الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الجفاف يدفع الملايين إلى "الجوع الحاد" في الجنوب الأفريقي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دفعت موجة الجفاف الشديدة التي تجتاح جنوب أفريقيا ما يقدر بنحو 20 مليون شخص إلى "الجوع الحاد"، وفقا للأمم المتحدة، مع عواقب مدمرة على المجتمعات في العديد من البلدان. يسلط تقرير، نيويورك تايمز، الضوء على الوضع المزري الذي يتكشف في المنطقة، والذي تفاقم بسبب عوامل بما في ذلك ظاهرة النينيو المناخية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، والآثار المتبقية لجائحة كوفيد-19 والصراع.

أدى الجفاف، الذي يوصف بأنه أحد أسوأ موجات الجفاف منذ أكثر من أربعة عقود، إلى إتلاف المحاصيل وأهلك الماشية وأدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مما أثر بشكل خاص على المحاصيل الأساسية مثل الذرة. وأعلنت ملاوي وزامبيا وزيمبابوي حالات الطوارئ الوطنية استجابة للأزمة، مما يسلط الضوء على خطورة الوضع.

ويعزو الخبراء شدة الجفاف إلى مجموعة من العوامل، حيث تلعب ظاهرة النينيو دورا هاما في تعطيل أنماط هطول الأمطار في الجنوب الأفريقي. وفي حين أن نمط الطقس آخذ في الضعف، فإن احتمال تكرار حدوث ذلك يلوح في الأفق، مما يزيد من تفاقم ضعف المنطقة.

بالإضافة إلى العوامل الطبيعية، ساهمت الأنشطة البشرية مثل إزالة الغابات في شدة الجفاف، وتغيير أنماط هطول الأمطار المحلية وتدهور التربة. ومع ذلك، فإن إرجاع أحداث الجفاف المحددة إلى تغير المناخ لا يزال يمثل تحديًا، خاصة في مناطق مثل الجنوب الأفريقي التي لديها بيانات طقس تاريخية محدودة.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار تأثير تغير المناخ على المدى الطويل على المنطقة، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وزيادة تواتر الظواهر الجوية المتطرفة إلى تفاقم ظروف الجفاف. تم تحديد الجنوب الأفريقي باعتباره "نقطة ساخنة" لتغير المناخ تتميز بارتفاع درجات الحرارة واتجاهات الجفاف، مما يشكل تحديات كبيرة أمام التكيف والقدرة على الصمود.

ويؤكد التقرير الحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير تكيفية للتخفيف من تأثير الجفاف على المجتمعات الضعيفة. وتشمل الاقتراحات الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر، وتنفيذ برامج السلامة الاجتماعية مثل التأمين، وتشجيع تنويع المحاصيل لتعزيز القدرة على الصمود بين المزارعين.

وبينما تكافح المجتمعات المحلية لمواجهة العواقب المباشرة للجفاف، هناك حاجة ملحة للمساعدة الدولية والجهود المنسقة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي وضمان رفاه الملايين الذين يواجهون الجوع. إن الوضع في الجنوب الأفريقي بمثابة تذكير صارخ بالإجراءات العاجلة المطلوبة لمواجهة التحديات المعقدة التي يفرضها تغير المناخ وآثاره المتتالية على السكان المعرضين للخطر.