سَرَّكَ الدَهرُ وَساءَ
فَاقنَ شُكراً وَعَزاءَ
كَم أَفادَ الصَبرُ أَجراً
وَاِقتَضى الشُكرُ نَماءَ
أَنتَ إِن تَأسَ عَلى
المَفقودِ إِلفاً وَاِجتِباءَ
فَاسلُ عَنهُ غَيرَةً
وَاِحتَمِل الرُزءَ إِباءَ
أَيُّها المُعتَضِدُ المَنصورُ
مُلّيتَ البَقاءَ
وَتَزَيَّدتَ مَعَ الأَيّامِ
عِزّاً وَعَلاءَ
إِنَّما يُكسِبُنا الحُزنُ
عَناءً لا غَناءَ
أَنتَ طَبٌّ أَنَّ داءَ المَوتِ
قَد أَعيا الدَواءَ
فَتَأَسَّ إِنَّ ذاكَ
الخَطبَ غالَ الأَنبِياءَ
وَسَيَفنى المَلَأُ الأَعلى
إِذا ما اللَهُ شاءَ
حَبَّذا هَديُ عَروسٍ
دَفنُها كانَ الهِداءَ
عُمِّرَت حيناً وَماءَ ال
مُزنِ شَكلَينِ سَواءَ
ثُمَّ وَلَّت فَوَجَدنا
أَرَجَ المِسكِ ثَناءَ
ابن زيدون