نُغالِبُ ثُمَّ تَغلِبُنا اللَيالي
وَكَم يَبقى الرَمِيُّ عَلى النِبالِ
وَنَطمَعُ أَن يَمَلَّ مِنَ التَقاضي
غَريمٌ لَيسَ يَضجَرُ بِالمَطالِ
أَتَنظُرُ كَيفَ تَسفَعُ بِالنَواصي
لَيالينا وَتَعثُرُ بِالجِبالِ
يَحُطُّ السَيلُ ذُروَةَ كُلِّ طَودٍ
رُهوناً بِالجَنادِلِ وَالرِمالِ
هِيَ الأَيّامُ جائِرَةُ القَضايا
وَمُلحِقَةُ الأَواخِرِ بِالأَوالي
يُمَنّينَ الوُرودَ فَإِن دَنَونا
ضَرَبنَ عَلى المَوارِدِ بِالحِبالِ
نُطَنِّبُ لِلمُقامِ قِبابَ حَيٍّ
وَيَحفِزُنا المَنونُ إِلى الرِحالِ
وَنَسرَحُ آمِنينَ وَلِلمَنايا
شَباً بَينَ الأَخامِصِ وَالنِعالِ
وَبَينا المَرءُ يَلبَسُها نَعيماً
تَهَجَّرَ ضاحِياً بَعدَ الظِلالِ
نَعى الناعونَ واضِحَةَ المُحَيّا
أَلوفَ البَيتِ ذي العَمَدِ الطِوالِ
مِنَ البيضِ العَقائِلِ مِن مَعَدٍّ
بَنَينَ قِبابَهُنَّ عَلى الجَلالِ
نَعَوا ظُبَةً لِأَبيَضَ مَشرَفيٍّ
قَديمِ الطَبعِ عاديِّ الصِقالِ
لِسَيفِ الدَولَةِ العَرَبيِّ فيها
صَنيعُ القَينِ قامَ عَلى النِصالِ
إِذا ما الفَحلُ أَنجَبَ ناتِجاهُ
فَقَد ضَمِنَ النَجابَةَ لِلسِخالِ
وَما طابَت غَوادي المُزنِ إِلّا
أَطَبنَ وَقائِعَ الماءِ الزُلالِ