قدم الفنان الراحل صلاح السعدني العديد من الأعمال السينمائية، ورغم أنها لاقت قبولاً ونجاحاً كبيراً مع الجمهور، إلا أنه لم يكن محسوباً على مستوى نجم الشباك، ولم يمنعه ذلك من تقديم أدواراً فنية تركت أثراً في قلوب الجماهير، ومارس هوايته بالتنوع الفني بين الشخصيات والموضوعات الفنية، وطرح العديد من القضايا والرسائل من خلال أفلامه، وشارك بأفكار للمجتمع والمواطن برسائل فنية هامه، وأبرز تلك الأعمال السينمائية..
فيلم "المراكبي" أداء الفطرة الفنية
قدم الفنان الراحل صلاح السعدني ملحمة فنية وأداء تمثيليا إستثنائيا من خلال دوره فى فيلم "المراكبي"، والذى جسد من خلاله شخصية رجل عاش طيلة حياته داخل مركب فى البحر، وخرج مضطراً إلى عام المدنية، وذهب لاستخراج الأوراق والمستندات الرسمية لهويته، ليقدم الشخصية التى لا تعلم شيئا عن العالم الخارجي، بمنتهي الفطره الفنية واسترسال الأداء الفني بسلاسة وإبداع كبير.
فيلم "الغول" لقاء العمدة والزعيم رفقاء الرحلة
شارك الفنان الراحل صلاح السعدني مع الفنان عادل إمام فى فيلم "الغول"، وقدم من خلال الفيلم دور وكيل النائب العام، والذى يحقق في جريمة قتل شاهد عليها صديقة الصحفي، ولكن لم يستطع السعدني وكيل النائب العام أن ينصر الحق، وذلك لنفوذ الجاني، وتلاعبه بكتيبة من المحامين، والتحايل على القانون، ليقدم السعدني دوره بمنتهى البراعة، وخاصةً نظرات الخذلان التى واجه بها صديقه بعد تبرئة الجاني.
ليقوم صديقه الصحفي بقتل الجاني رجل الأعمال الفاسد، ويمثل للتحقيق من قبل صديق عمره وكيل النائب العام، ويختتم الفيلم بمشهد التحقيقات بين الصديقين.
"أفلام تحمل رسائل للمجتمع"
قدم الفنان صلاح السعدني العديد من الرسائل المجتمعية من خلال أفلامه، لتحمل رسائل فلسفية فى بعض الأحيان، وتحمل العديد من المعاني لجمهوره، ومن أبرز تلك الأعمال..
فيلم الأرض "بدايات وسط العمالقة"
شارك الفنان صلاح السعدني فى فيلم "الأرض" مع كوكبة من ألمع وأبرز النجوم مثل محمود المليجي وإخراج المخرج العالمي يوسف شاهين، ويعد فيلم الأرض أحد أهم أفلام السينما المصرية على مر التاريخ، ويقدم رسالة حول الفلاحين الفقراء واستبداد أحد الإقطاعيين، واستغلالهم وتقليل حصة توزيع المياه، حتى يصطف الفلاحون ويثوروا ويحاولوا مقاومة الظلم.
فيلم العملاق "البسطاء أصحاب كلمة شرف"
يقدم الفيلم تناقضا مجتمعيا معما، حيث تدور الأحداث حول كاتب شهير ومثقف، يتورط فى قضية شيكات، فيتم سجنه ليقابل صلاح السعدني العامل الفقير الذى كان يعمل فى مطبعة، وكان يقرأ كتابات الكاتب الشهير، وتحدث بينهما صداقة.
تقوم زوجة الكاتب الشهير بادعاء أن نجلهم قد تعرض لحادث، فيتم السماح للكاتب أن يخرج من السجن عدد ساعات للاطمئنان على نجله، ويسمح أيضاً للسعدني عامل المطبعة الفقير لرؤية والده المريض.
وتظهر هنا التناقضات حيث يلتزم العامل الفقير بكلمة الشرف التى وعد بها مأمور السجن، فيما يحاول المكاتب الشهير بالهروب.
فوزية البرجوازية "كشف غطاء الجهل"
يبرز الفيلم قضية زوج وزوجة على قدر كبير من الثقافة، وفى تغيير لمحل سكنهم بإحدى الحارات الشعبية البسيطة، يحدث الصراع الثقافي بين الجهل بالمصطلحات التي يرددونها، وتتصاعد الأحداث بشكل يبرز الصراع الأبدي بين الثقافة والجهل، وما يترتب عليه من آثار، في رسائل مجتمعية هامة.
ملف في الآداب "رسالة المتهم بريء لحين الإدانة"
جسد الفنان صلاح السعدني شخصية ضابط شرطه، يعمل في الآداب، يتابع ويراقب بعض الموظفات ظناً منه أنهم يمارسون الانحرافات الأخلاقية، وهو عكس الحقيقة ومغاير للواقع، إلى أن يقبض عليهم ويسعون طوال الوقت لمحاولة إثبات براءتهم، الا أن الضابط يسعي طوال الوقت لإثبات تورطهم، وتدور أحداث الفيلم حول ثمن سمعتهم ومثولهم فى جريمة تمس السمعة والشرف، رغم أنهم أبرياء.
سينما الأعمال الوطنية
شارك الفنان صلاح السعدني من خلال السينما فى الأعمال الوطنية، وشارك فى ملاحم فنية أبرزها..
"فيلم أغنية على الممر"
شارك الفنان صلاح السعدني بشخصية مسعد، من خلال أحداث فيلم "أغنية على الممر"، والذى أظهر الجانب الإنساني لفرقة من الجنود تم حصارها، وأثناء الحصار يقوم كل منهم من السرد القصصي لذكرياتهم وحكي كل منهم عن ذكرياته ومشاعره تجاه الحرب.
ليقدم الفيلم شكلا مغايرا للأفلام الوطنية، وسرد الجانب الإنساني ومشاعر الجنود وما تمر به نفسيتهم من خلال مسار الأحداث بشكل القصص التى سردها الجنود المشاه أثناء حصارهم.
"الرصاصة لا تزال في جيبي"
شارك الفنان صلاح السعدني فى واحد من أهم الأفلام السينمائية الوطنية، والذى جسد بطولات رجال القوات المسلحة البواسل، وذلك بداية من مراحل الانكسار بعد ٦٧، مروراً بحرب الاستنزاف، وصولاً إلى حرب أكتوبر والنصر العظيم، وحمل الأبطال على الأعناق.