج إلى علاج وترميم”.

8
8
9
9
11
11
12
12
13
13
9
9

1
1

1
1