الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"كعك الورقة" ذو الأصل الأندلسي يزين المائدة التونسية في عيد الفطر

 كعك الورقة
كعك الورقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لكل دولة عادات وتقاليد مختلفة في الاحتفال بالأعياد، وتتميز عن غيرها في بعض الأشياء من حيث مظاهر الاحتفال أو الأكلات المقدمة في العيد، فيطغى الطابع الأندلسي على عيد الفطر في تونس. 

فالعيد في تونس، يتم الاستعداد له بأغلب المنازل منذ منتصف رمضان عن طريق إعداد الحلويات التقليدية التي تقدم خلال الزيارات العائلية التي تحرص عليها الأسر.

وفي مقدمتها حلوى النسري أو كعك الورقة ذات الأصل الأندلسي التي تتميز بأشكالها الدائرية البيضاء الناعمة التي تزين مائدة عيد الفطر في تونس؛ حيث تصنع من الدقيق والسكر واللوز والزبدة وتسقى بماء النسري الذي تشتهر بيه مدينة زغوان والتي تتميز به تلك المحافظة، وفي حالة عدم توافر ماء النسري يتم استبداله بماء الزهر أو الورد.
ويعود أصل كعك الورقة إلى العائلات الأندلسية التي هاجرت إلى تونس إبان الحكم الاسباني، فقد عمدت النساء إلى تخبئة مجوهراتهن وأموالهن وصكوك منازلهن في الكعك بدلا من حشوه باللوز، وبذلك استطاعوا تهريب كل ماهو ثمين حتى لا يتفطن إليها الأسبان.

ومن حلوى عيد الفطر "الغريبة" التي يفضلها الكثير لسهولة هضمها عن الكعك، تختلف الغريبة المصري عن التونسي، بداية من الاسم وحتى طريقة الصنع، فالغريبة التونسي يطلق عليها "غريبة الحمص" التي يتم إعدادها بخلط مسحوق الحمص مع السكر مع إضافة الزبدة للحصول على عجينة متماسكة، تترك قليلا وتقطع على شكل أصابع صغيرة في حجمها أو أشكال مربعات صغيرة توضع في الفرن حتى تنضج وتزين بالفستق واللوز.

كما تعد بعض العائلات التونسية "البقلاوة " لتكلفتها العالية ويلجأ البعض منهم لشرائها، وتختلف أسعارها وفقا لنوعية المكونات الخاصة بها، فبقلاوة اللوز يختلف سعرها عن بقلاوة الفستق والصنوبر.
وتروي الكاتبة التونسية الدكتورة نور الذوادي لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الكعك من أهم مظاهر عيد الفطر فلا يخلو بيت سواء غني أو فقير من كعك الورقة أو غريبة (الحمص - الذرة) والبقلاوة، فيقومون بصنعها في المنزل في آخر أسبوع في رمضان ولكن يتم تسويته في الأفران.

ومن أشهر عادات الأكل التي تختص المدن التونسية في عيد الفطر "الشرمولة" التي تشتهر بها مدينة "صفاقس" التي تشبه "الرنجة والفسيخ" في مصر، يعود أصلها إلى اليونان وهي عبارة عن سمك مجفف ومالح يطبخ مع الزبيب ومكونات أخرى، ويقول خبراء التغذية إن هذه الأكلة المميزة التي يختلط فيها المالح بالحلو أكلة صحية ومفيدة.

أما في الجنوب فالعصيدة والمعقود بالقرع الأحمر هي أكلات العيد المميزة التي تعد من الدقيق ومرق بالقرع الأحمر مضاف إليها اللحم، أما في المدن القبلية فتعد الملوخية هي أفضل أكلات العيد التي يتم تجفيف أوراقها وطحنها وقليها بقليل من زيت الزيتون وثيضاف إليها الثوم والتوابل الأخرى، بينما تحتفل المدن الساحلية التونسية بالعيد بمرقة البطاطا "البطاطس" التي تطهى إما بالدجاج أو اللحم أو العلوش "لحم الضأن".

وقالت نادية أولهازي مهندسة كمبيوتر إن العيد في تونس يقتصر على تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء، مشيرة إلى أن أجواء الأعياد في بلادها مختلفة عن مصر فلا يوجد تجمعات أمام دور السينما، لافتا إلى أن المتنزهات يخرج إليها العائلات التي بها أطفال.

ومن العادات المتوارثة منح الأطفال يوم عيد الفطر "العيدية" ويطلق عليها التونسيون "المهبة " التي تدخل البهجة إلى قلوبهم، كما يحرص الخاطب على إهداء خطيبته بمناسبة العيد هدية (غالبا تكون ذهبا)، وهي عادة متوارثة، وتعرف باسم "الموسم" وكانت في الماضي بمثابة الهبة وعربون محبة وسعيا من الشاب لإرضاء الخطيبة، وكسب ود أهلها ولكنها أصبحت اليوم "إلزامية ولا تتنازل عنها الخطيبات".

ويتربع على عرش العادات التونسية عادة "حق الملح" التي تتمسك بها النساء والفتيات لأنها تعبر عن الثناء على جهودهن في الطبخ وإعداد موائد الإفطار طيلة شهر رمضان.

ويرتبط أصل تسمية هذه العادة التونسية الشهيرة باضطرار الزوجة أحيانا عند إعدادها الطعام لأسرتها خلال شهر رمضان إلى تذوق الأكل دون ابتلاعه، للتأكد من اعتدال ملوحته قبل تقديمه.

وتتمثل العادة في تقديم هدية قيمة للمرأة التي أطعمت العائلة في شهر الصيام، وتكون غالبا قطعة من الذهب يهديها رب الأسرة لها صباح العيد، حيث تقتضي أن تقدم الزوجة طبق الحلويات وفنجان القهوة لرب الأسرة بعد عودته من صلاة العيد، على ألا يرجعه فارغا، بل يضع فيه خاتما أو سوارا أو مبلغا من النقود، هدية منه للزوجة أو الأم التي أطعمت العائلة في الشهر الكريم.