الإثنين 04 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

ألــوان| الأرمينى «صاروخان».. أحد مؤسسى الكاريكاتير السياسي

ألكسندر صاروخان
ألكسندر صاروخان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ألكسندر صاروخان.. مصور أرمينى الجذور، وأحد مؤسسى الكاريكاتير السياسى فى مصر فى عشرينيات القرن الماضى ومنذ ذلك الوقت كانت رسومه اللاذعة التى تنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية فى مصر هى حديث الناس ومصدر اهتمامهم.

 

ولد ألكسندر صاروخان فى قرية «أردانوش» فى ريف القوقاز عام ١٨٩٨،، وانتقل منها إلى إسطنبول، ثم إلى فيينا عام ١٩٢٢ حيث دراسته الأكاديمية للفنون، بمعهد الفنون الجرافيكية.

مسيرته الكاريكاتورية

نشر صاروخان رسومه فى العديد من مجلات الكاريكاتير التى بدأت تأخذ مكانها على خريطة الصحافة المصرية مثل الكشكول وخيال الظل والفكاهة ثم بعد ذلك روزاليوسف المحطة الأهم فى تاريخه ومشواره الفنى وبداية الانطلاق والشهرة فى عالم الصحافة.

لعبت المصادفات دورها فى تحديد مسارات صاروخان الفنية، فخلال دراسته بفيينا التقى المصرى عبدالقادر الشناوي، الذى كان يدرس الطباعة، ويبحث إصدار صحيفة مصرية؛ بسبب هذا اللقاء لم تكن مصادفة أنه  قدم إلى مصر فى عام ١٩١٥، حين  رست فى ميناء بورسعيد المصرى ست سفن حربية تابعة للأسطول الفرنسى على البحر المتوسط، آتية منطقة جبل موسى فى تركيا، كانت هذه السفن مُحمّلة بأكثر من أربعة آلاف لاجئ أرمينى قدموا إلى مصر فارين من تركيا؛ إثر المذابح التى ارتكبها  الجيش العثماني، حسبما أورده الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر فى كتابه  الذى حمل عنوان “الأرمن فى مصر”.

جمع بين ٤ جنسيات

استقر ألكسندر صاروخان فى مصر بشكل نهائى عام ١٩٢٤، حيث عمل فى البداية كمعلم بالمدرسة الأرمينية بالقاهرة ليعبر أزمته المادية، وظل بها حتى العام ١٩٢٧ ليتفرغ للنشر الصحفى والفنون بعدما التقاه محمد التابعى ليصحبه للعمل فى مجلة روزا اليوسف_ حديثة العهد آنذاك_ قبل أن ينال الجنسية المصرية عام ١٩٥٥.

جمع ألكسندر صاروخان عبر رحلته ٣ جنسيات، هى الروسية والتركية والأصول الأرمنية، قبل أن ينال الجنسية المصرية، التى طالما قال إنه يعتز بها كثيرًا.

(المصرى أفندي)

نظرًا لوجوده فى مصر تحت الاحتلال، وانطلاقًا من اهتمام فنانى مصر بالفن الاجتماعى والسياسى الساخر؛ ابتكر ألكسندر صاروخان العديد من الشخصيات الكاريكاتيرية الهزلية التى تعبر عن قضايا المجتمع؛ أبرزها الشخصية التى تقاسم فى إبداعها مع محمد التابعى وأسهم فى شهرتها لاحقًا صلاح جاهين «المصرى أفندي» وهى شخصية كاريكاتيرية ساخرة عبروا من خلالها عن معاناة المواطن المصرى وكفاحه ضد الاحتلال الإنجليزي.

رؤيته الفنية

اعتمد الفنان صاروخان فى أسلوبه الفنى على حركة الشخصيات بخطوط انسيابية مع اهتمامه بلغة الجسد وتعبيرات الوجه حيث كان له قدرة فريدة على التعبير عن روح الشخصية وصياغة ملامحها بشكل كاريكاتيرى دون مبالغات ضخمة أو تشويه وحفاظه على النسب المعقولة فى الرسم وظهر هذا فى بورتريهاته الكاريكاتيرية ورسم الوجوه التى كان يدرسها بعناية عن طريق الصور الفوتوغرافية التى كان يقدمها له محمد التابعى ليضيف إليها بريشته لمساته الساخرة بخطوط مليئة بالحركة والحيوية وهو ما حفر له اسما كبيرا فى تاريخ الكاريكاتير المصرى والعربي.

رحيل "المصرى أفندي"

رحل ألكسندر صاروخان عن عالمنا تميّزت مسيرة صاروخان الفنية بالتمرد على النمط السائد فى الرسوم الكاريكاتيرية عبر الخطوط القوية والصريحة، كما أن شخوصه عبّرت تعبيرًا دقيقًا عن روح الشخصية المصرية، ولم تكن مجرد محاكاة لمظهرها؛  فلا تملك حين تتأملها إلا أن تبتسم مندهشًا لقدرته الفريدة على صوغ  تعبيرات وجوههم، بشكل يجعلك تضحك أو تبكى معها، غير أن تفاعله مع هموم المواطن حجزت له مكانته الخاصة فى الذاكرة الجمعية للمصريين.