قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه تم انهاء كل معالم الحياة في قطاع غزة، وكل أمل في أن يكون هناك عودة للحياة في قطاع غزة، مشيرا إلي أن ما حدث في مستشفى الشفاء أكبر نموذج لإصرار الاحتلال على اقتحام المستشفى بحجة وجود المقاتلين كان مبرر لتدمير المستشفى بشكل كامل.
وأشار الرقب في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، إلي أنه قبل عدة شهور كان يدعي الاحتلال ان تحت هذا المستشفى قيادة حركة حماس والاسرى الاسرائيليون عندما اقتحم الشفاء لم يجد شيء وهذه المرة عاد بشكل وقح واجرامي حيث رأينا كيف اقتحم المستشفى وقال نحن اعتقلنا خمسمائة مقاتل لنكتشف ان من اعتقلهم هم مجرد نازحين في هذه المستشفى ومرضى ومن قتله ضابط في شرطة حماس كان يؤمن المساعدات ويرتب مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الاونروا كيف يتم تسليم المساعدات وتأمينها حتى وصولها الى الشمال الذي عانى ولا زال من المجاعة.
وقال الرقب إن ما رأيناه من مشهد اليوم وامس بعد أن خرج الاحتلال من مستشفى الشفاء، جرائم تضاف للاحتلال حيث وجدناه قد حرق كل اقسام المستشفى بشكل كامل، ولم يبقى طبعا ما يعيد هذه المستشفى الى الحياة مرة اخرى، ويقتل بدم بارد مئات الفلسطينين والجثث التي وجدت في محيط المستشفى جزء منها قد تفحم وجزء منه قد تحللت يؤكد ان انهم قد قتلوا عدة أيام ولم يتمكن اي جهة للوصول لتكريمهم او حتى لاسعافهم، وهذا يضاف إلى جرائم الاحتلال.
وأكد الرقب أن من استشهدوا في هذه الاحداث سنجدهم من المدنيين بشكل كبير جدا، والاحتلال قال نحن قتلنا تسعة آلاف إرهابي حسب ادعائهم وكل من استشهدوا حتى للحظة كلهم من المدنيين وبالتحديد من النساء والاطفال.
وتابع الرقي "للأسف الشديد المجتمع الدولي عاجز على كبح جماح الاحتلال، وعندما يصدر قرار 27،28 لوقف اطلاق النار وهذا المشروع الذي مرره أمريكي يترك الامريكان انهم لا يستطيعوا تنفيذه لأنه لم يأتي تحت الفصل السابع الذي يلزم تنفيذ قرارات مجلس الامن، للاسف نحن نتحدث عن عشرات قرارات مجلس أمن وعشرات قرارات جمعية عامة لا تنفذ، وبالتالي لا محكمة العدل الدولية التي تصدر تدابير عاجلة التزم بها الاحتلال ولو صدرت قرار أدان الاحتلال فلا احد ينفذ هذا القرار.
وبين الرقب، أن قرارات مجلس امن تصدر ولا احد ينفذ القرارات، مجلس الأمن والالتزام بقراراته منوط بما ترغب به الولايات المتحدة الامريكية فقط. وتستطيع ان تلزم الاحتلال بتنفيذه، وبالنسبة الي عملية اغتيال مروان عيسى والتي اكد انه قام الامريكان بتنفيذها. تؤكد ان ما يدار في غزة هو معركة تديرها الولايات المتحدة الامريكية بشكل كامل وما يقال من خلافات بين الولايات المتحدة واسرائيل ليست اكثر من خديعة سياسية جديدة طبعا للتغطية على قيام الاحتلال بعمليات مختلفة في قطاع غزة واخرها هو هذا الممر المائي ليكون مقرا للمارينزي في المنطقة.
من جانبه قال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور ماهر صافي، إن جريمة حرب وحشية وانتهاك لجميع الأعراف وقوانين الحرب، من خلال استهداف المدنيين العزل.
وأضاف في تصريح خاص، أنه يجب على المجتمع الدولي الصامت ومحكمة العدل الدولية إطلاق تحقيق فوري في هذه الجرائم البشعة وغيرها من الانتهاكات الفاضحة ووقف المجزرة المستمرة وحرب الإبادة التي يشنها المحتل الاسرائيلي على المدنيين في القطاع.
وأكد صافي، أن جرائم حرب وابادة خلال ١٤ يوما في مجمع الشفاء الطبي خلفت ما يزيد عن ٤٠٠ شهيد ومئات الجرحى واعتقال اكثر من ٩٠٠ مواطن من داخل المستشفى من ضمنهم أطباء وعاملين ونازحين وأطفال ونساء ومسنين .
وأوضح صافي، بأن تدمير وحرق مجمع الشفاء الطبي بالكامل يعتبر جريمة اخلاقية وانتهاك سافر للأعراف والقوانين التي تحرم المساس بالمستشفيات والمرافق الصحية ودور العبادة والمدارس ولكن اسرائيل تستهتر بكافة القوانين وقرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن.