تحل اليوم الثلاثاء ذكرى ميلاد الأديب أحمد حسن الزيات الذي ارتبط اسمه بعصر النهضة العربية في مصر والعالم العربي أو ما يعرف بفترة التنوير واليقظة العربية.
اشتهر الزيات بمجلة الرسالة التي أسسها عام 1933 كتب فيها كبار الأدباء على رأسهم عباس محمود العقاد، وأحمد أمين، ومصطفى صادق الرافعي، وطه حسين وغيرهم .
وقد كتب الزيات مقالا في هذه المجلة عن شهر رمضان وصف فيه هذا الشهر وطقوسه وعاداته فقال: إن شهر رمضان خير يتدفق فى البيوت وبشر يتهلل فى الوجوه وأنس يتطلق فى المجالس وذكر يتضوع فى المساجد، ونور يتألق فى المآذن، وسمر يتنقل فى الأندية، ونفحات من الفردوس ترطب القلوب وتلين الأكباد وترف على ما ذوى من العواطف.
يوضح الزيات أنه فى هذا الشهر تكون الحوانيت سامرة وإن لم تبع، والمصانع ساهرة إن لم تُنتج، والأبهاء عاطرة بحديث الأحبة حتى منتصف الليل، والأفنية عامرة بذكر الله حتى أول السحر، وكثير من الناس فى هذا الشهر قد أخذوا مجالسهم من قهوات الحى ينضحون مزاجهم الظامئ بالفناجيل الروية، ويشفقون أحاديثهم الطلية بالنكات المصرية، ثم يستمعون فى خشوع العابد وسكون العاشق ولهفة أصداء الطفل إلى القصاص، وقد طوّفت به أشباح القرون، وغمغمت فى صوته أصداء الزمن، ويتربع فى صدر المكان منصة عالية من الخشب العتيق وهو فى سمته وهندامه ولهجة كلامه وطريقة سلامة نموذج العامى الأديب ومثال الحضرى المثقف، حفظ كثيرا من الأشعار فاكتسب ظرف الأدب، وروى صدرا من الأمثال فاكتسى وقار الحكمة ووعى طائفة من الأخبار، وهو فى ذلك بارع النادرة دقيق الفطنة عذب المفاكهة حاضر الجواب، يؤدى إلى هذا الجمهور دعوة الواعظ وأمانة المعلم ورسالة الأديب.