الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

بسبب دعمها لإسرائيل.. اتهامات لألمانيا بالتورط فى جرائم إبادة جماعية بغزة

جانب من الأوضاع الإنسانية
جانب من الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى خطوة قانونية تأتى مع تصاعد التوترات، دخلت نيكاراجوا فى سجال أمام محكمة العدل الدولية مع ألمانيا، متهمة إياها بالمساعدة فى جرائم إبادة جماعية فى قطاع غزة من خلال بيع الأسلحة لإسرائيل.

صحيفة "الجارديان" البريطانية سلطت الضوء على القضية التى رفعتها نيكاراجوا ضد ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية فى لاهاي، هذا الأسبوع، مشيرة إلى أنها تشكل مثالا قويًا على التأثير السياسى غير المسبوق الذى يخلفه الصراع فى غزة فى مختلف أنحاء العالم.

وقالت الصحيفة البريطانية إن الصراع أدى إلى حدوث انقسام بين الشمال والجنوب العالميين، بطريقة لم نشهدها من قبل.

وذكرت الصحيفة بقول المستشار الألمانى أولاف شولتس بعد ٧ أكتوبر ٢٠٢٣: “لا يوجد سوى مكان واحد لألمانيا إلى جانب إسرائيل”، مؤكدا: أنها مهمة دائمة بالنسبة لنا أن ندافع عن أمن دولة إسرائيل".

وتوقفت الصحيفة عند التناقض الحاصل فى اعتبار ألمانيا نفسها صوتا عالميا لحقوق الإنسان، واستمرارها فى بيع الأسلحة لـ"إسرائيل"، وإسكاتها المواطنين الذين أدانوا الهجوم الصهيوني، وبينهم يهود.

ورأت الصحيفة أن الطعن الذى تقدمت به نيكاراجوا يضع هذا الأمر فى منظور واحد، مشيرة إلى أن دعم ألمانيا الذى لا جدال فيه لـ"إسرائيل" وأصبح من الصعب على نحو متزايد أن يستمر.

واعتبرت الصحيفة أن قضية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية فى يناير الماضي، تحدت أحد المحظورات من خلال اتهام “إسرائيل” بالتحريض على الإبادة الجماعية أو ارتكابها، وهذا الأسبوع، تتحدى نيكاراجوا محظورا آخر من خلال الإشارة إلى أن ألمانيا، التى تقوم هويتها على تحمل المسئولية عن الإبادة الجماعية السابقة، تمهد الآن الطريق للجريمة نفسها.

وتناولت "الجارديان" استطلاعات الرأى الألمانية بشكل كبير على نحو لا يستطيع أى سياسى أن يتجاهله. وتضاعفت نسبة منتقدى الهجوم على غزة لتصل إلى ٦٩٪. وقد انهار التأييد لسلوك إسرائيل فى الحرب إلى ١٨٪ فقط. ويعتقد ما يقرب من تسعة من كل ١٠ ألمان الآن أنه يجب ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل. وبدت وزيرة خارجية حزب الخضر الألماني، أنالينا بيربوك، متنفذة الصبر عندما قالت إن المساعدات يجب أن تصل فورا إلى غزة "دون مزيد من الأعذار".

وبدأ الديمقراطى الاشتراكى شولتز يبدو منتقدا أيضا، عندما تساءل خلال زيارة قام بها إلى إسرائيل الشهر الماضي: "بغض النظر عن مدى أهمية الهدف، فهل يمكن أن يبرر مثل هذه التكاليف الباهظة للغاية؟ أم أن هناك طرقا أخرى لتحقيق هدفك؟ رفع محامون ألمان دعوى تطالب ألمانيا بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

وتواجه بريطانيا وحكومات أخرى نفس الضغوط، فى حين وجدت محكمة هولندية أن هناك "خطرا واضحا" يتمثل فى إمكانية استخدام أجزاء طائرات F-٣٥ المصدرة فى انتهاكات القانون الإنسانى الدولي.

وأقرت الصحيفة بأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو قضية خاسرة فى ما يتعلق بإنفاذ حقوق الإنسان، بسبب عقلية النقض المستمرة التى تمارسها الولايات المتحدة، ولذلك فإن محكمة العدل الدولية أصبحت مكانا يمكن ممارسة الضغط فيه.

وأوضحت الصحيفة أن بعض هذا الضغط يقع على "إسرائيل" نفسها، ولكن الحكومات المعرضة للخطر بشكل خاص، هى تلك الحكومات العالقة بين المطرقة والسندان قضائيا، فهى مترددة فى الدخول فى جدال مع “إسرائيل”، وحريصة بالقدر نفسه على عدم الدخول فى معارك مع المحكمة الدولية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن القضايا الثلاث المعروضة على المحكمة فى لاهاي، وبينها قضية نيكاراجوا، هى بمثابة تذكير بأن قواعد الجغرافيا السياسية قد تغيرت.

وختمت الصحيفة بأن الحكومات الغربية كانت واثقة دائما من قدرتها على حماية أصدقائها، بغض النظر عن الجرائم التى ارتكبوها، و”كما تذكرنا جلسات الاستماع هذا الأسبوع، فقد ولت تلك الأيام".