أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية، وفقًا لتقديرات نُشرت في صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية اليوم، عن توقعات بارتفاع نسبة العجز المالي مقابل الناتج الإجمالي، حيث من المتوقع أن تتجاوز 8% من الناتج، وهو ما يعد ارتفاعًا عن الهدف المحدد من قبل الحكومة والبالغ 6.6%.
يُعزى هذا الارتفاع إلى زيادة الإنفاق الأمني نتيجة للتوترات الحالية، بما في ذلك الحرب الجارية على قطاع غزة والاشتباكات مع حزب الله على الجبهة الشمالية.
وأشارت المصادر في الوزارة إلى أن أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا الارتفاع هو الإنفاق الكبير على قوات الاحتياط، حيث لم يتم تسريح عدد كبير من هذه القوات وفقًا للخطط السابقة.
يُفاد أيضًا أن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر استدعاء لآلاف الجنود النظاميين، الذين كانوا على وشك تسريحهم، للخدمة في الاحتياط لمدة أربعة أشهر، مما أدى إلى زيادة الإنفاق بشكل كبير. وتقدر التكلفة الإجمالية لهذه الإجراءات بين 1.5 إلى 2 مليار شيكل حتى شهر يونيو المقبل.
وسلطت الصحيفة الضوء على استدعاء الجيش الإسرائيلي مئات آلاف جنود الاحتياط في بداية الحرب على غزة. وفي بداية العام الحالي، بدأ المسؤولون في وزارة المالية يدركون أن الإنفاق الأمني من شأنه أن يخرج عن السيطرة وأن يستوجب إجراء تقليصات في ميزانية الدولة، ما حدا بالمحاسب العام في الوزارة، ييهلي روتنبرغ، إلى مطالبة جهاز الأمن بالعمل وفق الميزانيات التي تمت المصادقة عليها، بينما لا يزال عدد قوات الاحتياط الحالي في الخدمة العسكرية أعلى بكثير من التوقعات السابقة.
وقالت الصحيفة إن قطاعا من عناصر الاحتياط يتجندون للخدمة العسكرية وفي الوقت ذاته يواصلون العمل في وظائفهم، ويحصلون من وزارة الدفاع على أجر مقابل خدمة عسكرية كاملة. ويقول الجيش إنه على علم بهذه الظاهرة لكن لا علم له بحجمها.
وسبب آخر للارتفاع المتوقع لنسبة العجز بارتفاع إنفاق مؤسسة التأمين الوطني بشكل هائل بسبب العناية بالعدد الكبير من الجنود الجرحى والسكان الذين تم إجلاؤهم عن بيوتهم في جنوب وشمال إسرائيل إلى فنادق وبيوت ضيافة.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين في وزارة المالية يتوقعون أن تكون صورة الميزانية أكثر وضوحًا في مايو المقبل، وكذلك بالنسبة للمساعدات الخاصة الأمريكية، بمبلغ 14 مليار دولار. لكن الصحيفة استدركت بأن هذه المساعدات ستكون مشروط بعدم حدوث تطورات في الحرب، لا تريدها الولايات المتحدة مثل اجتياح مدينة "رفح" جنوب قطاع غزة، أو اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله على الجبهة الشمالية.
مع ذلك، قالت الصحيفة إنه حتى بدون حدوث تصعيد في الحرب مع حزب الله أو اجتياح مدينة رفح، جنوب قطاع غزة بريًا؛ فإنه من الواضح أنه سيكون هناك تجاوز جوهري لهدف العجز الذي وضعته الحكومة.