مع بدء موسم حصاد القمح، يبدأ المزارعون في مختلف محافظات الجمهورية الاستعداد لجني ثمار الذهب الأصفر، مما دفع وزارة الزراعة لتوعية المزارعين بأهم النصائح قبيل الحصاد والدراس حفاظًا على المحصول وزيادة الإنتاج وتقليل معدلات الهدر في القمح.
نصائح «الزراعة» مع بدء موسم حصاد القمح
ونصحت وزارة الزراعة بضرورة إيقاف ري محصول القمح في الوقت المناسب، والالتزام بموعد الحصاد، والتأكد من نضج المحصول بعد ظهور علامات النضج، حيث أصدر مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبيرة بوزارة الزراعة، مجموعة من النصائح للمزارعين مشددًا على ضرورة إيقاف ري القمح عندما يبدأ حامل السنبلة في تغيير لونه إلى اللون الأصفر، لأنّ ذلك يشير إلى توقف انتقال الغذاء إلى الحبوب، ومرحلة النضج التام للمحصول تتلون خلالها جميع أوراق وسيقان وسنابل القمح باللون الأصفر.
وأضاف المركز، في تقرير له، أنَّه فيما يتعلق بالزراعات المتأخرة فيجب الاهتمام بالرية الأخيرة، مع الاعتبار لحالة هبوب الرياح، لأن هبوب الرياح مع الري يؤدي للرقاد، كما أنَّه يتوجب على المزارع فطام النبات قبل الحصاد بمدة تتراوح بين 15 إلى 20 يومًا في الأرض الطينية ومن 10 إلى 15 يومًا في الأرض الرملية.
وأشار إلى أن هناك عدة علامات تشير لنضج سنبلة القمح، أهمها صلابة وتماسكها، وصعوبة تشكلها بين الأصابع، كذلك انفصالها بسهولة عن غلافها الخارجي، لافتًا لأهمية الالتزام بموعد حصاد القمح في الوقت المناسب لأن التأخير يؤدي إلى زيادة نسبة جفاف النباتات وتصبح هشة وسهلة الكسر، كما تصبح الحبوب سهلة الانفراط، ووصول النباتات إلى هذه المرحلة يؤدي إلى ارتفاع نسبة الفقد في المحصول، مع أهمية حصاد القمح في الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس تجنبًا لفرط الحبة.
جهود الدولة لدعم مزارعي القمح
ودعمت الدولة المصرية مزارعي القمح، قبل بدء موسم الحصاد الذي ينطلق منتصف شهر أبريل، وعملت على تحفيز المزارعين للإقبال على زراعة كميات إضافية من محصول القمح، على مستوى محافظات الجمهورية، كونه سلعة غذائية استراتيجية للدولة المصرية.
ورفعت الحكومة سعر توريد القمح إلى 2000 جنيه للإردب، وقد يزيد سعر الإردب حسب جودة المحصول، بالإضافة إلى توسيع الرقعة الزراعية باستصلاح مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية وزراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية ومن بينها القمح.
المساحة المزروعة بالقمح في مصر
وبحسب بيانات وزارة الزراعة، فقد بلغت المساحة المزروعة بالقمح في مصر3.062 مليون فدان بالقمح في موسم الزراعة الحالي الذي بدأ في نوفمبر 2023، بزيادة نحو نصف مليون فدان عن نفس الفترة من العام السابق.
فيما بلغت واردات مصر من القمح نحو 12 مليون طن سنويًا للقطاعين الحكومي والخاص، حيث ارتفعت واردات مصر من القمح بنحو 30% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، إلى 8.34 مليون طن مقابل 6.43 مليون طن في الفترة ذاتها من 2022.
وارتفع إجمالي الواردات المصرية من القمح إلى نحو 2.854 مليار دولار خلال الفترة من شهر يناير وحتى شهر سبتمبر الماضي، مقارنة بنحو 2.709 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، بزيادة بلغت قيمتها نحو 145 مليون دولار، ووفق البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
زيادة توريد القمح ضرورة ملحة
وفي هذا الشأن، قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن القمح يعد أهم المحاصيل الاستراتيجية، إذ يدخل في صناعة رغيف الخبز الذي يمثل العمود الفقري في غذاء المصريين، ومع زيادة المساحة المزروعة بالقمح هذا العام، من المنتظر أن تقل واردات المحصول الاستراتيجي.
وأضاف "أبو صدام" في تصريحاته لـ«البوابة» أن تراجع الواردات يخفض فاتورة الاستيراد، كما يؤمن غذاء المصريين حيث يدخل في صناعة رغيف الخبز الذي ينتفع منه ملايين المواطنين، مشيرا إلى أن زراعات الذهب الأصفر هذا العام بلغت نحو 3.5 مليون فدان بمتوسط إنتاجية نحو 20 أردبًا للفدان، ومن المتوقع زيادة إنتاجية القمح في مصر عن 9.5 مليون طن الموسم الحالي.
ولفت نقيب الفلاحين إلى أن الزيادة المتوقعة في إنتاجية مصر من القمح هذا العام ترجع إلى الاعتماد على التقاوي المحلية العالية الإنتاج، داعيا المزارعين بضرورة زيادة توريد الأقماح للحكومة، وبخاصة بعد زيادة سعر توريد القمح، والذي يعد سعر عادل، حيث حددت قرار رئيس الوزراء سعر 2000 جنيهًا للأردب درجة نقاوة 23.5 قيراط و1950 جنيهًا للأردب درجة نقاوة 23 قيراط و1900 جنيهًا للأردب درجة نقاوة 22.5 قيراط.