تحذر الأمم المتحدة والوكالات الدولية من أن حياة الملايين من الناس في السودان معرضة للخطر حيث ينظر العالم بعيدا عن الاحتياجات الإنسانية الهائلة التي تواجه الدولة التي مزقتها الحرب، بحسب ما ذكرت إذاعة "صوت أمريكا".
ولقد عانى السودان من عام من الحرب، والتي تتفق الوكالات الإنسانية على أنها تسبب واحدة من أسوأ الكوارث التي من صنع الإنسان في العالم. وقالت منظمة الصحة العالمية إن: "الحرب كانت لها تكلفة بشرية مذهلة،" مع أكثر من 15000 حالة وفاة، بالإضافة إلي إصابة ما يقدر بنحو 33000 شخص.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، للصحفيين في جنيف، "من المرجح أن يكون عدد الضحايا المبلغ عنهم أقل من الواقع."
وأضاف ليندماير: "نتوقع أيضا أن يكون هناك المزيد من الوفيات بين جميع السكان بسبب النزوح وتفشي الأمراض وعدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية، والاحتياجات الصحية للأمهات وحديثي الولادة، وعدم القدرة علي الوصول إلى الغذاء والماء."
ووفقا لتقرير جديد صادر عن المنظمة الدولية للهجرة، يجبر 20000 شخصا، نصفهم من الأطفال، على الفرار من منازلهم في السودان كل يوم.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنه منذ اندلاع الحرب قبل عام في 15 أبريل، نزح أكثر من 8.6 مليون شخص، حوالي 6.6 مليون داخل السودان و 1.8 مليون كلاجئين في الدول المجاورة.
وقالت إيمي بوب المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إن: "السودان يسير على طريق سريع بشكل مأساوي ليصبح أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم منذ عقود، والصراع الذي اجتاح البلاد يخلق ضغوطا في جميع أنحاء المنطقة."
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن السودان قد يصبح قريبا واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم لأن ما يقرب من 18 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد و 5 ملايين آخرين على شفا المجاعة.
ومع ذلك، قال ليندماير: "هذا ليس سوى قمة جبل الجليد" لوضع يائس بشكل متزايد.
وأضاف: "الوقت ينفد. بدون وقف القتال ووجود عوائق لإيصال المساعدات الإنسانية، ستزداد أزمة السودان سوءا بشكل كبير في الأشهر المقبلة ويمكن أن تؤثر على المنطقة بأكملها."
وتابع: "إن وصول الجهات الفاعلة في المجال الإنساني محدود بشكل خاص. لا يمكن الوصول إلى نصف الولايات من داخل السودان. لا يمكن الوصول إلى دارفور وكردفان وهما منعزلتان عن المساعدات الإنسانية ".
وقال أوزان أجباس مدير عمليات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان: "كان الوضع في السودان هشا للغاية بالفعل قبل الحرب، وأصبح الآن كارثيا."
وأضاف، في بيان، "في العديد من المناطق التي بدأت فيها منظمة أطباء بلا حدود أنشطة طارئة لم نشهد عودة المنظمات الإنسانية الدولية التي تم إجلاؤها في البداية في أبريل."
واتهمت منظمة أطباء بلا حدود، العالم بـ"غض الطرف عن منع وصول المساعدات الإنسانية،" مما يعرض ملايين الأشخاص للخطر.
وبالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للصراع في السودان، حث الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الأطراف المتحاربة على دعم وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات "من أجل الإنسانية، ومن أجل الناس والأطفال الذين يعانون."
وفي حديثه في مدينة مومباسا بكينيا، أشار رئيس وفد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فريد عبد القادر، إلي الخسائر الهائلة التي ألحقتها الحرب بحياة الشعب السوداني وسبل عيشه، حيث قال إن الصراع حطم النسيج الأساسي للحياة اليومية في جميع أنحاء السودان وأن النظام الصحي في البلاد قد انهار وغير قادر على رعاية السكان.
وأضاف: "تم تدمير البنية التحتية الحيوية، وفقد المهنيون في جميع القطاعات كل شيء. في حين أن أكثر من 700000 طفلا معرضون لخطر سوء التغذية،" لافتا إلي إن: "العواقب الإنسانية للصراع وخيمة ".
وأصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريرا يقيم فيه الآثار الاجتماعية والاقتصادية للصراع المسلح على المجتمعات الريفية.
وشمل التقرير أكثر من 4500 أسرة ريفية في جميع أنحاء السودان، ووجد أن البلاد تواجه أزمة أمن غذائي متسارعة.
وبحسب التقرير، فإن سلاسل الإنتاج والتوريد الغذائية "تعطلت بسبب الحرب المستمرة"، وحذر من "توقع حدوث مجاعة في السودان في عام 2024"، لا سيما في ولايتي الخرطوم والجزيرة وفي منطقتي دارفور وكردفان.