بعد رحيل الموسيقار الكبير حلمي بكر، هناك جوانب خفية على مدار مشواره الفني حتى الفصل الأخير في حياته التي عاشها مع الفن وللفن فقط منذ حصل على بكالوريوس كلية التجارة جامعة القاهرة.. وكان يسكن في حي حدائق القبة ودائم التوجه إلى المسارح والتقرب للفنون ثم اختار طريقة للفن حتى وصل إلى تاريخ كبير وتراث فني مع كبار وعمالقة الغناء في مصر والوطن العربي.
"البوابة نيوز" في منزل الراحل "حلمي بكر" للحديث عن الجوانب الخفية والفصل الأخير في حياة الراحل وتم التحدث مع زوجته سماح القرشي وام ابنته الوحيدة ريهام حلمي بكر، وخلال الحوار تصادف وجود مديرة إحدى دار أيتام كان الراحل معهم طوال 15 عامًا، بالإضافة إلى مفارقة غريبة بحضور أصدقاء وموسيقيين من ألمانيا وأمريكا وإعلامي من بلجيكا لتقديم واجب العزاء .
وفيما يلي نص الحوار:
* دار مؤخرا حديث عن أن سماح القرشي هي الفصل الأخير في حياة الموسيقار الراحل حلمي.. ما تعليقك؟
حقيقي أتشرف بأن أكون الفصل الأخير في حياة موسيقار إنسان عظيم الأستاذ وهو حلمي بكر، والد ابنتي ريهام، رغم أنه الفصل الأول والأخير في حياتي، الأستاذ حلمي تعرفنا في 2014 وتزوجنا في منتصف 2015 ولمدة عام ونصف كان دائم السؤال والاطمئنان عليا وعنده إصرار كبير على إتمام الزواج وكنت أسأله قبل الزواج لماذا أنا وأنت أمامك الأفضل من نجمات وسيدات مجتمع وغيرهن، وكان يرد أنتي الأفضل وتزوجنا ما يقرب من 11 عامًا ورغم فارق العمر، إلا أنه كان دائما يقول لي أنتي أكبر منه بخمسين سنة في بداية الزواج حدث خلافات بعدها بعام ثم النزاعات في 2019، ورغم ذلك أنتج الأستاذ أغنية خاصة لي عنوانها "تعالى نتصالح" من كلماته وألحانه وكلم الموزع وعمل الأغنية في أقل من ساعتين لتكون وسيلة ضغط لكي أرجع ونعود، رغم وجودة الدائم في المنزل مع ابنته ريهام لم يشعر أبدا أنه بعيد عن ابنته يوما ما رغم الانفصال، ثم العودة إلي حضن بيته بعد مرضه الأخير تدخل بعض الأشخاص لعودتنا و هو ما تم بالفعل وأعلنا عودتنا بالصور مع المأذون كما هو منشور في كل المواقع.
* حديثنا عن كواليس الأيام الأخيرة في حياة حلمي بكر؟
بعد عودته لحضن ابنته ولبيته ولأسرته، قرر حلمي بكر أن يبتعد عن الإعلام وعن الأحاديث الكثيرة التي لن تجدي بشيء وبالفعل عشنا فترة شهور في هدوء، وعندما اشتكي الأستاذ من تعب في الرئة وتعب قدمه وقلبه رفض الأستاذ الذهاب إلي المستشفى لأنه كان قلقان جدا من زيارة المستشفى و كما شاهد الكثير في فيديو مسجل للراحل وهو يقول أنا دخلت المستشفى على قدمي، وخرجت على عكاز ؛ولذلك كان متخوف من زيارة المستشفى حتى جاء أحد الاستشاريين الكبار من القصر العيني وكان الاهتمام كبير جدا وتحسنت حالته الصحية بشكل كبير، وقرر حينها الذهاب إلى الشرقية عند أهلي هناك للجلوس وللاستمتاع بالجو الريفي والهدوء وبالفعل سافرنا، ولم يعلم الكثير بالسفر إلا القليل من أصدقاء الراحل المتابعين لحالته، وهنا أقول شيئا الأعلام أو المواقع ممكن تتحدث عن شيء وبأتي رد الفعل بعد وقت كبير.
وأقصد هنا أن الأستاذ عندما كان يعاني من قدمه وقلبه وتعب في الرئة لا أحد كان يسأل عليه سوى البعض القليل من المقربين من الأستاذ، ولذلك فجأة لقينا بعض المواقع تكتب كلام خاطئ وعندما علم الأستاذ بهذا الكلام، وكما هو مسجل في فيديوهات قبل وفاته أنه كان يقول لن أرد عليهم مش هرد علي حد، وبعد ذلك تعصب الأستاذ أكثر من مرة بسبب ما يتردد على بعض المواقع، وقبل وفاته بأيام ازداد التعب وألم المرض، واتصلت ووزارة الصحة كانت تتابع حالته وكل مسئولي الشرقية كانوا يتابعون حالته الصحية، لكن ألم القلب كان شديدا، وتوفي الأستاذ الله يرحمه، وكانت وصيته أن يخرج من منزله لكن حدث تدخل من البعض حتي خرج من مسجد السلام رحمة الله عليه.
وفاة الموسيقار الراحل، أحاطتها الكثير من الضجات والتي تحولت إلى هجوم بين أطراف مرتبطة بالموسيقار حلمي بكر، بل إن بعض المواقع ابتعدت قليلا عن المهنية، وبدلا من أن تتحدث عن مناقب الأستاذ الراحل، وما أضافه للفن الموسيقي في العصر الحديث، فقد شرعوا في التهجم على عائلته واتهامها بأنها أهملته، وخلقت ظروفا "عجلت " بوفاته.
وحتى لا أدخل في متاهات هذه المواضيع التي لا تخدم الفن ولا الأستاذ الموسيقار الراحل، أقول لمن يبحث عن التريند اتقوا الله فينا نريد ان نعيش بسلام ، فإنه جدير بي أن أؤكد أن زوجي رحمه الله، كان يتألم جدا بسبب استفحال المرض، وأنه فضل أن ينأى بنفسه عن وسائل الإعلام التي كانت تقتحم خصوصياته. إنني امد يدي إلى كل من يريد من أهل الصحافة أن يعمل على دفن الإشاعات المغرضة، التي أحاطت بوفاة الموسيقار الراحل، وأن نلتفت حاليا إلى تخليد فنه بعيدا عن حياته الأسرية الخاصة، التي هي جزء من عائلتنا وخصوصيتنا، وأوجه شكري العميق إلى جميع الصحفيين الذين يعملون على تخليد ذكرى الموسيقار الراحل الطيبة لتظل سيرته نبراساً في طريق الفنانين في مصر والوطن العربي.
* حدثينا عن مقتنيات حلمي بكر.. وما مصيرها؟
مقتنيات حلمي بكر كثيرة جدا ومتعددة تاريخية وفنية وجوائز وشهادات و كواليس كثيرة مسجلة موجودة في غرفة منفصلة في منزله ، لقد أبدع الموسيقار الراحل خلال مشواره الفني، فيوجد مقطوعات لحنية، لم تشأ الظروف أن تظهر إلى النور بعد، وبعضها محفوظ في سجلاته داخل الحاسوب المحمول، لهذا فإنني مستعدة للتعاون مع الجهات المختصة في البلاد من أجل المساعدة على جرد تلك المقطوعات و تحديدها و تسليمها لمن يهمه الأمر، حتى يمكن إعادة استثمارها فنيا، لأنها تجسًد جانبا مضيئا من إرث الموسيقار الراحل، الذي أقعده المرض خلال الفترة الأخيرة من حياته، فلم يتفرغ لفنه بالشكل الكامل بسبب استفحال المرض.
كما أنني ألتمس من الهيئات الثقافية والفنية والمعنية، كما وزارة الثقافة، أننا على استعداد للمساعدة من أجل أن يتحول جزء من بيته في منطقة المهندسين إلى متحف يخلد فن الموسيقار الراحل حلمي الذي استمر لقرابة سبعين عاما، وهو يضم صورا نادرة مع كبار الفنيين وشهادات تقديرية دولية فضلا عن جوائز عالمية ، و أقول و اعلن ان منزل الأستاذ به غرفة كاملة بها كل محتويات ومقتنيات الأستاذ و شرائط فيديو قديمة وأسطوانات غنائية القديمة ، وارجو أن يتم توثيق تاريخ حلمي بكر من خلال وزارة الثقافة ، والفكرة من تسلمها لوزارة الثقافة هو الاحتفاظ بتراث الأستاذ حلمي بكر للأجيال القادمة و للتاريخ و لذلك سوف أقوم بذلك في الوقت القريب، وقبل وفاته تحدثنا عن كل المقتنيات و لما سالته علي وصيتك لكل هذه المقتنيات قال لي انا اعلم جيدا انك سوف تفعلي بها ما أريده وانا واثق فيكي جدا في انك ستحافظين علي تاريخي و سمعتي كما تحافظين علي ابتنا ريهام.
* بعد زواج دام ما يقرب من 10 سنوات.. ما هي الجوانب الخفية في حياة الأستاذ؟
منذ أن ارتبطت بالراحل، بزواج أثمر ابنتي الوحيدة ريهام، كنت شاهدة على كثير من المحطات التي عاشها الراحل، طيب الله ثراه، والتي أسهمت في تشكيل بعض ملامحه الفنية من جهة وحياته الأسرية من جانب آخر.
الراحل الموسيقار الكبير حلمي بكر، كان محبا للفن، عاش من أجله، وفني فيه فناء كاملا، شغله عن بعض الأمور حتى عن حياته الخاصة.، كان إنسانا حساسا جدا، في تصرفاته مخلصا لعائلته وأحبابه، فكما لا يخفى عليكم، أنه كان من المخضرمين من الفنانين الذين عايشوا قمم الإبداع الفني في مصر والعالم العربي، فكان مقربا من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والفنان عبد الحليم حافظ، ووردة الجزائرية وبليغ حمدي وإسماعيل ياسين، فضلا عن فنانين آخرين لا يسع المقام لذكرهم هنا. وفي الوقت نفسه، عمل على تهيئة كل الظروف لصناعة فنانين وفنانات، وصلوا إلى مصاف العالمية، ومنهم، أصالة نصري، وصابر الرباعي وغيرهم كثيرون.
كان الموسيقار الراحل غيورا على الفن، بالصورة التي عاش خلالها أيام سيدة الطرب العربي أم كلثوم، وليلى مراد، والسيدة نجاة الصغيرة، ومدحت صالح. ومن هذا المنطلق، كان يتحسر كثيرا على ما آل إليه الفن في الوقت الحالي، واعتبر بعض الأغاني "سوقية" ومنافية "للذوق العام"، وفعل كل ما بوسعه لمحاربتها وخاصة عبر وسائل الإعلام، وكان يطمح بذلك إلى إسماع صوته للهيئات المعنية، في بلدنا مصر، التي كانت ولا تزال منارة بقصدها كل من يريد أن يذاع صيته وينال حظه من الشهرة، بفضل القمم الفنية الموجودة في بلدنا، حيث اعتبرت دولتنا الفن قوة ناعمة، يمكن أن يكون وسيلة لأن يجعل بلدنا تنافس دولا أخرى في عالم الفن والموسيقى.
لقد تشرفت فعلا بأن أكون زوجة للموسيقار الراحل حلمي بكر، فقد راية منه الإرادة القوية والثقة بالنفس، والصرامة حين يتعلق الأمر بالجانب المهني والفني. لكن صرامة الموسيقار الراحل، لم تكن طاغية على أسلوب حياته في البيت، فقد كان يشملنا، أنا وابنتي بعطفه، وحنانه، ورقة مشاعره. لقد كان ودودا للغاية مع أصدقائه وكريما جدا مع ابنته ريهام، لا يكاد يرفض لها طلبا، كما كان كثيرا ما يغني لنا، ويعزف ألحانا أحيانا وقت الفجر، أو في الصباح والمساء. كان نفسه ريهام تبقي ام كلثوم رقم 2 على مستوى العالم ورغم هذا كان عارف انه مش هيعيش لابنته طول الوقت لكنه كان يحلم انها تكون فنانة مثل "أم كلثوم " ولا أعلم هل من الممكن لن تكون ريهام سوف تكون فعلا " ام كلثوم " الثانية ام لا لكني سوف اعمل على هذه الأمنية حتى لو لم تتحقق
* كيف ترى حفل التأبين لحلمي بكر الذي أقيم في نقابة الصحفيين؟
تسرني جدا دعوتهم لي للمشاركة في هذه الأمسية الفنية عن الموسيقار الراحل حلمي بكر، التي نظمها اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين، والتي يديرها الأستاذ عاطف سليمان، وحسين الزناتي والاستاذ محمود كامل والمستشار زكريا زخاري. لقد حضرت الأمسية الفنية التي تنظمها اللجنة الثفافية في نقابة الصحفيين وكان ينتابني شعور بالفخر لهذا الكيان العريق ولحضور موسيقيين كبار، ومن هنا أتقدم بخالص الشكر إلى اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين، كل الشكر والتقدير للكاتب الصحفي حسين الزناتي والكاتب الصحفي محمود كامل أعضاء مجلس نقابة الصحفيين علي هذا اليوم والذي واعتبره تكريم لحياة الأستاذ بعد وفاته، كما أتقدم بالشكر للموسيقار الكبير هاني شنودة والملحن الكبير منير الوسيمي والدكتورة سلوى حسن والدكتور إيهاب عبد السلام.
*دعم في الخفاء لدار أيتام.. منذ متى حلمي بكر دائم الزيارة والاهتمام بالفتيات الأيتام؟
أميمة فاروق مديرة إحدى دار الأيتام تتواجد داخل منزل الراحل حلمي بكر لتقديم واجب العزاء وتصطحب معها فتيات جميلات طالبات جامعات وبعضهم في مراحل تعليمية مختلفة.
وقالت حلمي بكر منذ ما يقرب من 15 عاما تقريبا بعد افتتاح الدار بسنوات قليلة كان عندنا في هذا الوقت فتيات بعمر الأطفال، وهما حاليا أصبحوا طالبات في الجامعة ومنهم من تخرج من الجامعة وفي فتاة تمت زواجها منذ فترة من أحد فتيات دار الأيتام وكان الأستاذ حلمي دائم الزيارة والاهتمام بالفتيات وشراء ملابس جديدة ومستلزمات كثيرة، وتحدثت أحد فتيات دار الايتام لتقول ان الكوتشي الذي ترتديه في قدميها أعطاه إياها الأستاذ حلمي بكر .
وأضافت مدير ة الدار: انا مهما تحدثت عن الراحل الأسطورة لا اوفيه حقه انسان خير ربنا يجازيه على ما فعله وبرحمه يارب ، آخر مرة كان في زيارة الي الدار منذ شهور بصحبة زوجته وابنته ريهام وجلس مع الفتيات لمدة رغم تعبة لكنه كان حريص على زيارته والاطمئنان على الفتيات في الدار، الله برحمه ويحسن إليه.
*وفد موسيقي من ألمانيا وأمريكا وإعلامي من بلجيكا لتقديم واجب العزاء .. لماذا؟
كان من الملفت في العزاء و وجود موسيقيين من ألمانيا وأمريكا وإعلامي آخر من بلجيكا، جاءوا خصيصا لتقديم واجب العزاء في الراحل الموسيقار حلمي بكر.
قال رامي موسيقي عازف على آلة "البزق" إنه استجاب لدعوة الأستاذ حلمي بكر والذي أرسل له رسالة صوتية تقول في انتظارك يا رامي أنت وعيسى، وكانت الرسالة قبل وفاة الأستاذ بأيام، وكنا نستعد للحضور إلى مصر للاطمئنان على الأستاذ أنا والصديق الإعلامي عيسى، وبالفعل تم الحجز لنكون موجودين في القاهرة يوم العزاء، ونعلم برحيل الأستاذ كالصاعقة علينا حزن شديد وعندما أخبرت الصديق أمير حداد الذي يعيش في أمريكا حضر لتقديم واجب العزاء نحن جميعًا فقدنا قيمة وقامة كبيرة صديق وأخ وأب لنا جميعًا.