سلطت دراسة حديثة الضوء على المسؤولية غير المتناسبة التي تتحملها مجموعة قليلة من الشركات المتعددة الجنسيات في التلوث البلاستيكي العالمي.
وتكشف النتائج المنشورة أن أقل من 60 شركة تساهم بأكثر من 50% من النفايات البلاستيكية في العالم، حيث تمثل خمس شركات فقط ربع هذا التلوث.
وفقا للجارديان، قام البحث، الذي أجراه فريق دولي من المتطوعين على مدى خمس سنوات، بجمع وتحليل أكثر من 1.87 مليون قطعة من النفايات البلاستيكية في 84 دولة. تتكون غالبية القمامة من عبوات تستخدم مرة واحدة للأغذية والمشروبات ومنتجات التبغ.
تسلط النتائج الرئيسية الضوء على ضرورة الشفافية والمساءلة داخل الصناعة، حيث أن أقل من نصف النفايات البلاستيكية تحمل علامات تجارية محددة. تُعزى المسؤولية عن البلاستيك ذي العلامات التجارية في المقام الأول إلى 56 شركة متعددة الجنسيات تعمل في مجال السلع الاستهلاكية سريعة الحركة، ويعود جزء كبير منها إلى خمس شركات كبرى: ألتريا وفيليب موريس إنترناشونال، ودانون، وبيبسي كولا، وكوكا كولا.
يؤكد ماركوس إريكسن، خبير التلوث البلاستيكي المشارك في الدراسة، على أن هذه الشركات تتحمل مسؤولية إدامة نموذج التغليف غير الملائم، مما يساهم في الوفرة الهائلة للقمامة في البيئة.
ردًا على استفسارات صحيفة الجارديان، أوضحت بعض الشركات المتورطة جهودها لمعالجة التلوث البلاستيكي. وتعهدت شركة كوكا كولا بجعل جميع عبواتها قابلة لإعادة التدوير على مستوى العالم بحلول عام 2025 واستخدام ما لا يقل عن 50٪ من المواد المعاد تدويرها بحلول عام 2030. وسلطت نستله الضوء على تخفيضها في استخدام البلاستيك البكر ودعم التنظيم العالمي بشأن التلوث البلاستيكي.
ومع ذلك، على الرغم من الالتزامات الطوعية من جانب هذه الشركات، يرى مؤلفو الدراسة أن هذه التدابير غير كافية. لقد تضاعف إنتاج البلاستيك منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث يتم إعادة تدوير 9٪ فقط من البلاستيك.
وكشف التحليل الإحصائي للدراسة عن وجود علاقة مباشرة بين إنتاج البلاستيك والتلوث، مما أثار دعوات لاتخاذ إجراءات عاجلة. وبينما يحذر بعض الخبراء من المبالغة في تبسيط البيانات، مشددين على الحاجة إلى النظر في مبادرات إعادة التدوير والتنظيف، يدعو مؤلفو الدراسة إلى معاهدة ملزمة عالميًا لمعالجة تدابير إنتاج البلاستيك.
مع بدء المناقشات حول معاهدة الأمم المتحدة لمكافحة التلوث البلاستيكي في أوتاوا، يؤكد المشاركون على الحاجة الماسة للتعاون الدولي لمكافحة أزمة التلوث البلاستيكي المتصاعدة. ومع غياب اتفاق عالمي بشأن التلوث البلاستيكي، أصبحت الحاجة الملحة إلى استنان تدابير فعالة أكثر إلحاحا من أي وقت مضى في مواجهة الأزمات الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث.