الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

كحك العيد 2024 ما بين الغلاء والرخص.. "شعبة المخابز" تؤكد اختلاف أسعار الكحك مقارنة بالعام الماضي.. وتوضح اختلاف ثقافة الشراء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أسعار كحك العيد فى المخابز الشعبية تتراوح ما بين ١٢٠ إلى ١٨٠ جنيهًا
"عامل بأحد المخابز": «أسعار الكحك فى الأفران منخفضة مقارنةً بأسعارها فى المحلات المعروفة"
"صاحب مخبز": "أسعار المواد الخام انخفضت بنسبة بسيطة وسعر الكعك مناسب للمواطنين"
اقتصادي: الدولة تحقق التوازن الاقتصادى وتوفر كل السلع الغذائية بأسعار مخفضة مقارنةً بالأسواق


«جاب الله» يطالب المستهلك بالترشيد خلال عمليات الشراء لكحك العيد
«التموين» تطرح المنتجات بتخفيض يصل لـ 25% مقارنةً بالأسواق المحلية.. والكعك والبسكويت بـ 150 جنيهًا  «الزراعة»: 220 جنيهًا لسعر كيلو الكعك و160 جنيهًا للبسكويت


«الإدريسي» يؤكد نسب الإقبال على شراء كحك العيد متوسطة
«الكحك».. صناعة فرعونية مصرية.. انتشرت فى عهد الفاطميين
 

«العيد فرحة»، تلك الأغنية الشهيرة التى يبدأ المصريون فى تشغيلها وسماعها باستمرار بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، ومع حلول عيد الفطر المبارك، الذى يحتفلون به ببهجة وسرور، والاستعداد له ببعض الأمور المعتادة أهمها شراء حلوى العيد لتناولها خلال أيام العيد، كمظهر من مظاهر الاحتفال كما هو معتاد سنويًا.
نتيجة الظروف الاقتصادية الراهنة، وموجة غلاء الأسعار التى شهدتها الأسواق للسلع والمنتجات الغذائية خلال الفترة الأخيرة، وتدخل الحكومة بعدد من الإجراءات والقرارات الهامة لخفض الأسعار وضبط الأسواق، تغيرت ثقافة الشراء لدى الأسرة المصرية، وأصبحت تلجأ إلى شراء احتياجاتها الأساسية بما يتناسب مع دخلها الشهري.
 

 


«البوابة» ترصد أسعار كحك العيد فى بعض المحال الشهيرة.. تتراوح ما بين 250 إلى 390 جنيهًا والبسكويت بين 200 إلى 450 جنيهًا


تسعى كل الأسر المصرية لشراء حلوى العيد بما يتناسب مع دخلها وإمكانياتها المادية، احتفالًا بعيد الفطر المبارك وإدخال الفرحة على قلوب الأطفال والكبار أيضًا، وتتمثل حلوى العيد سنويًا فى الأصناف التالية: «الكحك- البسكويت- بيتى فور- غريبة» وغيرها، والتى تختلف أسعارها من مكان لآخر.
إلا أن الدولة توفر سنويًا احتياجات المواطنين الغذائية المختلفة بأسعار مخفضة مقارنةً بالسوق المحلي، من خلال المنافذ الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين أو منافذ وزارة الزراعة وغيرها.

١٥٠ جنيهًا لكيلو الكعك السادة والبسكويت بمنافذ "التموين"

 


طرحت وزارة التموين والتجارة الداخلية «كحك العيد»، عبر منافذ الشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى، وفروع شركات المجمعات الاستهلاكية، وفروع الشركات التابعة، بأسعار مخفضة تتراوح بين ٢٠ و٢٥٪، مقارنةً بأسعارها داخل الأسواق، حيث تصل عدد المنافذ إلى ١٥ منفذًا بالقاهرة والجيزة، كما يتم منح نسبة خصم تصل لـ ١٠٪ لطلبات الجملة، الخاصة بتعاقد الشركات والمؤسسات.
وصل سعر علبة بسكويت نشادر بسعر ١٥٠ جنيها، وكعك سادة بسعر ١٥٠ جنيها، وكعك ملبن بسعر ١٤٠ جنيها، وكعك مكسرات بسعر ٢١٠ جنيهات، وغريبة سادة بـ ١٦٠ جنيها للكيلو، وغريبة لوز بـ ٢٠٠ جنيه، وبيتى فور عادى بسعر ١٧٠ جنيها، وبيتى فور لوكس بسعر ٢٠٠ جنيه، وبيتى فور سابليه بسعر ٢٠٠ جنيه، وكوكيز بسعر ١٧٠ جنيها.

٢٢٠ جنيه سعر كيلو الكعك و١٦٠ للبسكويت فى منافذ وزارة الزراعة
فى منافذ وزارة الزراعة فى مختلف محافظات الجمهورية، يتم توفير الكعك والبسكويت بأسعار مميزة، حيث يصل سعر كيلو الكعك السادة ٢٢٠ جنيها، وسعر كيلو الكعك بالمسكرات أو الملبن أو العجوة ٢٥٠ جنيهًا، وسعر كيلو الكعك المشكل بالمكسرات ٣٥٠ جنيهًا، وسعر كيلو البيتى فور المشكل ٢٠٠ جنيه، وسعر كيلو البسكويت النشادر ١٦٠ جنيهًا، وسعر كيلو البسكويت اللوكس ١٨٠ جنيهًا، وسعر كيلو الغريبة السادة ١٨٠ جنيهًا، وسعر كيلو الغريبة بالمكسرات ٢٢٠ جنيهًا.

ثقافة الاحتفال والشراء


بدوره؛ يقول الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن متوسط حجم إنفاق المواطنين فى السنوات الماضية كان يتجاوز ٢ مليار جنيه لتجهيز كعك العيد، ولكن هذا العام يشهد العالم أجمع ظروفا اقتصادية صعبة من ارتفاع نسب التضخم عالميًا.
ويشير "عامر"، إلى أن شراء حلوى العيد بأنواعها المختلفة «الكعك والبسكويت» وغيرها من العادات الثابتة للمصريين بحلول عيد الفطر المبارك، والتى اعتادوا عليها منذ قرون طويلة، وأصبحت جزءا من ثقافة المصريين فى الاحتفال بالعيد كجزء من المناسبات الدينية.

نصف مليار جنيه حجم الإنفاق المتوقع لكعك العيد هذا العام


ويستكمل «عامر»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أنه فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية أجبر بعض المصريين على مستوى الجمهورية على تقليل حجم الإنفاق الخاص لكعك العيد خلال السنوات الأخيرة الماضية من خلال تخفيض الكميات التى كان يتم شراؤها سنويًا، نتيجة موجه الغلاء الموجودة حاليًا فى الأسواق، وسعى المواطنين لتلبية احتياجاتهم الأساسية بما يتناسب مع دخلهم الشهري.
ويتوقع "عامر"، أن يصل حجم الإنفاق هذا العام على كعك العيد بما لا يزيد على نصف مليار جنيه، حيث ستقل نسبة إنفاق كعك العيد بنسبة ٦٠٪ نتيجة ارتفاع الأسعار، وهذا الأمر لم يقلل أبدًا من تمسك المصريين بثقافة كعك العيد، باعتبارها جزءا من الثقافة الشعبية المصرية.
ويوضح، أن وزارة التموين توفر كعك العيد بأسعار منخفضة، ويأتى ذلك بناءً على دور الدولة فى تحقيق التوازن الاقتصادى فى ظل وجود الاقتصاد الحر، حيث توفر الوزارة ممثلة فى ١٩ شركة للصناعات الغذائية التى من بينها شركات تصنيع الكعك، هذه الحلوى وطرحها فى المنافذ بأسعار مخفضة حتى يتم تحقيق عملية التوازن الاقتصادى والدور الاجتماعى للدولة تجاه المواطنين خلال المناسبات الدينية التى اعتاد عليها المصريون، فإن الدولة تدعم المواطن وتعمل على توفير كافة السلع والمنتجات التى يحتاجها بأسعار مناسبة، وخاصةً خلال فترة المناسبات والأعياد.

التوعية بترشيد حجم الإنفاق


كما يوضح الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والإحصاء والتشريع، أن إنفاق المصريين على حلوى العيد وياميش رمضان أيضًا لا يكون بالضرورة أمرا سلبيا فى هذه الظروف الاستثنائية، ولكنها فى الظروف العادية تكون فرصة لتوفير فرص عمل داخل محال الحلويات وزيادة حركة البيع والشراء تصب بالإيجاب لصالح الاقتصاد المصري.
ويشير "جاب الله"، إلى أن الترشيد فى هذه الأمور فى ظل هذه الظروف العالمية ضرورى جدًا بحكم ارتفاع الأسعار، حيث يكون المواطنون مجبرين على الشراء بكميات منخفضة أو عدم الشراء من الأساس.

المنافذ الحكومية تضبط الأسواق


ويتابع «جاب الله»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن تقليل حجم الإنفاق على حلوى العيد يحتاج إلى الترشيد والتوعية للمواطنين، نتيجة الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة، مضيفًا أنه من المهم جدًا استجابة المواطنين للحملات التوعوية فى عمليات الشراء، حيث إن المنتجات الترفيهية مرتفعة السعر حاليًا، وبالتالى يجب على المستهلك أن يمتلك الوعى للبعد عن هذه الأمور خلال تلك الظروف، لافتًا إلى أن المنافذ الحكومية الرسمية توفر السلع بأسعار عادلة، وليست مدعمة لضبط الأسواق بما يمنع جشع التجار فى الأسواق المحلية.

أسعار تنافسية


ويؤكد الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن تواجد أسعار تنافسية لكعك العيد ما بين منافذ وزارتى التموين والتجارة الداخلية والزراعة والمحال المعروفة أمر جيد جدًا، حيث إن الأسعار المخفضة تخدم محدودى الدخل والطبقات الفقيرة فى ظل ارتفاع الأسعار بشكل عام، وبالأخص السلع الموسمية.

نسب إقبال متوسطة


ويواصل «الإدريسي»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن نسب الإقبال المتوقعة لشراء كعك العيد ستكون متوسطة، وليس إقبالا كبيرا بسبب الضغوط التضخمية التى يشهدها المواطنون فى الوقت الراهن.

يبدأ من ٢٥٠ جنيهًا سعر كيلو الكعك و٢٠٠ للبسكويت
على خلاف أسعار حلوى العيد فى منافذ وزارتى الزراعة والتموين والتجارة الداخلية، نجد أن أسعارها مختلفة تمامًا فى المحال الشهيرة بشكل ملحوظ، حيث رصدت «البوابة» أسعار الكعك والبسكويت وغيرها داخل بعض هذه المحلات.
يتراوح سعر كيلو الكعك السادة أو الملبن أو العجمية ما بين ٢٥٠ إلى ٣٩٠ جنيهًا، وسعر كيلو الكعك عين جمل ما بين ٢٩٠ إلى ٤٥٠ جنيهًا، وكعك فستق ما بين ٣٣٠ إلى ٦٥٠ جنيهًا.
أما عن أسعار البسكويت فى هذه المحال الشهيرة، وصل سعر كيلو البسكويت السادة والبرتقال والشوكولاتة وجوز الهند ما بين ٢٠٠ إلى ٤٥٠ جنيهًا، أما عن سعر الغريبة السادة والمكسرات ما بين ٢٨٠ إلى ٤٨٠ جنيهًا للكيلو، وعن أسعار بيتى فور سادة أو مكسرات فإن سعر الكيلو يتراوح ما بين ٣٠٠ إلى ٤٩٥ جنيهًا.
هناك علب «مشكل» لحلوى العيد تجمع كافة الأصناف «كعك- بسكويت- بيتى فور- غريبة» يتم توافرها داخل هذه المحال، ووصل سعر العلبة وزن كيلو مشكل ما بين ٢٣٠ إلى ٤٠٠ جنيه، والعلبة وزن ٢ كيلو ما بين ٤٨٠ إلى ٧٨٠ جنيهًا، والعلبة وزن ٣ كيلو وصل سعرها ما بين ٧٤٠ إلى ١١٤٠ جنيهًا، والعلبة وزن ٦ كيلو يصل سعرها ما بين ١٩٠٠ إلى ٣٢٠٠ جنيه.

ارتفاع الأسعار وعدم استقرارها


وبدوره، يقول خالد فكري، سكرتير عام شعبة المخابز بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار كعك العيد هذا العام تختلف كثيرًا عن أسعاره فى العام الماضي، وتشهد ارتفاعا بشكل ملحوظا، كما أن الأسعار غير مستقرة خلال هذه الفترة، وبالتالى فإنه من المتوقع أن تنخفض نسبة الشراء هذا العام، فإن الأسرة التى كانت تشترى بكميات كبيرة ستخفض من كمية شرائها هذا العام حسب نسبة استهلاكها بسبب هذه الظروف الاقتصادية التى لا تسمح بالشراء بنسب زائدة عن احتياجاتهم.

أسعار المواد الخام


ويستكمل «فكري»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن المواد الخام المستخدمة فى إعداد الكعك مثل الدقيق والسكر والسمن والخميرة وغيرها من مدخلات ومخرجات الكعك ارتفعت أسعارها بشكل كبير خلال هذه الفترة، بجانب زيادة أجور العمال داخل المصانع والمحال، وزيادة صيانة المعدات أيضًا، بما ساهم فى ارتفاع أسعار حلوى العيد للمواطنين هذا العام، والتى تختلف من مكان أو منطقة لأخرى.
ويوضح أن أسعار الدقيق لم تنخفض بالصورة التى يتخيلها البعض، فعلى سبيل المثال سعر كيلو الدقيق أصبح بـ ٣٢ جنيهًا بعد أن كان سعره ٣٤ جنيهًا، فضلًا عن زيادة أسعار الزيت والسكر أيضًا، وزيادة سعر السولار أو الغاز والكهرباء والمياه وغيرهم مما يزيد من أسعار حلوى العيد.

أسعار الكعك فى الأفران الشعبية


ويوضح، أنه فى الأحياء الشعبية تتواجد الأفران التى تقدم حلوى العيد «الكعك والبسكويت» بأسعار مخفضة مقارنةً بأسعارها فى المحلات الكبرى المعروفة، فكانت الأسعار فى العام الماضى تتراوح ما بين ٨٠ إلى ٩٠ جنيهًا، ولكن فى هذا العام تتراوح الأسعار ما بين ١٢٠ إلى ١٥٠ جنيهًا.
وهناك الأعلى جودة باستخدام السمن البلدى ويصل سعره من ١٨٠ إلى ٢٠٠ جنيه، ونفس الأمر لسعر كيلو البسكويت، أما يتراوح سعر الغريبة وبيتى فور ما بين ١٥٠ إلى ٢٠٠ جنيهًا، ناصحًا المواطنين بالشراء من هذه الأفران المحيطة بهم فى أماكن سكنهم بما يتناسب مع دخلهم الشهرى واحتياجاتهم أيضًا.

ركود الأسواق


ويشير إلى أن الأسواق حاليًا تشهد حالة ركود بشكل ملحوظ، نتيجة اختلاف اهتمامات المصريين فيما يخص ثقافة الشراء، باعتبار أن كعك العيد ليس من الاحتياجات الأساسية للمنازل فمن الممكن الاستغناء عنه، حيث يركز المواطنون على شراء السلع الأساسية التى يحتاجونها، وبالتالى لن يكون هناك التفات كبير لشراء حلوى العيد، وإن تم الشراء سيكون بنسبة قليلة جدًا مقارنةً بالأعوام الماضية.
ويضيف، أن سكان الأحياء الشعبية يقبلون على شراء الكعك من المخابز الموجودة فى هذه المناطق، حيث إن الأسعار تكون فى متناول أيديهم إلى حد ما، مقارنةً بأسعار الكعك فى المحال التجارية المشهورة.

أسعار كعك وبسكويت فى الأفران الشعبية 


رصدت «البوابة» أسعار الكعك والبسكويت، داخل اثنين من الأفران التى تقوم بعمل الحلويات فى إحدى المناطق الشعبية، حيث تقوم هذه المخابز بتوفير حلوى العيد بأسعار زهيدة ومناسبة إلى حد كبير لمحدودى الدخل، ليتمكنوا من شرائها هذا العام فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، بالإضافة إلى مواجهة ارتفاع أسعار الحلوى بشكل عام داخل المحال التجارية المشهورة.
داخل المخابز فى إحدى الأحياء الشعبية، يتراوح سعر كيلو الكعك السادة ما بين ١٢٠ إلى ١٨٠ جنيهًا، وبلغ سعر كيلو كعك مكسرات ما بين ١٨٠ إلى ٢٤٠ جينهًا، فيما بلغ سعر كيلو البسكويت المختلفة السادة ما بين ١٢٠ إلى ١٨٠ جنيهًا، وصل سعر كيلو بسكويت البرتقال وجوز الهند والشيكولاته ما بين ١٢٠ إلى ٢٠٠ جنيه، كما وصل سعر الغريبة السادة ما بين ١٣٠ إلى ١٩٠ جنيهًا للكيلو، بينما وصل سعر بيتى فور ما بين ١٤٠ إلى ١٨٠ جنيهًا.

الكعك والبسكويت داخل الأفران
فى هذا السياق؛ يقول «أحمد منصور»، عامل بمخبز «طيبة» فى أحد الأحياء الشعبية: «كل سنة فى النصف الثانى من رمضان نبدأ نعمل هنا فى الفرن كعك العيد، بنعمل كعك وبسكويت وبيتى فور ومنين وغريبة، وشعارنا الأساسى فى الفرن كل موسم أن نحافظ على الجودة والطعم الجيد، ونستخدم دقيق نضيف وسمنة بلدى علشان الكعك يبقى ممتاز زى ما اتعودنا نعمله كل سنة، أما بنعمل جودة وطعم كويس بنكسب الزباين ونحافظ عليهم خصوصًا فى أوقات المواسم والأعياد».
ويوضح "منصور"، أن الأسعار هذا العام ارتفعت بنسبة كبيرة مقارنةً بالعام الماضي، بسبب زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج مثل الدقيق والسكر والسمن والزيت وكذلك العمالة وغيرها.
ويتابع «منصور»، لـ«البوابة»، أن أسعار الكعك والبسكويت مرتفعة جدًا فى المحلات المعروفة، ولا يستطيع بعض المواطنين شراءها بهذه الأسعار، ولذلك توفر دائمًا الأفران فى مختلف الأحياء والمناطق حلويات العيد بأسعار مناسبة لكافة المواطنين بما يتناسب مع ظروفهم المادية ودخلهم الشهري، خاصةُ فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
ويوضح، أن أسعار الكعك حاليًا مناسبة جدًا وفقًا لأسعار مستلزمات الإنتاج والمواد الخام، ويسعى أصحاب المخابز على مستوى الجمهورية لتحقيق الموازنة ما بين أسعار هذه المستلزمات وتقديم الكعك للمواطنين من مختلف الفئات بأسعار تتناسب معهم.

إقبال متوسط على الشراء


ويوضح، أن الإقبال على شراء الكعك والبسكويت فى أواخر شهر رمضان الكريم متوسط إلى ضعيف فى بعض الأحيان بشكل ملحوظ، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعانى منها بعض المواطنين، واختلاف ثقافة الشراء لديهم أيضًا، فأصبحوا يشترون الحلوى حسب احتياجاتهم فقط دون شراء كميات كبيرة كما هو كان متعارفا عليه قديمًا، والتوجه إلى شراء الاحتياجات الأساسية فقط، وأصبح الكعك ليس من ضمن هذه الاحتياجات، بل إنه من أجل الاحتفال فى عيد الفطر المبارك.
ويشير إلى أنه ما زال بيع حلوى العيد مستمرا حتى أول أيام عيد الفطر المبارك، متمنيًا أن تعود الأسعار كما كانت عليه السنوات الماضية ليستطيع المواطنون الشراء.

انخفاض محدود فى أسعار المواد الخام
كما يوضح «محمود إبراهيم»، صاحب أحد المخابز فى منطقة «دار السلام» بمحافظة القاهرة، أن أسعار كعك العيد هذا الموسم تم تحديدها بناءً على اسعار مستلزمات ومواد الإنتاج فى الأسواق مثل الدقيق والزيت والسمن والسكر وغيرها، فضلًا عن أجور العمال وفواتير الكهرباء والمياه والغاز الطبيعي، مؤكدًا أن الأفران تسعى لتوفير الكعك والبسكويت أسعار مناسبة للمواطنين مقارنةً بأسعارها فى محلات الحلويات الكبرى المشهورة.
ويستكمل «إبراهيم»، لـ«البوابة»، أن عملية الشراء للكعك والبسكويت ما زالت منخفضة حتى الآن، واختلفت نسبة الشراء أيضًا مقارنةً بالسنوات الماضية، فأصبح المواطنون يشترون حاليًا بكميات قليلة تتناسب مع احتياجاتهم فقط، دون شراء كميات كبيرة كما كان الوضع قديمًا من أجل الاحتفال بعيد الفطر المبارك.
ويقول: "بنحاول دايما كل سنة تكون الأسعار مناسبة لكل الناس، علشان يقدروا يشتروا ويحتفلوا ويفرحوا بالعيد، حتى لو مش بنحقق مكاسب كبيرة ولكن بنبيع بأسعار محددة على أسعار مواد الإنتاج اللى بنشتريها من السوق زى الدقيق والسكر والسمسم والسمن وغيرها".

كعك العيد.. صناعة مصرية فرعونية خالصة


يعد المصريون من أقدم الشعوب التى عرفت صناعة الكعك فى مصر الفرعونية، وأطلق عليه اسم «الأقراص»، لكونه مستدير الشكل، ربما كقرص الشمس، ومن أبرز الشواهد على أن صناعة الكعك صناعة مصرية قديمة منذ ما قبل التاريخ، فإن هناك صورًا مفصلة لصناعة كعك العيد فى مقابر طيبة ومنف، من بينها ما صور على جدران مقبرة الوزير رخمى رع، من الأسرة الثامنة عشرة. 
كما استمرت صناعة الكعك طوال التاريخ بين المصريين عبر العصرين اليونانى والروماني، مرورًا بالعصر البيزنطي، إلى أن وصل إلى العصر الإسلامى لاسيما فى عهد الدولة الطولونية فى مصر ٨٦٨ - ٩٠٤م، حيث كان يصنع حينها فى قوالب خاصة، وانتقلت صناعته إلى الدولة الإخشدية، وأصبح من أهم مظاهر عيد الفطر حينذاك.
وهنا تجب الإشارة إلى أن بعض المؤرخين ينسبون صناعة كعك العيد إلى العصر الطولونى فى مصر، وإن كانت الشواهد الأثرية تثبت أن المصريين القدماء قاموا بصناعته أيضًا.

الكعك فى عصر الفاطميين 


وفى عصر الخلافة الفاطمية فى مصر، ٩٠٩ - ١١٧١م، اهتم الفاطميون بإبراز كافة الأعياد الدينية والاحتفاء بها وإضفاء مظاهر البهجة عليها بين المصريين، فقد اهتموا بصناعة الكعك فى عيد الفطر، حيث كان الخليفة الفاطمى يخصص مبلغ ٢٠ ألف دينار لصناعة كعك العيد، وكانت المخابز تتفرغ لصناعته من منتصف شهر رجب؛ ثم أنشئت بعد ذلك «دار الفطنة»، وهى دار مخصصة لصناعة كعك العيد فقط.