يحل اليوم ذكرى ميلاد احد أساطير الرياضة المصرية، بصفة عامة والإسماعلاوية بصفة خاصة، أُطلق عليه الفنان والساحر والحاوي إنه اللاعب محمد مرسي حسين الشهير بالفنان "رضا" نجم فريق النادي الإسماعيلي في نهاية عقد الخمسينيات .
ولد رضا في مثل هذا اليوم عام 1939 في شارع الفن في حي المحطة الجديدة في الإسماعيلية ومارس الكرة في الشوارع، قبل ان ينضم لناشئي الإسماعيلي عام 1954.
وفى عام 57 انتقل الخمسة الكبار بالدارويش لنادي القناة لتأميم مستقبلهم فهبط الإسماعيلي لدوري المظاليم عام 1958 الذي قاده بعد مرور 3 مواسم للعودة من جديد للدوري الممتاز في موسم 61 /62 بعد أن نجح في الحصول على هداف دوري المظاليم برصيد 38 هدفا.
وكان الراحل رضا أول لاعب ينضم للمنتخب الوطني الأول وعمره 18 عاما من دوري المظاليم ولعب أكثر من 80 مباراة دولية كما مثل مصر في دورة روما الأوليمبية عام 1960، وشارك أمام يوغسلافيا ورومانيا بعد أن قاد الفراعنة للصعود بهدفيه في مرمى تونس والسودان والدورة العربية في المغرب عام 61 والدورة الأفريقية في غانا عام 63 التي أحرز خلالها هاتريك في مرمى نيجيريا من 11 هدف سجلهم في مشواره الدولي بجانب أهدافه في مرمى أوغندا والمغرب والكويت وبطولة العالم العسكرية في ألمانيا الغربية عام 64 ومن أشهر مبارياته أمام منتخب البرازيل بنجومه بيليه، جارنشيا، بيبي، وجليمار الحارس العملاق.
لعب رضا مع جيلين من العمالقة "السيد أبو جريشة وصلاح أبو جريشة وبايضو وفتحي نافع وفكرى راجح"، ثم مع جيل سيرك الدراويش شحتة والعربى وأميرو ويسرى طربوش وسيد السقا وعبد الستار عبد الغنى وحودة وميمى درويش والسنارى وأنوس ثم جيل حسن مبارك وأمين دابو وأسامة خليل وهندى وأبو أمين وأبو ليلة.
وكان رضا يعشق الإسماعيلي رغم أن النادي ضن عليه بوظيفة تتناسب مع مركزه كلاعب دولى ما دفعه للعمل في هندسة الرى في الإسماعيلية كعامل يومية براتب شهري 180 مليما.
في نهاية موسم 61 /62 فقد رضا الأمل نهائيا في المسئولين فانضم للنادى الأهلي بموجب الاستغناء القانونى الذي كان معه وقامت ضجة كبرى وثار الجمهور الإسمعلاوي ما دفعه للتراجع عن قراره وتم تعيينه بمجلس المدينة بمرتب 20 جنيها حتى تدخل المحافظ الفريق محمد حسن عبداللطيف – وسافر للقاهرة وعاد بوظيفة مساعد بالقوات الجوية للفنان رضا ولكن شبح الإصابة ظل يطارده حتى سافر في 18 مايو 1963 لإجراء جراحة الكارتلدج ليعود إلى الإسماعيلية بعد 25 يوما فيجدها تفتح ذراعيها لاستقباله بالورود والزينات والأغاني والأنوار مما كان له فعل السحر في نفس رضا فعاد يبهر الجميع.
لكن القدر لم يمهله طويلا وتوفى في ريعان شبابه عام 65 عن عمر يناهز الـ26 في حادثة سيارة في مدينة إيتاي البارود في 24 سبتمبر 1965 ومعه صديقه الملازم إيهاب علوى حيث انحرفت سيارة نقل جهته فانقلبت سيارة رضا وفتح الباب الملاصق لرضا فطار في الهواء ونقل إلى المستشفى ولكن روحه الطاهرة صعدت إلى بارئها وفي يوم 28 سبتمبر خرجت الإسماعيلية عن بكرة أبيها تحمل نعشه على الأعناق حتى أورى جثمانه إلى مثواه الأخير في مشهد مأساوي مهيب وسط حزن كبير.