الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

السياحة العلاجية (٢).. مبادرة "نرعاك في مصر"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ذكرنا في المقال السابق أن مصر تمتلك كل المقومات المادية والبشرية لكي تكون منافسًا قويًا في مجال السياحة العلاجية. ما تمتلكه مصر من مستشفيات معتمدة، وأطقم طبية مؤهلة، وخدمات لوجستية وفندقية، من الممكن أن تجعل مصر مقصدًا مفضلًا لراغبي السياحة العلاجية. وفي هذا المقال نعرض لخطة وزارة الصحة المصرية والعلامة التجارية التي أطلقتها تحت عنوان "نرعاك في مصر" لجذب السياحة العلاجية.

 

أولا: توفير المستشفيات المعتمدة دوليًا وإقليميًا:

حسب تصريحات الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروعي التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة بوزارة الصحة والسكان، أن مصر تمتلك البنية التحتية من مستشفيات معتمدة. وأن خطة الوزارة هي الترويج للمنشآت الصحية الحاصلة على الاعتماد  الدولي (JCI)  مثل مستشفى شرم الشيخ الدولي، والسلام الدولي، وسرطان الأطفال 57357، ودار الفؤاد، ومستشفى العربي، والمركز الطبي العالمي، مستشفى العيون الدولي، ومستشفى وادي النيل، مستشفى المغربي للعيون. وتلك الحاصلة على الاعتماد من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية المصرية (GAHAR) وعددها ١٩٩ منشأة صحية، بالإضافة إلى ١٤١ منشأة معتمدة بصورة مبدئية. هيئة GAHAR معتمدة لدى منظمة ايسكوا ESCAW وهي منظمة إقليمية تابعة للأمم المتحدة، ولذا تستوفي متطلبات السياحة العلاجية في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أن الوزارة سوف تسعى إلى اعتماد مجمع الاسماعيلية الطبي، كأول مجمع طبي مصري تعتمده هيئة الـJCI حيث أن الاعتمادات الدولية هي السبيل الأمثل لجذب التعاقدات المباشرة مع شركات التأمين الصحي، وشركات التسفير الطبي التي تتواصل مع المستشفيات وتنسق كل خطوات السفر والإقامة والعلاج خلال ٢٤ ساعة.

 

ثانيًا: الأطقم الطبية المؤهلة

مصر زاخرة بالأطباء المشهود لهم بالكفاءة والمهارة، سواءً داخل مصر أو في أكبر المؤسسات الطبية في أوروبا وأمريكا. عملت في إنجلترا لمدة طويلة، وقابلت مئات الأطباء المصريين في أكبر مستشفيات إنجلترا. وكان الإنجليز يفضلون الطبيب المصري لمهارته وأمانته وحسن معاملته. وفي مصر عشرات المراكز المرموقة مثل مركز أمراض الكلى والمسالك البولية في المنصورة ومركز جراحة الجهاز الهضمي وغيرها. أتذكر أن عميد كلية الطب في جامعة مانشستر، أثناء زيارته لمركز أمراض الكلى والمسالك البولية في المنصورة سنة ٢٠٠٥، أنه قال "هذا المركز أفضل من أمثاله في إنحلترا وأمريكا، ولو عرض على التأمين الصحي البريطاني NHS فرصة العلاج في أي مركز خارج بريطانيا، فلن أتردد أن اختار المنصورة". ومنذ سنوات قليلة، أجرى د كريم أبو المجد، جراح زرع الأعضاء في أمريكا (خريج طب المنصورة) عملية زرع أمعاء لطفلة من بنجلادش، داخل مستشفى قصر العيني في القاهرة. هذه الجراحة لا تتم إلا في مراكز معدودة حول العالم. ولدينا مراكز جامعية ذات سمعة عالمية في جامعات عين شمس والإسكندرية وأسيوط ومركز أسوان لجراحات القلب وغيرها من المستشفيات المعتمدة في القطاعين العام والخاص والأهلي. وهناك فرصة كبيرة لاستقطاب أطباء مصر في المهجر للعودة إلى مصر وقيادة نهضة طبية تجتذب السياحة العلاجية.

 

ثالثا: الخدمات اللوجستية وسرعة استقبال المرضى

خلال فعاليات المؤتمر الدولي للسياحة الصحية في مصر، والذي عُقد في العاصمة الإدارية يومي ٢-٣ مارس الماضي، تحت شعار "صدى الماضي يتجدد اليوم" تعهدت هيئة الرعاية الصحية أن تحقق أعلى مستويات الجودة، لاستقطاب الوافدين الأجانب، وتقديم الخدمة المتميزة لهم، في أسرع وقت وأقل تكلفة. فضلًا عن إنشاء مكاتب تابعة للهيئة للتعامل مع الأجانب بالمطارات وتسهيل اجراءات استقبال المرضى وذويهم، وتوفير الغرف الفندقية التي تستوعبهم.

كما تعهدت الهيئة بإبرام بروتوكولات التعاون والتعاقدات مع شركات التأمين الطبي الدولية، ووكالات السفر العلاجي، والتنسيق الكامل بين القطاع الخاص والعام والأهلي، وتعزيز التعاون بين هذه القطاعات لخدمة السياحة العلاجية.

مجهود مشكور، ندعو الله ان يتحقق ما تعهدت به هيئة الرعاية الصحية، وأن تتضاعف معدلات السياحة العلاجية الوافدة الى مصر.