لم يكن أحد يتوقع فى بداية الموسم الكروى الجارى 2023-2024، تتويج فريق باير ليفركوزن بلقب النسخة الحادية والستين من بطولة الدوري الألماني، وقبل نهاية المسابقة بـ5 جولات، وذلك بعد اكتساحه لنظيره فيردر بريمن بخماسية نظيفة على ملعبه باى أرينا بالجولة 29.
باير ليفركوزن الذي يقوده فنيًا المدرب الإسبانى تشابى ألونسو، نجح فى كسر هيمنة بايرن ميونخ على لقب الدورى الألماني، التى امتدت إلى 11 موسمًا متتاليًا، وقدم عروضًا مميزة وأرقامًا قياسية عديدة، أبرزها وصوله إلى 29 مباراة فى البوندسليجا دون هزيمة هذا الموسم ليضمن النادى اللقب الأول له فى التاريخ من المسابقة.
وأزالت كتيبة ألونسو الغبار عن نفسها ومحو ذكرياتها الأليمة مع التتويج بالدورى الألماني، الذى أخفق فى تحقيق لقبه رغم اقترابه منه عدة مرات، على رأسها موسم 1999-2000، الذى شهد إخفاقًا فى الأمتار الأخيرة من الحلم بخسارة اللقب لصالح بايرن ميونخ بفارق الأهداف.
ولازمت الأحزان النادي في عام 2002 بعد خسارة 3 ألقاب (الدوري الألماني، كأس ألمانيا، دوري أبطال أوروبا) بشكل غريب، حيث لم يحالفه الحظ للتتويج بلقب البوندسليجا بفارق نقطة وحيدة عن بوروسيا دورتموند، الذى توج باللقب بعدما حصد 70 نقطة، ليكتفى فريق السود والحمر بمركز الوصيف وقتها. ونجح ليفركوزن فى كسر عقدته منذ 22 عامًا، وتوج باللقب المنتظر من جماهيره، بداية من إنهاء عام 2023 دون هزيمة، وصولًا إلى اقتحام مناصريه أرضية ملعب باى أرينا احتفالًا باللقب التاريخي، وذلك بالإضافة إلى العديد من الأرقام القياسية، التى حققها خلال موسم واحد نال عليه إشادة الجميع، بعدما وصل للنقطة 79 على قمة ترتيب الدورى الألماني، بفارق 16 نقطة عن أقرب ملاحقيه، بايرن ميونخ.
أبطال الذهب في السنوات الأخيرة يكسرون هيمنة الكبار على الألقاب
وبذلك، كسر باير ليفركوزن القاعدة وخرج عن المألوف بفرض نفسه بطلًا للدورى الألمانى والقضاء على سيطرة العملاق البافارى على البوندسليجا فى السنوات الأخيرة، ولم يكن بطل الدورى الألمانى فى موسمه الحالي، الوحيد الذى حقق إنجازًا مؤخرًا فى الدوريات الخمس الكبرى، بل كرر إنجاز وإعجاز ليستر سيتي، الذى كسر كل القواعد وتفوق على كبار البريميرليج وتوج بلقب الدورى الإنجليزى الممتاز موسم 2015-2016 على حساب أرسنال وتوتنهام ومانشستر سيتى ومان يونايتد وليفربول وتشيلسي، وذلك بقيادة المخضرم الإيطالى كلاوديو رانييرى ونجومه رياض محرز وجيمي فاردي ونجولو كانتي، الذين توجوا أبطالًا للبريميرليج لأول مرة فى تاريخ النادي، وذلك قبل جولتين من نهاية الدورى الأقوى، حينما فاز ليستر باللقب بعد تعادل توتنهام هوتسبير صاحب المركز الثانى مع تشيلسى بهدفين.
وكان الفريق اللندنى حينذاك فى حاجة للفوز لتضييق الفارق مع الثعالب، وإبقاء آماله فى المنافسة على اللقب حتى الجولتين الأخيرتين، ليصبح رصيد ليستر 77 نقطة بفارق 7 نقاط عن توتنهام ويتبقى مباراتان لكل فريق، ليحقق ليستر سيتي ما وصف بالإعجاز.
فإنه فاز بلقب الدورى الإنجليزي بعدما كان يكافح الموسم الذى كان يسبقه من أجل البقاء فى البريميرليج، ليفشل الكبار فى مجاراة ثعالب رانييرى بأداء لاعبيه القوى وإصرارهم طوال الموسم، حيث لم يخسر الفريق خلال 36 مباراة سوى 3 مباريات، ليصف رئيس «فيفا» حصد ليستر سيتي اللقب بأنه «قصة من الخيال".
فى المقابل؛ كان هناك بطل من ذهب، كسر هيمنة الكبار على الألقاب، وتحديدًا فى الدورى الإيطالى الموسم الماضي، حينما توج نابولي بلقب الإسكوديتو الغائب منذ 33 عامًا عن خزانة النادي، ولكن لم يكن هذا اللقب هو الأول له من البطولة، بل كان للمرة الثالثة فى تاريخه.
وذلك عندما تعادل فريق الجنوب مع أودينيزى بهدف لمثله على ملعب فريولي، ضمن منافسات الجولة 33 من مسابقة «السيرى آ»، ليطلق حكم اللقاء روساريو أبيسو، صافرة نهاية المباراة، معلنًا تتويج كتيبة المدرب لوتشيانو سباليتي الكالتشيو، وتقتحم جماهير الفريق أرضية الملعب احتفالًا بتحقيق حلمهم الذي طال انتظاره لسنوات طويلة، وقبل نهاية المنافسات بـ5 جولات.
وحصد نابولي لقب بطولة الدوري الإيطالي، بعدما وصل إلى 80 نقطة على صدارة الترتيب بفارق 16 نقطة عن أقرب ملاحقيه لاتسيو، ويتفوق على الكبار والأندية العريقة، مثل: ميلان وجاره الإنتر ويوفنتوس وروما.