الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

وكان طبيعيًا أن يكون لثقة "نهرو" بنفسه أساس..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

توقفت فى المقال السابق عندما بدأ يجيب رئيس الوزراء الهندي "نهرو" على اسئلة  الرئيس "جمال عبد الناصر" ووصف الأستاد "هيكل" كلامه بانه لم يكن فيه ما يلفت النظر وانه بدا كما لو أن الملل أصابة وطلب "نهرو" بان ينام ولو لعشر دقائق وبالفعل فتحوا له مقصورة لينام فيها وهنا أبدى الأستاذ "هيكل" للرئيس" جمال عبد الناصر" انطباعاته عن "نهرو" لكن الرئيس  دافع عنه بشدة قائلًا:

"عندما كنا في الطريق الى القناطر وحدنا لم يتوقف على الكلام وكان عقله مرتبًا وكلامه مفيدًا، وأظن أنه بعد الغداء تعب، وقد قال له انه 
تعوّد ان ينام باستمرار بعد الغداء وربما ارهقه الحديث قبل الغداء...!

وفي رحلة مؤتمر "باندونج " رأى الكاتب رئيس الوزراء  الهندي "نهرو" كثيرا على الطريق إلى هذه البلدة الاندونيسية التي أصبحت علامة بارزة فى التاريخ الحديث لأمم وشعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية- وفي حركه التحرر الوطني في العالم عموما- لكن زحام الحوادث لم يسمح له بحديث  مع" نهرو" له قيمة أو معنى...

لكن اثناء انعقاد  مؤتمر "باندونج وفى حضور " نهرو"  أشار الكاتب إلى انه كان يتابعه عن كثب يحاول أن يعثر فيه على ما لم يجده في مرات  لقاءاته السابقة وكان يقول لنفسه دائمًا " لابد أن فيه أكثر مما بدا له منه...أو لعله هو الذي لم يبد من نفسه أكثر مما أبدى لسبب اخفاه... وقال  أن وراءه لابد  شيئا أكبر مما يظهر- له على الاقل- فليس يعقل أن يصل شخص ما الى ما وصل اليه "نهرو"  في المكان والمكانة على غير اساس... هذا رجل لم يرث دوره  بالميلاد  إرثًا كالملوك ولا استولى على هذا المنصب مثل عديدين غيره...

وخيل للكاتب انه اكتشف بعض الملامح من شخصيته خلال عمليه المتابعه فقد لاحظ الكاتب ان لديه ثقة بنفسه وهي مرئية في كل تصرفاته وملحوظة لا يشوبها غير شيء من القلق وعدم الاستقرار...

وكان طبيعيًا أن يكون لثقته بنفسه أساس... فمزيج العائله الارستقراطية من صفوة الكشميريين في -أحمد اباد - مضافا اليها أفضل مستوى من التعليم من ذلك الزمان( كليه هارو) في انجلترا ثم جامعة "كامبريدج"  كفيل بتوفير مثل هذا الأساس- فاذا أضيفت اليه تجربة  التلمذه على "غاندي" الذي كان صديقًا مقربًا  لوالده "موتيلال نهرو" أحد كبار مؤسسي حزب الكونجرس- فان أساس الثقة بالنفس يزداد قوة- فاذا أضيف فوق ذلك كل صعوده في الكونجرس بسرعة إلى مرتبة الرئاسة وقيادته للحركة السياسية الهندية  جنبًا إلى جنب جمع القيادة الروحية والمعنوية التي كانت مؤكدة  لغاندي_ اذا فان أساس الثقة بالنفس يصبح  بناءًا متكاملًا - قاعدة وقمة...!

أَكْمَلُ  لك الأسبوع القادم باذن الله  تفاصيل بعض الملامح التى اكتشفها الأستاذ محمد حسنين هيكل من شخصية  رئيس وزراء الهند "جواهر لال نهرو"  والتى  تحدث عنها فى كتابه الشيق والممتع
" زيارة جديدة للتاريخ "