الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

فلسطيني لـ "البوابة نيوز": الاحتلال حول مستشفيات غزة لثكنات عسكرية.. والموت أسهل وأسرع من الحصول على كسرة خبز أو شربة ماء

الناس يأكلون ورق الأشجار وأعلاف الحيوانات  

أطفال غزة في طابور
أطفال غزة في طابور الحصول على الغذاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لن يّعرف قاطنو غزة عيد الفطر كما كان في الأعوام السابقة؛ تزامنًا مع استمرار إرهاب الاحتلال ضد أكثر من 2 مليون مواطنٍ أعزل لما يزيد عن الـ 6 أشهر منذ شن العدوان في السابع من أكتوبر؛ مُرتكًبا كل الجرائم ضد الإنسانية حتى دُمر وهُدم أكثر من 60% من الأبنية السكنية فوق رؤوس قاطينها عمدًا وباتت غزة أطلالًا يئن أسفلها أكثر من 7 آلاف مفقودٍ تحت ركامها؛ ويُغرقها دماء ما يزيد عن 33 ألف مدنيًا جراء هولوكوست الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال برًا وبحرًا وجوًا منذ أكثر من 6 أشهر آناء الليل وأطراف النهار. 
أكثرمن 6 أشهر من حرب الإبادة على يد الاحتلال
فغزة المنهك أهلها بعد أكثر 6 أشهر من حرب الإبادة على يد الاحتلال؛ تحولت من منطقة ساحرة الجمال مُطلة على البحر المتوسط إلى قطعة من جُهنم تُغرقها دماء الآلاف من الأبرياء التي سُفكها الاحتلال الإسرائيلي؛ وطالب لهيب الحوجة والحسرة والفقد ما يزيد عن 2 مليون مواطن شُردوا جميعًا في العراء والخيام والمستشفيات وبات الموت والفقد أقرب وأسرع إليهم من العثور عن شربة ماء أو كِسرة خبز. 

 أحمد الأغا المواطن الغزاوي

المعيشة اليومية أصعب مما يتخيلها عقل بشر
وبقدوم عيد الفطر ؛ حسبما يحكي أحمد الأغا المواطن الغزاوي لـ "البوبة نيوز" عن تفاصيل المعيشة في قطاع غزة بعد 6 أشهر من الحرب قائلًا: الأوضاع والمعيشة في قطاع غزة وتحديدًا طوال  شهر رمضان باتت صعبة للغاية ولا يُمكن وصفها لصعوبتها جراء المآسي والكوارث التي يعيشها سكان محافظات قطاع غزة كُلها من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها. 

ويُضيف، هُناك نقص حاد جدًا في الأكل والشرب؛ وهناك أناس وأشخاص لا يوجد لديهم المأكل والمشرب؛ هُنالك أشخاص يعيشون دون وجبة السحور وأخرون ليس لديهم وجبة الإفطار؛ ففي غزة الحصول على الأكل والشرب أصعب مايكون على الإطلاق؛ لافتًا إلى أن أزمة الغذاء والشراب في الأساس تعود إلى شُح وندرة وقلة دخول المساعدات والتي في الأساس لا تكفي بنسبة 10% من احتياجات السكان؛ إضافة إلى قلة الامدادات الطبية والأغذية والمستلزمات؛ وشاهدنا وفاة العديد من الأطفال بسبب قلة التغذية وقلة وجود الأدوية والمستلزمات الطبية.

مستشفيات غزة تحولت لثكنات عسكرية.. والموت أسهل وأسرع من الحصول على كسرة خبز 

ويؤكد “الأغا” هنا في غزة الحياة والمعيشة اليومية أصعب مما يتخيلها عقل بشر؛ صعبة للغاية لا تكفي لسد رمق جوع الأسر الفلسطينية كاملة؛ فهناك أشخاص أصبحوا يعتمدون في وجباتهم على المعلبات والتي تحتوي على الكثير من المواد الحافظة والتي لها ضرر على جسم الانسان؛ فـ 6 أشهر اعتماد كلي على المعلبات للمواد الحافظة وهذا سبب بعض الامراض الصحية لاجساد المواطنين جراء جراء قلة الفاكهة والخضروات واللحوم والاسماك وعدم وجودها تحديدا وارتفاع اسعار الخضار والفواكه في في قطاع غزة. 

ويُكمل هناك ايضا في شمال قطاع غزة وفي محافظة غزة لعدم دخول المساعدات وعدم دخول الامدادات الغذائية اصبحنا نشاهد اشخاص يأكلون ورق الأشجار وأيضًا يأكلون أعلاف الحيوانات يقُومون بطحنها لكي تصبح دقيقا ومن ثم يحولونها إلى خبز وهذه كارثة ايضا اخرى؛ حتى أن أعلاف الحيوانات أصبحت غير متوفرة وانقطعت من الأسواق جراء اعتماد الكثير من المواطنين على هذه الأعلاف ليبقوا على قيد الحياة.

المئات فقدوا حياتهم بسبب النقص الغذائي 

وتابع المواطن الفلسطيني المُقيم في رفح، هنا وضع كارثي جدًا لا يوصف؛ فمئات المواطنين فقدوا حياتهم جراء النقص الغذائي وقلة الأمن الطبي في مستشفيات قطاع غزة التي تُعاني بصورة كبيرة جدًا  بعد خروج أغلب المستشفيات عن الخدمة؛ وتحويل مستشفى الشفاء لثكنة عسكرية وتوقف تقديم الخدمات الطبية المطلوبة؛ وتوقف مُجمع ناصر الطبي ثاني أكبر مستشفيات قطاع غزة وأصبح أيضًا لا يقدم خدماته الطبية لثاني اكبر محافظات قطاع غزة وهي محافظة خان يونس جراء اقتحامه من قبل قوات الاحتلال وتحويله الى خراب وثكنة عسكرية.

ما سبق ذكره وتحدثنا عنه؛ لا يمكن أن نصفه بأكثر دقة بأنه وضع مأساوي ووضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ ولو بحثنا في معاجم اللغة العربية واللغة الانجليزية حول معاني تصف أوضاعنا في غزة لما وصلنا إلى معاني أكثر دقة مما نراه على الأرض؛ هو أكبر من أن نصفه بشكل دقيق؛ وبات حال  المواطن الغزاوي يُمني النفس بوقف هذة الإبادة التي طالت الأطفال والنساء والرجال؛ ووقف المجاعة وحرب الإبادة التي طالت كل شيء حتى الحجر والشجر والمباني.