الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

"فلسفة القوة" محور اللقاء الأسبوعي لبابا الفاتيكان

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ترأس البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، لقاءه الأسبوعي العام  “لقاء الأربعاء ”، في ساحة القديس بطرس.

وتحدث البابا فرنسيس حسب ما نشرته الصفحة الرسمية للفاتيكان بالعربية، اليوم، عن فضيلة القوة، وقام بتعريف هذه الفضيلة الرئيسة الثالثة حسب التعليم المسيحي الكنيسة الكاثوليكية والذي يذكر أن القوة هي "الفضيلة الأخلاقية التي تؤمِّن، في المصاعب، الثبات والصمود في السعي على الخير. إنها تًثَبِّت العزم على مقاومة التجارب والسيطرة على العقبات في الحياة الأخلاقية. فضيلة القوة تُمَكن من التغلب على الخوف، حتى الخوف من الموت، ومواجهة المحن والاضطهادات".

وأضاف البابا فرنسيس، بان هذه الفضيلة الأكثر كفاحا مقارنة بالفضيلتين الرئيستين الأولى والثاني أي الفطنة العدل، فالأولى مرتبطة بفكر الإنسان والثانية بإرادته، الفكر القديم لم يكن يتخيل الإنسان بدون شغف، وإلا فسيكون كالحجر، إلا أن الشغف ليس بالضرورة من بقايا خطيئة، ولكن يجب تربيته وتوجيهه وتطهيره بماء المعمودية، أو بالأحرى بنار الروح القدس. وتوقف قداسة البابا في حديثه عند يسوع فقال إنه ليس إلها يجهل المشاعر الإنسانية بل على العكس، فقد بكى أمام موت صديقه اليعازر، كما ويَظهر شغفه في بعض كلماته. وأعطى قداسته مثلا كلمات يسوع "جِئتُ لأُلِقيَ على الأَرضِ نارًا، وما أَشدَّ رَغْبَتي أَن تَكونَ قدِ اشتَعَلَت" (لوقا ١٢، ٤٩). كما وذكَّر البابا بقوة فعل يسوع حين دخل الهيكل وطرد مَن يبيعون ويشترون فيه ( متى ٢١، ١٢-١٣).  

وواصل قداسة البابا تعليمه متأملا في معنى هه الفضيلة الهامة، فأشار إلى أن الفلاسفة اليونانيين واللاهوتيين المسيحيين قد ميزوا مسارَين للقوة، أحدهما سلبي والثاني فاعل، أن الأول موجه إلى دواخلنا حيث هناك أعداء داخليون علينا أن نهزمهم، وتحدث هنا عن الاضطراب والقلق والخوف والشعور بالذنب، قوى تتحرك في أعماقنا وتشلنا في بعض الحالات. 

وتابع البابا فرنسيس: الكثير من المكافحين الذين يُهزمون حتى قبل أن يبدأ التحدي، والقوة هي في المقام الأول انتصار على أنفسنا.
 وقال: الجزء الأكبر من المخاوف التي تولد فينا هو غير واقعي، أمور لا تحدث، ومن الأفضل بالتالي التضرع إلى الروح القدس ومواجهة كل شيء بقوة صبورة، مشكلة تلو الأخرى، ولكن لا بمفردنا، فالرب هو معنا في حال أوكلنا إليه أنفسنا وكنا نسعى بصدق إلى الخير، يمكننا دائما الاعتماد على العناية الإلهية التي تصبح درعا بالنسبة لنا، قال قداسته.

ثم تحدث قداسة البابا عن المسار الآخر لفضيلة القوة، عن حركة أكثر فاعلية، وتابع أنه وإلى جانب الاختبارات الداخلية هنالك أعداء خارجيون، أي تجارب الحياة والاضطهادات والمصاعب غير المتوقَعة والتي تفاجئنا. وقال الأب الأقدس في هذا السياق إننا قد نحاول توقع ما سيحدث لنا ولكن الواقع في الغالب يتألف من أحداث غير متوقَّعة. وفي هذا البحر، تابع البابا فرنسيس، قد يحدث أن تؤرجح الأمواج مركبنا، وهكذا فإن القوة تجعلنا بحارة أقوياء، لا نفزع ولا نيأس.

وواصل البابا فرنسيس الحديث عن القوة مذكرا بأنها فضيلة رئيسة وذلك لأنها تتعامل بشكل جدي مع تحدي الشر في العالم، وأضاف أن هناك مَن تصرف وكأنه ما من وجود لهذا التحدي وكأن كل شيء يسير على ما يرام، كأن الرغبة البشرية لا تكون أحيانا عمياء أو أنه ليست هناك في التاريخ قوى مظلمة تحمل الموت. ولمن يكفي تصفُّح كتاب التاريخ أو مجرد الجرائد، قال البابا فرنسيس، لنكتشف الفظائع التي نحن ضحاياها ولكن أيضا أبطالها بعض الشيء، مثل الحروب والعنف، الاستعباد وقمع الفقراء، وجراح لم تلتئم لا تزال تنزف. وتابع الأب الأقدس أن فضيلة القوة تجعلنا نتجاوب صارخين بـ "لا" قاطعة لكل هذا.  

وحث البابا فرنسيس عن شعور أحيانا بحنين إلى الأنبياء، حسبما قال قداسته، وذلك بشكل خاص في الغرب حيث هناك تركيز على تنمية عضوية ليست في حاجة إلى كفاح لأن كل الأمور تبدو متشابهة. وأضاف الأب الأقدس أننا في حاجة إلى من يزيحنا عن المكان المريح الذي نستلقي فيه ويجعلنا نكرر بحزم كلمة "لا" للشر ولكل ما يؤدي إلى اللامبالاة. 

واختتم البابا فرنسيس بالتالي: لا للمبالاة، نعم لمسيرة تجعلنا نتقدم، ما يتطلب الكفاح. ودعا إلى أن نكتشف مجددا قوة يسوع وأن نتعلم من شهادات القديسين.

هذا وقال قداسة البابا عقب انتهائه من تعليمه الأسبوعي وخلال تحيته المؤمنين إنه يتوجه بفكره إلى الشباب والمرضى والمسنين والمتزوجين حديثا راجيا أن يُنموا في قلوبهم نور إعلان الفصح المعزي والذي يدعو إلى ترسيخ الإيمان والرجاء في يسوع المصلوب والقائم من بين الأموات. كما وأكد البابا فرنسيس  توجهه بالفكر إلى أوكرانيا والأرض المقدسة، وتضرع كي يهبنا الرب السلام مشيرا إلى الحروب الكثيرة مذكِّرا أيضا بالأوضاع في ميانمار. دعا البابا بالتالي إلى طلب السلام من الرب وإلى عدم نسيان أخوتنا وأخواتنا الذين يعانون حيثما هناك حروب.