أعلنت أرمينيا وأذربيجان اليوم الثلاثاء البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما، في خطوة تكتسي أهمية كبرى للبلدين اللذين تواجها في نزاعات دامية في منطقة القوقاز.
وشرعت مجموعة من الخبراء من البلدين في "توضيح الإحداثيات على أساس دراسة هندسية مساحية (جيوديسية)"، إيذانًا ببدء عملية ترسيم الحدود رسميًا.
وأكدت وزارتا الداخلية في كلا البلدين على أهمية هذه الخطوة، مع التأكيد على عدم المساس بسيادة أراضي أي منهما.
ويأتي هذا التطور بعد أشهر من التوترات المتصاعدة بين البلدين، خاصة بعد طلب رئيس الوزراء الأذربيجاني إلهام علييف استعادة أربع بلدات حدودية استولت عليها أرمينيا خلال حرب التسعينات.
وقد أثارت هذه المطالبة احتجاجات واسعة في أرمينيا، حيث يخشى السكان فقدان أراضيهم وعزل بعض المناطق عن بقية البلاد.
وتعد عملية ترسيم الحدود خطوة هامة نحو تحقيق السلام والاستقرار في منطقة القوقاز، التي عانت من ويلات الحروب والصراعات لسنوات طويلة.
وتسعى كل من أرمينيا وأذربيجان إلى تجنب تكرار الصراعات الدامية التي راح ضحيتها آلاف الأشخاص، وتطمحان إلى بناء مستقبل أفضل لشعبيهما.
وتاريخيًا، شهدت العلاقات بين البلدين حربين داميتين، الأولى في التسعينات والثانية في عام 2020، خلفتا آلاف القتلى وشردت مئات الآلاف من السكان.
وتأتي عملية ترسيم الحدود كبادرة إيجابية نحو إغلاق صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة من العلاقات البناءة والتعاون بين البلدين.
