على طريق أسيوط سوهاج الزراعي، وبين ضجيج المركبات وصراخ الإطارات، كانت مأساة على وشك الحدوث، حادث تصادم مروع خلف ضحايا وأضرار مادية جسيمة.
ولكن وسط هذا المشهد المأساوي، لمعت شمس البطولة والإنسانية، تجسدت في شخصين من أبطال هيئة الإسعاف المصرية بمحافظة سوهاج.
المسعف عصام علي محمد رضوان والسائق أحمد محمد محمود عبد القادر، العاملان على السيارة رقم 2198 بهيئة الإسعاف تمركز نقطة إسعاف قرية شطورة، وصلوا إلى مكان الحادث مسرعين، حاملين معهما أمل النجاة للمصابين.
وبينما كانا يقومان بواجبهم الإنساني في إسعاف المصابين ونقلهم للمستشفى، لفت انتباههما وجود كمية من المشغولات الذهبية تقدر قيمتها بأكثر من 250 ألف جنيه مصري، ملقاة على الأرض بالقرب من حطام الحادث.
لم تسيطر عليهما مشاعر الطمع أو الجشع، بل تغلب عليهما الواجب والأمانة، فقررا على الفور تسليم هذه المتعلقات لأهل المصابين.
وبحضور مشرف القطاع على شحاتة، تم تسليم المشغولات الذهبية، وعدد من المتعلقات الشخصية للمصابين، داخل مركز شرطة طهطا على محضر تسليم أمانات.
رفض المسعفان عصام وأحمد أي مبالغ مالية مقابل أمانتهم، معللين ذلك بأن هذا هو واجبهما وصميم عملهما، وإبراء للقسم الذي اقسماه بالحفاظ على أرواح وممتلكات المصابين والمتوفين في الحوادث.
ففي خضم الأزمات والمآسي، لا تزال هناك قلوب تنبض بالإنسانية والبطولة، ترفع راية الخير والعطاء، لتثبت أن قيم الشرف والأمانة والإخلاص هي أساس راسخ في المجتمع المصري.
قصة عظيمة تروى على طريق أسيوط سوهاج الزراعي، تلهمنا جميعا بأن البطولة الحقيقية لا تكمن في القوة الجسدية أو المهارات الفائقة، بل تكمن في صفاء القلوب وطهارة النفوس، وفي التمسك بالقيم الإنسانية النبيلة.
إن قصة عصام وأحمد تعد سطرا مضيئا في سجل بطولات رجال الإسعاف المصري، الذين يقدمون تضحيات جساما في سبيل إنقاذ الأرواح، وحماية ممتلكات المواطنين، مثبتين أنه مهما قست الظروف، تبقى القيم الإنسانية هي البوصلة التي ترشدهم نحو الخير.