على بقعة مباركة من بيوت الله عز وجل وفي قرية صغيرة تابعة لمركز شبين القناطر محافظة القليوبية، ووسط حضور بالمئات أغلبهم من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم العاشرة قد دفعتهم الجوائز الرمزية والعبارات التشجيعية وتصفيق الحضور في سنوات سابقة إلي الاشتراك في المسابقة الربانية لهذا العام، وقاموا بكامل إرادتهم بترك التجول في الطرقات ومتابعة البرامج إلى دخول المسجد يوميًا والقراءة والتسميع بين أيدي شيوخ القرية من بداية الشهر الكريم حتى ليلة السابع والعشرين من رمضان التي شهدت اكتظاظ المسجد بالأطفال المشاركين وغير المشاركين الذين جلسوا بكل شغف منتظرين حفل التكريم الذي أقيم بعد صلاة التراويح مباشرة.
وقد نظم شباب ورجال العمل التطوعي بقرية طحانوب حفل تكريم لحفظة القرآن الكريم في القرية التي يتراوح عدد قاطنيها الأربعين ألف نسمة، وقد لاقت المسابقة استحسان الأهالي والأطفال فتقدم للمشاركة 643 طفلًا تتراوح أعمارهم من الرابعة وحتى 15 عامًأ، كان ذلك نابعًا من اهتمام رجال الخير بجذب الأطفال لحفظ القرآن الكريم وتحويل اهتماماتهم من الألعاب وبرامج النت إلى تعاليم الإسلام الحنيف، ولعل تلك الأيام المعدودات عززت فكرة المسابفة، فحفظة القرآن هم أهل الله وخاصته في الأرض والسماء، ويدفع حفظ كلام الله إلى حسن الخلق وطيب المعشر وتطهير القلب من الذنوب.
محمد السيد عمر: رصدنا 200 مشارك فقط لكن فوجئنا بتقدم 643 طفلًا للمسابقة
يقول صاحب فكرة المسابقة الأستاذ "محمد السيد عمر"، موجه عام تربية فنية بإدارة شبين القناطر بالأزهر الشريف، أنه قد فكر في المسابقة لجذب الأطفال في سن صغيرة لحفظ القرآن الكريم وتعاليم الدين الإسلامي، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، قائلًأ " القرآن اللي هيحفظوه وهما صغيرين هينفعهم بقية حياتهم"، مؤكدًا أن المسابقة بالكامل قائمة على الجهود الذاتية والتبرعات الخاصة بالقائمين على المسابقة، وأنه قد أخذ موافقة كتابية من الشيخ محمد عمران في إدارة شبين القناطر وانتقل بها إلى الشيخ صفوت أبوالسعود وكيل وزارة الأوقاف في بنها، وبعد تحريات أمنية استمرت اسبوع قد تمت الموافقة رسميًا على المسابقة.
وأضاف أنه كان من المقرر أن يكون عدد المتسابقين 200 طفل لكن قد تقدم للمسابقة 643 طفلًأ، وقد اجتاز 323 منهم الاختبارات، مشيرًا إلى أن الجميع قد حصل على جوائز متباينة، وحتى الراسبين قد حصلوا على هدايا رمزية لتشجعيهم، ووجه الشكر لرجال ومشايخ القرية الذين ساعدوه في تنفيذ فكرته على أرض الواقع والحضور يوميًا للتسميع للطلاب ورصد الأسماء والجوائز وشهادات التقدير والمصاحف، وهم الشيوخ أحمد عبدالنبي العوضي واسلام محمود بركات ومحمد عبدالقادر النحاس وحسين الهاروني، ورجال العمل التطوعي بالقرية ومنظمين الحفل وأبرزهم الأساتذة مروان محمد فرج وعبدالهادي شاكر حجاج وعبدالحافظ فرج.
وتابع قائلًأ، قمنا بتسجيل أسماء المتسابقين على الكمبيوتر بشكل غير رسمي أي بدون بطاقات الأهالي، وأنه في العام القادم قد تصل الجهود الذاتية إلى 50 ألف جنيه، موجهًا الشكر للدولة في تسهيل الإجراءات ومناشدًا إياها بتبني فكرة المسابقة وتوفير الإجراءات الأمنية ورعاية المسابقة بما يفيد المصلحة العامة وما لا يتعارض مع مصلحة الدولة العليا.
أحمد العوضي: المسابقة بدأت من حفظ سورة واحدة وحتى المصحف كاملًا
ويقول الشيخ أحمد العوضي، أن تلك المسابقة الخيرية كانت تقام كل عام ولكن ب توقفت منذ 2011 لأسباب أمنية وبفضل جهود الأهالي قد عادت مرة أخرى، والمسابقة بدأت من حفظ سورة واحدة وحتى 30 جزء بهدف التشجيع، وتم تقسيم مجموعة لقصار السور ومجموعة حتى نصف المصحف والأخيرة حفظ المصحف كاملًا، وأن اجتياز الاختبارات قد بدأت من نسبة 70%، أما الذين حصلوا على 90% أو أكثر قد حصلوا على مصاحف وشهادات تقدير ومبلغ مالي.
مروان فرج: كرمنا 6 من أصحاب الهمم بعضهم حفظ ما يقارب 17 جزء بالأحكام والقراءة السليمة
وتابع الأستاذ مروان فرج، أحد القائمين على المسابقة، أنه قد تفاجئ بمستوى ذوي الهمم في القراءة والحفظ فقد وصل أحدهم لتسميع 17 جزء بإتقان، مشيرًا إلى أن متوسط الأعمار بالنسبة للحفظ يشكل فخرًا كبيرًا للقرية، وأنه هناك 8 متسابقين قد قاموا بتسميع القرآن كاملًا، وهناك 3 متسابقين قد سمعوا 27 جزء بإتقان، و6 متسابقين قاموا بتسميع 20 جزء، مضيفًا أن عملية الفلترة تمت بعد معاناة نظرًا لعدة عوامل وهي تقييم الشيخ ومخارج الحروف وطريقة التلاوة وأسلوب الحفظ والتسميع.
اسلام بركات: مستوى الطلاب مميز ولديهم من الشغف ما يدفعهم للأمام
وقال الشيخ اسلام محمود بركات، أنه قد تشرف كثيرًا بالانضمام للمسابقة واختبار أكثر من 100 طالب في قصار السور، مؤكدًا أن مستوى الطلاب مميز ولديهم من الشغف ما يدفعهم للأمام، مشيرًا إلى أن المسابقة قد تمت بالجهود الذاتية الكاملة وليس للقائمين عليها أي استفادة مادية وأن اللجنة قد أدت عملها بكل نزاهة وأمانة وتم تقييم الطلاب على أسس واضحة وعادلة بين الجميع.