اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ أن مساعي أوكرانيا لتعزيز دفاعاتها الجوية ربما تلقي بظلال سلبية على إسرائيل، التي أعلنت تصديها لمئات الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أطلقتها إيران يوم السبت الماضي باستخدام مزيج تحسد عليه من دفاعاتها الجوية المتطورة والدعم الحاسم من القوى الغربية والشركاء.
ومع ذلك، قالت الصحيفة - في مستهل تقرير، نشرته عبر موقعها الإلكتروني قبل ساعات قليلة - إن إسرائيل قد لا تكون قادرة على تحقيق هذا الأداء والحفاظ على الدعم الخارجي الحاسم إلى الأبد، خاصة إذا شنت ضربة انتقامية كبيرة ضد طهران، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية بطريقة لا يريدها أي من حلفاء إسرائيل.
وأضافت أنه في حين أن حفنة فقط من الصواريخ الإيرانية، ولم تتمكن أي من طائراتها بدون طيار الرخيصة التي تعمل بالديزل من اجتياز منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة الطبقات في نهاية الأسبوع الماضي، فإن طهران ووكلائها يجلسون على بنك من الصواريخ والطائرات بدون طيار يقدر عددها بعشرات الآلاف.. وفي سيناريو اندلاع حرب شاملة، اعترف حتى المسئولون العسكريون الإسرائيليون بأن بعضا من صواريخ إيران على الأقل سوف يخترق، خاصة في مواجهة الهجمات المتكررة التي يطلقها المسلحون من إيران من اتجاهات متعددة في لبنان واليمن وسوريا والعراق.
ورأت "فاينانشيال تايمز" أن مثل هذا الهجوم من شأنه أن يشبه الوضع اليائس الذي يواجهه حليف غربي آخر، وهو أوكرانيا، حيث أدان رئيسها فولوديمير زيلينسكي - في مقطع فيديو - الهجوم الإيراني على إسرائيل، لكنه حث الزعماء الغربيين على تزويد كييف بنفس المساعدة العسكرية التي أعطوها إلى إسرائيل، وقال:" نحن في أوكرانيا نعرف جيدًا فظاعة الهجمات المماثلة".
وكانت الدفاعات الجوية الأوكرانية في أواخر العام الماضي تعترض جميع الهجمات الجوية الروسية تقريبًا، والتي تستخدم أسلحة مماثلة لتلك التي نشرتها إيران في نهاية الأسبوع.. لكن هذه الدفاعات اُستنزفت منذ ذلك الحين بسبب التدفق المستمر لصواريخ روسيا، وفي الأسبوع الماضي نجحت أوكرانيا في إيقاف أقل من ثلثي هجوم هائل دمر أكبر محطة للطاقة في كييف.
وقال زيلينسكي غاضبا في الفيديو "الكلمات لا توقف الطائرات بدون طيار ولا تعترض الصواريخ.. وحدها المساعدة الملموسة هي التي تفعل ذلك".
وأكدت الصحيفة البريطانية أن الحاجة إلى "المساعدة الملموسة" المستمرة هي أحد الاعتبارات المركزية لحكومة الحرب الإسرائيلية وهي تدرس كيفية الرد على الهجوم الإيراني، في حين حذرت طهران من أنه حال ردت إسرائيل، فإن "ردها اللاحق سيكون أكثر شدة بكثير".. لكن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا قالت إنها لن تدعم إسرائيل في أي ضربة انتقامية ضد إيران، ونصحت بضبط النفس بالنظر إلى الحد الأدنى من الأضرار الناجمة عن هجوم طهران.
وقال بن والاس، وزير الدفاع البريطاني السابق، تعليقًا على ذلك " التحالفات تعمل في الاتجاهين".. وأشار إلى كيف رفضت إسرائيل مساعدة أوكرانيا عندما شنت روسيا حربها الشاملة لأول مرة ضد كييف ورفضت طلب زيلينسكي للحصول على نظام دفاع جوي "القبة الحديدية".. وأضاف والاس:" على إسرائيل أن تفهم أن إيران وروسيا متحدتان مع بعضهما البعض، وأن هناك رئيسًا يهوديًا آخر يحتاج إلى المساعدة"، في إشارة إلى زيلينسكي.
وكان الهجوم الإيراني ضد إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي هائلًا بكل المقاييس، حيث أطلقت طهران حوالي 170 طائرة بدون طيار وأكثر من 30 صاروخ كروز، وحوالي 120 صاروخًا باليستيًا، وفقًا لبيانات معهد دراسة الحرب، في موجات تم توقيتها بحيث وصلت أكثر من 300 قطعة سلاح إلى إسرائيل في غضون 10 دقائق من بعضها البعض.
ولكن على عكس الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا، تم اعتراض جميع الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية القادمة تقريبًا.. وتم تحقيق ذلك جزئيًا من خلال الدفاعات الجوية الإسرائيلية المجهزة جيدًا ومتعددة الطبقات، والتي تم بناؤها وتمويل تكاليفها إلى حد كبير بمساعدة عسكرية أمريكية.. لكن كان ذلك أيضًا بفضل المساعدة الكبيرة التي قدمها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وحقيقة أن الصواريخ الإيرانية تم إرسالها ببرقية مسبقا أتاح متسعًا من الوقت للاستعداد.
بوابة العرب
فاينانشيال تايمز: أزمة الدفاعات الجوية في أوكرانيا تلقي بظلال سلبية على إسرائيل
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق