قالت الإعلامية داليا عبد الرحيم، مساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إننا على مدار ليالي شهر رمضان تابعنا جميعا المسلسل الدرامي التاريخي “الحشاشين”؛ الذي أنتجته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإمكانيات ومعايير ضخمة ومتميزة، والذي أحدث ردود أفعال واسعة منذ بث حلقته الأولى وما زالت حالة التفاعل والاشتباك مع المسلسل مستمرة وقائمة من الاحتفاء والإشادة والتقدير للهجوم والطعن والتقليل، وفتح المسلسل نوافذ كثيرة تجاذبته بين مؤيد ومستحسن ومعارض وساخط، بعض تلك النوافذ توقفت أمامه كعمل درامي وتناولته وفق معايير الرؤية والنقد الفني وبعضها أطلقت صرخات الرفض والفزع ضده ومنه.
وأضافت “عبد الرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أننا سنتوقف أمام تلك الحالة الهستيرية من السخط والطعن التي انتابت أقلام و"كتائب إلكترونية" انطلقت للهجوم على المسلسل وصناعه والمشاركين فيه، وبالطبع نحن نتفهم ولا نصادر على أي آراء ووجهات نظر تتعامل مع العمل الفني الدرامي، أي عمل فني وفقا للرؤى والمفاهيم النقدية الدرامية والفنية ومثل تلك الرؤى تناولتها وتتناولها برامج ولقاءات متخصصة؛ أما نحن في "الضفة الأخرى" ولخصوصية برنامجنا سنتوقف أمام السؤال الأقرب لنا “لماذا انطلقت تلك الحملة المنظمة من جماعات وقوى بعينها”؟، وأنا واثقة أنه ليس يخفى على حضراتكم أنها في معظمها تنتمي وتنتسب فكرًا وتنظيمًا لجماعات التطرف والعنف والإرهاب المتسترة زورا وبهتانا براية الإسلام.
وتساءلت: "ما هي دوافع وأسباب تلك الهجمة الشرسة على مسلسل درامي؟، وما الذي أفزع أصحاب تلك الحملة من مسلسل "الحشاشين"؟، مسلسل يتناول فترة تاريخية بيننا وبينها أكثر من ألف عام، الإجابة ببساطة تنطلق من تلك المقولة الشهيرة "إن التاريخ يعيد نفسه" وأن تسليط الضوء على مرحلة تاريخية ماضية قد يكون كاشفًا ومفيدًا في التعامل مع مرحلة تاريخية حاضرة وتسليط الضوء والاقتراب من فترة من تاريخنا العربي والإسلامي، هذا ما سعى له "مسلسل الحشاشين"، فترة تاريخية شهدت تشكل جماعة أو فرقة ترفع راية الدين وتؤسس لنهج غير مسبوق من العنف والإرهاب والتكفير ضد من يختلف معها، جماعة أو فرقة تأسست على السرية والتخفي والتسلل الحذر والناعم والتدريجي لنشر أفكارها المنحرفة في المجتمع، جماعة تقوم على فكرة السيطرة على العقول واستلابها معتمدة على مبدأ السمع والطاعة المطلقة والمبايعة غير المشروطة والتي لا رجعة عنها للأمير أو الأخ الأكبر أو الزعيم، جماعة تعتمد في تشكيلها على بناء تنظيمي حديدي مغلق، جماعة تعتمد في نشر أفكارها على خطاب مراوغ يخلط بين الدين والسياسة، جماعة تعتمد في مسيرتها على انتهازية في مواقفها السياسية والفكرية تجاه الأخرين سواء سلطة حاكمة أو قوى معارضة أو حتى أعداء وتبدل تحالفاتها بما يضمن استمرارها وسلامة تنظيمها وقياداتها، جماعة دائما تضع في مخططاتها البحث وتجهيز "ملاذات آمنة" لعناصرها وأفكارها تحسبا لمواجهة أو تضييق محتمل قد تواجهه، جماعة تحرص على نشر أفكارها بين البسطاء والفئات الاجتماعية التي تواجه أوضاعا معيشية صعبة مع التركيز على اجتذاب وتجنيد الشباب ليكونوا ركيزة تنظيمها ومصدر تجدده ونموه واستمراره، جماعة أو فرقة تزعم أنها تعتمد الدعوة السلمية وهي في حقيقة الأمر تجهز وتعد في السر ذراعها المسلح من فرق الاغتيالات ومليشيات الإرهاب للبطش بكل من يختلف معها أو يكتشف خطورة وانحراف أفكارها.
وتابعت: أعتقد أننا الآن بتلك الإشارات المختصرة قد ركزنا على جوهر ما كشفه مسلسل “الحشاشين” وهنا تكمن الإجابة عن السؤال: “ما هو سر عداء وخصومة وفزع من احتشدوا لمهاجمة عمل درامي”؟، لأنه ببساطة نجح في تسليط الضوء على فكر وممارسات جماعات التطرف والإرهاب؛ هذا ما كانت عليه جماعة “الحشاشين” في الماضي وتحت ذات الراية الزائفة تخفى ويتخفى الإخوان والدواعش وكل جماعات التطرف في الحاضر.