للمبادرات الرئاسية حول الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة؛ أهمية خاصة لرفع جودة المنظومة الصحية في مصر والقدرة على مواجهة أمراض المصريين التي تنهش في أجسادهم سواء الأمراض التي لها أعراض أو تلك الكامنة التي تهاجم أجسادهم فجأة.
يري الخبراء أهمية هذه المبادرات لمواجهة الأمراض التي تسبب خطورة حقيقة على صحة المصريين، أضافوا، بحصول مصر على المستوي الذهبي من منظمة الصحة العالمية بعد مواجهة الالتهاب الكبدي الوبائي في فيروس "سي" الذي بدأ في 2014 وتراجعت نسب الإصابة لأقل من 0.38% لتكون الأولي عالميًا.
جدير بالذكر فقد أعلنت وزارة الصحة والسكان، فحص مليون و413 ألف و94 طالب، ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سي لطلاب المدارس بالصف الأول الإعدادي بالمجان تحت شعار "100 مليون صحة"، وذلك خلال العام الدراسي الجاري 2023/2024، منذ انطلاقها يوم 20 فبراير 2024 وحتى أمس 23 إبريل الجاري، ويأتي ذلك وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، باستمرار عمل المبادرة لضمان الحفاظ على مكتسبات الدولة المصرية في خلو مصر من فيروس سي.
من جانبه، يقول الحقوقي، محمود فؤاد، المدير التنفيذي لجمعية الحق في الدواء، مكافحة فيروس سي هي استكمال الكشف المبكر على الفيروسات الكبدية خاصة فيروس سي للطلاب وهي مرحلة تالية بعد استهداف كبار السن من ذوي الأمراض المزمنة، وتبقي هذه المبادرات أهمية خاصة لرفع مستويات الصحة العامة ما يحقق ما نص عليه الدستور المصري في مادته رقم 18 لسنة 2014.
ويضيف "فؤاد": نحتاج لمزيد من المبادرات لمواصلة العمل في مواجهة الأمراض المزمنة مثل السكري والاعتلال الكلوي وتطبيقها في أماكن متفرقة بأنحاء الجمهورية لضمان الوصول لأكبر قدر من المستفيدين مع أهمية توفير الأدوية للبدء في العلاج بشكل مباشر لرفع المستوي الصحي، ولنا نتائج متقدمة مع المبادرات أبرزها مجابهة فيروس سي.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن المبادرة تستهدف العام الحالي فحص مليونين و151 ألف و620 طالب من طلاب الصف الأول الإعدادي خلال العام الدراسي الجاري، فضلا عن تقديم العلاج للحالات المكتشفة، لافتًا إلى أن المبادرة حققت نسبة إنجاز 65.6% من المستهدف الخاص بها للعام الجاري.
ومن جانبه قال الدكتور محمد ضاحي، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، يتم إجراء الفحص للطلاب من خلال فرق طبية مدربة على أعلى مستوى تابعين للهيئة العامة للتأمين الصحي، حيث يتم الفحص بواسطة الكواشف السريعة، مؤكدا التعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والأزهر الشريف لتنظيم أعمال الحملة، بما لا يؤثر على العملية التعليمية وتنفيذ ضوابط الحملة والتى تتضمن موافقة أولياء الأمور على إجراء الفحص والعلاج.
وبدوره يقول الدكتور محمد عز العرب، استشاري الجهاز الهضمي والمستشار الطبي لجمعية الحق في الدواء، فلسفة عمل مبادرات الـ100 مليون صحة للكشف المبكر لأكثر من 18 سنة ثم امتدت المبادرة لطلاب المرحلة الثانوية العامة ثم الإعدادية ما يمثل استكمال للجهود للكشف عن فيروس "سي" التي تراجعت نسبتها بفضل تجربة السوفالدي في 2014 لأقل من 0.38% وتعد مصر الدولة الأولي عالميًا التي حصلت على المستوى الذهبي في القضاء على فيروس سي بشهادة منظمة الصحة العالمية وتم تحقيق هدف 2030 في 2021 ما يعد إنجاز كبير بكل المقاييس.
يضيف "عز العرب": للمبادرات أهمية كبيرة في تحسين المنظومة الصحية والقدرة على اكتشاف المرض قبل استفحاله، فعادة فيروس سي ليس له أعراض، حيث بدأت المبادرة في العلاج منذ 2014حتي 2018 كل المرضي المصابين بالفيروس ثم تلاها الكشف المبكر للبحث في طلاب المدارس لاكتشاف المرض قبل العلاج للبدء في العلاج.
وأشار "ضاحي"، إلى أنه يتم توجيه الحالات الإيجابية من الطلاب المفحوصين إلى لجان الكبد البالغ عددهم 24 لجنة بفروع الهيئة العامة للتأمين الصحي الموزعين على مستوى محافظات الجمهورية، لإجراء المزيد من الفحوصات والتحاليل المتخصصة وفقًا للبروتوكولات المعتمدة، وتضم اللجان أطباء أطفال مدربين على بروتوكول العلاج.