يصادف اليوم الثلاثاء الموافق من شهر إبريل الاحتفال باليوم العالمي لمرض التوحد، وجاء اختيار اليوم عقب إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 2 إبريل يوما عالميا للتوعية بمرض التوحد في عام 2007، وتحتفل الأمم المتحدة بهذا اليوم كوسيلة لتأكيد وتعزيز وتنفيذ جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأشخاص المصابين بالتوحد على مستوى العالم على أسس متساوية وشاملة مع الآخرين.
ويؤكد قرار الجمعية العامة الصادر عام 2007 على أهمية رفع مستوى الوعي العام بمرض التوحد. واليوم، عقب مرور 17 عامًا، عزز قبول وتقدير الأشخاص المصابين بالتوحد ومساهماتهم في المجتمع.
فعالية عام 2024
وتهدف احتفالية هذا العام إلى تحقيق منظور عالمي شامل حول التوحد من خلال التركيز بشكل فريد على أصوات وتجارب الأفراد المصابين بالتوحد أنفسهم. بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأشخاص المصابين بالتوحد،
ليتمكنوا من تحقيق النجاح.
ويشارك في الفعالية مجموعة من المتحدثين المصابين بالتوحد من جميع مناحي الحياة يمثلون 6 مناطق: أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ وأوروبا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا.
وتنظم إدارة الاتصالات العالمية بالأمم المتحدة هذه الفعالية، بالتعاون الوثيق مع معهد التنوع العصبي وهي منظمة ذات عضوية عالمية شاملة أسستها وتقودها الأقليات العصبية ويديرها المتطوعون ومقرها سويسرا. وتتواجد المنظمة حاليًا في 23 دولة على مستوى العالم، وتعد أكبر مبادرة للتنوع العصبي وأكثرها تمثيلًا عالميًا وتنوعًا. وتهدف إلى تمثيل وتمكين الأقليات العصبية، وتعزيز القبول والتقدير والتعليم والدعوة إلى تكافؤ الفرص وحقوق الإنسان. ويشارك في رعاية هذا الحدث البعثتان الدائمتان لإيطاليا وبولندا لدى الأمم المتحدة، بدعم من مجموعة التوحد والتأمين والاستثمار والتنوع العصبي.
وحرصت أسرة الأمم المتحدة طوال تاريخها، علي ابراز التنوع وتعمل على تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من اختلافات في التعلم وتأخر في النمو.
وفي عام 2008، بدأ نفاذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وبذلك تم التأكيد من جديد على مبدأ أساسي من مبادئ حقوق الإنسان العالمية للجميع. ويتمثل الغرض منها في تعزيز جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة وحمايتها وضمان تمتعهم الكامل بها على قدم المساواة، وتعزيز احترام كرامتهم المتأصلة. وهي أداة راسخة لتعزيز مجتمع يرعى ويشمل الجميع ويكفل تمكن جميع الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد من العيش حياة كاملة وذات مغزى.
وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوم 2 أبريل بوصفه اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد (القرار 139/62) لتسليط الضوء على الحاجة للمساعدة على تحسين نوعية حياة الذين يعانون من التوحد حتى يتمكنوا من العيش حياة كاملة وذات مغزى كجزء لا يتجزأ من المجتمع.
التومحد
والتوحد هو حالة عصبية مدى الحياة تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. ويشير مصطلح التوحد إلى مجموعة من الخصائص. وإن من شأن تقديم الدعم المناسب لهذا الاختلاف العصبي والتكيف معه وقبوله أن يتيح للمصابين بهذا المرض التمتع بتكافؤ الفرص والمشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع.
ويتميز التوحد بشكل رئيسي بتفاعلاته الاجتماعية الفريدة، والطرق غير العادية للتعلم، والاهتمام البالغ بمواضيع محددة، والميل إلى الأعمال الروتينية، ومواجهة صعوبات في مجال الاتصالات التقليدية، واتباع طرق معينة لمعالجة المعلومات الحسية.ويعتبر معدل التوحد في جميع مناطق العالم مرتفعا ويترتب على عدم فهمه تأثير هائل على الأفراد والأسر ومجتمعاتهم المحلية.
اعراض التوحد
1. اضطرابات في المهارات الاجتماعية
2. مشاكل في المهارات اللغوية
3. مشاكل سلوكية
أسباب مرض التوحد
من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى التوحد:
1. اعتلالات وراثية
اكتشف الباحثون وجود عدة جينات يُرجح أن لها دورًا في التسبب بالتوحد، وبعضها يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب، بينما يُؤثر بعضها الآخر على نمو الدماغ وتطوره وعلى طريقة اتصال خلايا الدماغ فيما بينها.
قد يكون أي خلل وراثي في حد ذاته وبمفرده مسؤولًا عن عدد من حالات الذاتوية، لكن يبدو في نظرة شمولية أن للجينات بصفة عامة تأثيرًا مركزيًا جدًا بل حاسمًا على اضطراب التوحد، وقد تنتقل بعض الاعتلالات الوراثية وراثيًا، بينما قد تظهر أخرى غيرها بشكل تلقائي.
2. عوامل بيئية
جزء كبير من المشاكل الصحية هي نتيجة لعوامل وراثية وعوامل بيئية مجتمعة معًا، وقد يكون هذا صحيحًا في حالة التوحد،يفحص الباحثون في الآونة الأخيرة احتمال أن تكون عدوى فيروسية، أو التلوث البيئي عاملًا محفزًا لنشوء وظهور مرض التوحد.
3. عوامل أخرى
هناك عوامل أخرى تخضع للبحث والدراسة في الآونة الأخيرة، تشمل: مشاكل أثناء مخاض الولادة، ودور الجهاز المناعي في كل ما يخص بالتوحد.
يعتقد بعض الباحثين بأن ضررا في اللوزة دوهي جزء من الرأس يعمل ككاشف لحالات الخطر، هو أحد العوامل لتحفيز ظهور مرض التوحد.