رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حقيقة الصراع الإيراني الإسرائيلي ‏

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

علينا أن نعى تمامًا أن الصراع الأمريكى الإيرانى صراع شكلى، وأن لإيران دورًا فى تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، وأن الدور الإيرانى خطر على منطقة الشرق الأوسط ومحيطها الإقليمى.

كانت العلاقات المصرية الإيرانية أكثر من ممتازة خلال حرب أكتوبر عام ‏‏١٩٧٣‏‎ ‎وقد أشاد الرئيس السادات‎ ‎فى خطاب له بموقف شاه إيران محمد رضا ‏بهلوى أثناء الحرب وأنه أرسل إمدادات البترول التى كانت تحتاجها مصر وقت ‏الحرب، ومنذ ذلك الحين بدأت الصهيونية العالمية تضع مخططًا ديموغرافيًا إيديولوجيًا ‏لدول المنطقة يهدف إلى تجريفها من مكونها الحضارى وترابطها الإقليمى ‏والجغرافى وإضعافها لتصبح جزئيات تستغيث شعوبها بالخارج لكى ينقذها من حالة ‏التوهان والضياع بعد الاستقرار والأمان. ‏

وفى عام ١٩٧٨ قامت الثورة الإيرانية من مختلف أطياف الشعب، وهنا ظهر ‏روح الله الخمينى الذى كان فى المنفى منذ ١٩٦٤ فى شوارع باريس محاطًا ‏بأنصاره، حيث نشرت صحيفة اطلاعات الإيرانية مقالًا بعنوان “إيران ‏والاستعمار الأحمر والأسود” يتهم الخمينى بعدد من الأمور من بينها أنه ‏عميل لبريطانيا، ومن تلك اللحظة بدأ المخطط الصهيونى بتخلى أمريكا عن شاه إيران محمد رضا بهلوي، مقابل تصعيد العميل المتطرف لبريطانيا ‏ الخمينى لتحويل إيران البلد الحضارى الغنى القوى إلى ولاية فقيه ‏متطرفة، ليتمحور دور الخمينى فى إضعاف إيران ‏وتأثيرها الإقليمى وتحويلها لمنصة إرهابية تساهم فى تدمير البلد العربى الأقوى ‏العراق مع تمزيق سوريا ليتم حصار مصر وتعريه ظهيرها الأمنى فى سوريا ‏والعراق ومن ثم الاستفراد بها لتمزيقها.‏

وبجانب ذلك أصبحت إيران الصانع والراعى لمعظم الميليشيات الإرهابية فى المنطقة ‏والتى تعلن عن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وكان هدف المخطط من ذلك تفريغ ‏القضية الفلسطينية من مضمونها الإنسانى والسياسى فى المحافل الدولية ‏وتحويلها إلى قضية صراع دينى بين حركات إرهابية برعاية إيران تقاوم وجود ‏الشعب اليهودى فى أرضهم، وقد نجح المخطط نجاحًا كبيرًا وللغاية ‏فقد تم تدمير العراق وسوريا واليمن وضياع فلسطين بيد العميل روح الله الخمينى ووكلاء حكمه فيما ‏بعد.‏

فالصراع الإسرائيلى الغربى مع إيران هو صراع شكلي، الهدف منه استكمال ‏المخطط الصهيونى الرامى إلى تحويل دولة إسرائيل إلى الحاكم المالك لكل ثروات ‏المنطقة عن طريق استسلام شعوبها لأى حلول تعطيهم بعض من الأمن ‏والاستقرار وبالطبع ستكون تلك الحلول هو الاستيلاء على موارد وثروات المنطقة ‏عن طريق شركاتهم العالمية المتخصصة فى كل الأنشطة، بجانب دفع مزيد من ‏الأموال مع مزيد من التواجد العسكرى الأمريكى بالمنطقة.

أما بخصوص مصر فقد نجح المخطط فى تفريغ محيطها الجغرافى من أى دعم ‏أمنى وساهم المخطط بدعمه الطويل لنظام حكم مبارك فى تجويف وتجريف ‏مكونات الدولة وجعلها على حافة السقوط والضياع، وسيكشف التاريخ عظمة دور ‏القوات المسلحة ونظام الحكم الحالى فى هزيمة ‏أكبر مخطط حدث فى تاريخ العالم ضد الدولة المصرية، وما يدور الآن من صراع ‏على المسرح الكوميدى للأحداث ما بين الكيان الإسرائيلى ونظام الملالى المتطرف ‏له أهداف كثيرة منها تشتيت انتباه العالم والمؤسسات الدولية عن ما تقوم به ‏إسرائيل فى غزة من إبادة جماعية بجانب الهدف الأهم وهو محاولة ‏جر الجيش المصرى بأى شكل إلى صراع عسكرى خارجى بعد أن فشل قادة ‏المخطط فى استفزازه فى جميع الأحداث فى السودان وليبيا، والهدف الأهم هو ‏إشعال منطقة البحر الأحمر لما تمثله  سواحله ومداخله من أهمية لطريق الحرير ‏الصيني.

جمال رشدي: كاتب معنى بالشأن العام