اليوم هو اخر جمعة من شهر رمضان الكريم، يصفها الناس منذ العهد الفاطمي بأنها الجمعة اليتيمة، لأن لا جمعة بعدها في هذا الشهر، يودع بها المسلمون الشهر الكريم، وهذا مجرد سلوك اجتماعي مرتبط بالعادات والتقاليد الراسخة.
الاديب عباس محمود العقاد ذكر حديثا عن هذه الجمعة اليتيمة لكن وصفه لها كان مختلفا فمكان الوصف انها “ الجمعة السعيدة” مشيرا الى أنه هناك رجلا رأى طفلا يبكي فسأله لماذا تبكي؟ فرد والده حزنا على رمضان فقال له وكيف تبكى ورمضان فراقه عيد؟ فأجاب أحد السامعين بل قل ختامه عيد، ولا تقل فراقه عيد فذلك أكرم للضيف الراحل.
والجمعة الأخيرة من رمضان ما بالهم يسمونها الجمعة اليتيمة ولا يسمونها الجمعة السعيدة أو المباركة أو جمعة الفأل والبشارة.
يوضح العقاد أن هذه الجمع تعتبر يتيمة بالنظر إلى ما قبلها، لأنها تلحق بالجمع ولا تلحق بها جمعة فى شهر رمضان، ولكن ما بالهم لا ينظرون إلى ما بعدها ولا يتطلعون إلى العيد من ورائها؟ فالنظر إلى ما قبلها يخرج بها جمعة يتيمة، والنظر إلى ما بعدها يخرج بها إلى جمعة سعيدة فليس بعدها غير العيد.