الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

واشنطن بوست: محادثات وقف الحرب في غزة تصل مجددًا إلى مرحلة حرجة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نشرت صحيفة «واشنطن بوست»، الأربعاء الماضى، تقريرًا سلطت فيه الضوء على المحادثات الجارية فى القاهرة بشأن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، حيث تتجه الأنظار مجددًا نحو هذه الجهود فى ظل تزايد التقارير التى تشير إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق محتمل، ولكنها أفادت بأن الاهتمام حول هذه المحادثات قد يأخذ مسارا حرجًا بسبب تصاعد التوترات فى هذه المرحلة، حيث تَظهَر التسريبات المتضاربة من الأطراف المعنية، مما يعقّد فهم الوضع، بينما تتوالى الإشارات المتباينة بين الأمل والتقييمات السلبية.

ويشير التقرير أيضًا إلى التصريحات التى تؤكد أن النقاط الرئيسية للاتفاق تمت تسويتها بالفعل بشكل كبير، فى حين أكد وزير خارجية الاحتلال، إسرائيل كاتس، الإثنين الماضى، أن المفاوضات وصلت إلى مرحلة «حرجة»، كما أعربت حركة حماس عن رفضها للشروط المطروحة فى المحادثات ووصفتها بأنها «غير جديدة»، مع تعهداتها بالنظر فى المقترحات المُطروحة بموضوعية.

تشير التحليلات الأخيرة للخبراء إلى تغير الديناميات فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، حيث يتزايد الضغط على إسرائيل بشكل ملحوظ، خاصة فى ظل نفاد صبر واشنطن من اقتراب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من نقطة الانهيار مع تصاعد الغضب الداخلى فى إسرائيل.

فى ٢٥ مارس، اتخذت الولايات المتحدة خطوة جديدة بالتماشى مع هذا السياق، حيث سمحت لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإصدار قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار فى غزة، وهو خطوة لافتة نظرًا للدعم التقليدى الذى تلقته إسرائيل من الولايات المتحدة.

وفى أسبوع لاحق، نفذت القوات الإسرائيلية جريمة جديدة حين قتلت سبعة من العاملين فى المجال الإنسانى فى المطبخ المركزى العالمى، مما أثار موجة جديدة من الانتقادات والإدانات.

وفى إسرائيل، تصاعدت موجات الغضب والاحتجاجات ضد الحكومة ورئيس الوزراء، سواء من قبل عائلات المحتجزين أو من قبل الحركة الديمقراطية الإسرائيلية، حيث خرجت احتجاجات ضخمة تطالب بتغييرات جذرية.

وفى هذا السياق، دعا زعيم المعارضة بينى جانتس، الذى بات بديلًا شعبيًا محتملًا لنتنياهو، إلى إجراء انتخابات فى نوفمبر، ما يعكس حجم الضغط الذى تواجهه الحكومة الحالية.

مصدر إسرائيلى مطلع على المداولات، أفاد لـ «واشنطن بوست» بأن الضغط المتزايد على البلاد قد بدأ يؤثر على السياسات والتفكير داخل مكتب نتنياهو.

تسلط الصحيفة الأمريكية الضوء على تحولات جديدة فى الديناميات السياسية بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكى جو بايدن خلال فترة الحرب فى غزة، حيث يتضح أن المواجهة بينهما بدأت تؤثر على سياسات تقديم المساعدات الإنسانية، وقد تؤدى إلى نتائج غير متوقعة.

وتشير التقارير إلى أن الغضب المتزايد داخل إسرائيل بسبب مصير أكثر من ١٠٠ محتجز لدى حماس يعد عاملًا مهمًا فى تغيير الديناميكية السياسية.

وفى سياق المداولات السرية، أشار مصدر إسرائيلى مطلع إلى أن هناك تحركات ملموسة نحو التوصل إلى اتفاق، حيث تشير جميع الدلائل إلى وجود دافع قوى للجانبين للتوصل إلى حلول.

وفى هذا السياق، يبدو أن نتنياهو بات فى حاجة ملحة لتحقيق إنجاز كبير من خلال التوصل إلى اتفاق سريع.

وترجو إسرائيل أن يكون ذلك الاتفاق خطوة إيجابية تعكس التغييرات السياسية المتوقعة وتسهم فى تعزيز موقع نتنياهو فى الساحة السياسية، بحسب ما ذكرت الصحيفة.

ويرصد التقرير التحولات الواضحة على أرض الواقع فى قطاع غزة، حيث وعدت إسرائيل قبل أكثر من أسبوع، بفتح معبر جديد لنقل المساعدات إلى شمال القطاع، وسحبت معظم قواتها من الجنوب، بزعم أن هذا الانسحاب جزء من استراتيجية تخطيطية لتأمين العمليات المستقبلية، بما فى ذلك العمليات ضد حماس فى منطقة رفح - التى تعتبر المعقل الأخير لحركة حماس، حيث يلجأ أكثر من مليون مدنى.

واعتُبر هذا الانسحاب، الذى تراجعت فيه القوات الإسرائيلية باستثناء بضعة آلاف على طول الممر الشرقى الغربى الفاصل بين إسرائيل والقطاع، تنازلًا مهمًا قبل بدء المفاوضات، وفقًا لتصورات واسعة النطاق فى الأوساط المحلية.

وفى سياق متصل، وُفِّر للمفاوضين الإسرائيليين تفويض واسع النطاق الأسبوع الماضى للتوصل إلى اتفاق، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام المحلية، حيث أبدى كبار المسؤولين تفاؤلًا غير مسبوق بشأن احتمالية تحقيق تقدم فى المفاوضات.

وقد أشار مايكل هورويتز من شركة لو بيك إنترناشيونال الأمنية إلى أن عودة الفلسطينيين إلى الشمال تُعتبر نقطة تحول حساسة، مُشددًا على أنها تمثل حلًا وسطيًا هامًا فى هذه المرحلة.

وأكد وزير خارجية الاحتلال، يسرائيل كاتس، أن الوضع الحالى يمثل أقرب فرصة للتوصل إلى اتفاق منذ الاتفاق الأول الذى تم التوصل إليه فى نوفمبر، والذى شهد إطلاق سراح ١٠٥ محتجزين إسرائيليين ومواطنين أجانب مقابل ٢٤٠ أسيرًا فلسطينيًا فى السجون الإسرائيلية.

وأكد كاتس، فى تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلى، أنه فى حال نجاح المفاوضات، فمن المتوقع عودة عدد كبير من المحتجزين إلى ديارهم، مشيرًا إلى أن هذه العملية ستتم على مراحل.

وقال مفاوض إسرائيلى (لم يفصح عن اسمه) إنه تم التوصل إلى تقدم كبير فى المحادثات فى القاهرة مساء الاثنين الماضى، وفقًا لتقرير من قناة ١٣ الإسرائيلية، مما يشير إلى استعداد المفاوضين للمساومة على سحب المزيد من القوات والسماح للمدنيين بالعودة إلى منازلهم فى الشمال.

وفى كلمة ألقاها أمام الجنود فى قاعدة عسكرية، أكد وزير الدفاع الإسرائيلى، يوآف جالانت، استعداد إسرائيل لاتخاذ قرارات صعبة من أجل استعادة المحتجزين، معبرًا عن ثقته فى أنهم وصلوا إلى نقطة مهمة تسهم فى التوصل إلى اتفاق.

وفى هذا السياق، أشارت «واشنطن بوست» إلى وجود قوى تعمل على عرقلة التوصل إلى اتفاق، حيث أوضح حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف أن وقف إطلاق النار يمكن أن يهدد استقرار ائتلافه الحاكم، مما يجعل قبضته على السلطة فى خطر.

وأبرزت الصحيفة تصريحات وزير الأمن القومى الإسرائيلى، إيتامار بن جفير، التى أكد فيها أن وقف الحرب دون تحقيق نتائج فى رفح قد يضعف موقف نتنياهو كرئيس للوزراء.

وتبذل الولايات المتحدة جهودًا للضغط على الجانبين لتجاوز العقبات التى تحول دون التوصل إلى اتفاق، حيث يرى محللون عسكريون أن انسحاب فرقة الكوماندوز الإسرائيلية من خان يونس قد يفتح الباب أمام قطر ومصر للضغط على حماس من أجل التنازلات.